ابْنُ عِرْسٍ فِي مِعْطَفِ الطَّبِيب
فِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ، انْتَشَرَ زُكَامٌ مُزْعِجٌ فِي قنِّ الدَّجَاجِ. كَانَتْ كُلُّ الدَّجَاجَاتِ تَعْطِسُ وَتَسْعُلُ، وَتَشْعُرُ بِالضَّعْفِ. كَانَتِ الدَّجَاجَةُ الْكَبِيرَةُ وَالْحَكِيمَةُ، "حَذِرَة"، تَعْتَنِي بِالْجَمِيعِ وَتُحَاوِلُ أَنْ تَجْعَلَهُمْ مُرْتَاحِينَ.
فِي الْغَابَةِ الْمُجَاوِرَةِ، سَمِعَ ابْنُ عِرْسٍ مَاكِرٌ اسْمُهُ "مُحْتَالَة" أَصْوَاتَ الْعُطَاسِ. لَمَعَتْ عَيْنَاهُ وَقَالَ لِنَفْسِهِ: "يَا لَهَا مِنْ فُرْصَةٍ! دَجَاجٌ مَرِيضٌ يَعْنِي عَشَاءً سَهْلًا!". وَلَكِنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّ عَلَيْهِ أَنْ يَجِدَ طَرِيقَةً ذَكِيَّةً لِلدُّخُولِ.
خَطَرَتْ لَهُ فِكْرَةٌ. تَنَكَّرَ فِي زِيِّ طَبِيبٍ! وَجَدَ مِعْطَفَ دُمْيَةٍ أَبْيَضَ، وَصَنَعَ سَمَّاعَةً مِنْ غُصْنٍ رَفِيعٍ وَحَبَّتَيْ بَلُّوطٍ، وَحَمَلَ حَقِيبَةً مَلِيئَةً بِالْحَصَى اللَّامِعِ بِاعْتِبَارِهِ "دَوَاءً". ثُمَّ سَارَ بِبُطْءٍ نَحْوَ قنِّ الدَّجَاجِ.
طَرَقَ الْبَابَ بِرِقَّةٍ وَقَالَ بِصَوْتٍ مُصْطَنَعٍ: "مَرْحَبًا! أَنَا الطَّبِيبُ، سَمِعْتُ أَنَّ هُنَاكَ مَرْضَى. هَلْ يُمْكِنُنِي الدُّخُولُ لِأُقَدِّمَ لَكُمُ الشِّفَاءَ؟". صَمَتَ الْجَمِيعُ فِي الدَّاخِلِ وَاخْتَلَسُوا النَّظَرَ مِنْ شَقٍّ فِي الْبَابِ.
رَأَوُا الْمِعْطَفَ الْأَبْيَضَ وَالسَّمَّاعَةَ الْغَرِيبَةَ. لَكِنَّ "حَذِرَة" نَظَرَتْ بِدِقَّةٍ أَكْبَرَ. لَاحَظَتِ الْأَسْنَانَ الْحَادَّةَ تَحْتَ ابْتِسَامَتِهِ الزَّائِفَةِ، وَالْأَنْفَ الْمُدَبَّبَ، وَالذَّيْلَ الطَّوِيلَ الْكَثِيفَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ الْمِعْطَفِ. ابْتَسَمَتْ بِهُدُوءٍ وَأَجَابَتْ مِنْ خَلْفِ الْبَابِ الْمُغْلَقِ: "شُكْرًا لَكَ يَا 'طَبِيبُ'. نَحْنُ نَشْعُرُ بِتَحَسُّنٍ كَبِيرٍ الْآنَ. فِي الْوَاقِعِ، صِحَّتُنَا سَتَكُونُ مُمْتَازَةً... إِذَا بَقِيتَ أَنْتَ بَعِيدًا عَنْ هُنَا". فَهِمَ "مُحْتَالَة" أَنَّ خُدْعَتَهُ قَدِ انْكَشَفَتْ، فَعَادَ إِلَى الْغَابَةِ غَاضِبًا، بَيْنَمَا تَعَلَّمَتِ الدَّجَاجَاتُ أَنَّ الْحَذَرَ وَالْفِطْنَةَ هُمَا أَفْضَلُ عِلَاجٍ.
القيم والدروس الأخلاقية
- ثق بحدسك: أحيانًا، شعورك الداخلي بأن شيئًا ما ليس صحيحًا يكون هو الأدق.
- الحقيقة خلف المظهر: لا يجب أن ننخدع بالملابس أو الكلمات المعسولة، بل يجب أن نرى النوايا الحقيقية.
- الحكمة هي درع واقٍ: الفطنة والقدرة على تمييز الخطر تبقيك آمنًا.
- لا تثق بالغريب بسهولة: من المهم توخي الحذر عند التعامل مع الغرباء، حتى لو بدوا لطفاء.
أسئلة الفهم
- ماذا كانت مشكلة الدجاجات في بداية القصة؟
- ما هو التنكر الذي استخدمه ابن عرس "محتالة"؟
- ما هي الأدوات "الطبية" التي كانت معه؟
- ما هي الأشياء التي كشفت حقيقة ابن عرس للدجاجة "حَذِرَة"؟
- ما هو الرد الذكي الذي قالته "حَذِرَة" لابن عرس؟
أسئلة التفكير النقدي
- لماذا اعتقد "محتالة" أن خطته ستنجح؟
- على الرغم من أن الدجاجات كن مريضات، لماذا لم يفقدن ذكاءهن وحذرهن؟
- ما الفرق بين شخص يريد المساعدة حقًا وشخص يتظاهر بذلك؟
أسئلة لربط القصة بحياة الطفل اليومية
- هل شعرت يومًا أن هناك شيئًا غير صحيح، حتى لو لم تستطع شرح السبب؟
- لماذا من المهم ألا تتحدث مع الغرباء أو تأخذ منهم شيئًا؟
- كيف يمكنك أن تعرف أن شخصًا ما صادق معك؟
أنشطة ممتعة
- رسم: ارسم ابن عرس "محتالة" في زيه الطبي المضحك، مع سماعة البلوط والحصى اللامع.
- تمثيل: قم بتمثيل المشهد عند الباب. شخص يمثل دور "محتالة" بصوته المصطنع، والآخر يمثل "حَذِرَة" بصوتها الهادئ والواثق.
- لعبة: "خمن التنكر": العبوا لعبة التخمين حيث يمثل كل شخص حيوانًا يتنكر في وظيفة معينة (مثال: أسد يتظاهر أنه حلاق)، وعلى الآخرين أن يخمنوا الحيوان والوظيفة.