مَلَابِسُ السُّلْطَانِ العَجِيبَة

مَلَابِسُ السُّلْطَانِ العَجِيبَة

كَانَ يَامَا كَانَ، سُلْطَانٌ يُحِبُّ الْمَلَابِسَ الْجَدِيدَةَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ فِي الْعَالَمِ. وَفِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ، وَصَلَ إِلَى مَدِينَتِهِ مُحْتَالَانِ ادَّعَيَا أَنَّهُمَا نَسَّاجَانِ يَصْنَعَانِ قُمَاشًا سِحْرِيًّا، لَا يَرَاهُ إِلَّا الْأَذْكِيَاءُ وَالْمُخْلِصُونَ لِلسُّلْطَانِ.

فَرِحَ السُّلْطَانُ وَأَعْطَاهُمَا كَثِيرًا مِنَ الذَّهَبِ. بَدَأَ الْمُحْتَالَانِ الْعَمَلَ عَلَى أَنْوَالٍ فَارِغَةٍ، وَكَانَا يَأْخُذَانِ الذَّهَبَ لِأَنْفُسِهِمَا. بَعْدَ فَتْرَةٍ، أَرْسَلَ السُّلْطَانُ وَزِيرَهُ الْعَجُوزَ لِيَرَى الْقُمَاشَ. لَمْ يَرَ الْوَزِيرُ شَيْئًا، لَكِنَّهُ خَافَ أَنْ يَعْتَرِفَ فَيَظُنَّهُ النَّاسُ غَبِيًّا، فَعَادَ وَأَخْبَرَ السُّلْطَانَ أَنَّ الْقُمَاشَ رَائِعٌ.

ذَهَبَ السُّلْطَانُ بِنَفْسِهِ لِيَرَى الْمَلَابِسَ. نَظَرَ وَنَظَرَ، لَكِنَّهُ لَمْ يَرَ شَيْئًا أَيْضًا. شَعَرَ بِالرُّعْبِ وَقَالَ فِي نَفْسِهِ: "هَلْ أَنَا غَبِيٌّ أَوْ غَيْرُ جَدِيرٍ بِالْحُكْمِ؟". فَتَظَاهَرَ بِالْإِعْجَابِ وَقَالَ: "يَا لَهَا مِنْ مَلَابِسَ عَجِيبَةٍ!". وَقَالَ كُلُّ مَنْ مَعَهُ نَفْسَ الشَّيْءِ.

جَاءَ يَوْمُ الِاحْتِفَالِ الْكَبِيرِ، وَارْتَدَى السُّلْطَانُ "مَلَابِسَهُ الْجَدِيدَةَ". سَارَ فِي الشَّوَارِعِ بِفَخْرٍ، وَكَانَ الْجَمِيعُ يُصَفِّقُونَ وَيَهْتِفُونَ: "مَا أَجْمَلَ مَلَابِسَ السُّلْطَانِ!". لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُرِيدُ أَنْ يَعْتَرِفَ بِأَنَّهُ لَا يَرَى شَيْئًا.

مَلَابِسُ السُّلْطَانِ العَجِيبَة

وَفَجْأَةً، صَرَخَ طِفْلٌ صَغِيرٌ مِنْ بَيْنِ الْحُشُودِ بِصَوْتٍ عَالٍ وَوَاضِحٍ: "لَكِنَّ السُّلْطَانَ لَا يَرْتَدِي شَيْئًا!". سَادَ الصَّمْتُ لِلَحْظَةٍ، ثُمَّ بَدَأَ النَّاسُ يَهْمِسُونَ لِبَعْضِهِمْ، حَتَّى صَاحُوا جَمِيعًا: "السُّلْطَانُ لَا يَرْتَدِي شَيْئًا!". أَدْرَكَ السُّلْطَانُ أَنَّهُمْ عَلَى حَقٍّ، لَكِنَّ كِبْرِيَاءَهُ مَنَعَهُ مِنَ التَّوَقُّفِ. فَأَكْمَلَ سَيْرَهُ بِخُطَى أَكْثَرَ حَزْمًا، بَيْنَمَا اسْتَمَرَّ خَدَمُهُ فِي حَمْلِ ذَيْلِ ثَوْبٍ لَا وُجُودَ لَهُ.

القيم والدروس الأخلاقية

  • أهمية قول الحقيقة: الشجاعة في قول الحقيقة، حتى لو كانت محرجة، هي أمر ثمين.
  • خطر الغرور والكبرياء: الغرور يمكن أن يعمينا عن رؤية الحقيقة ويجعلنا نقع في أخطاء سخيفة.
  • لا تتبع الآخرين بشكل أعمى: من المهم أن تثق بما تراه وتفكر بنفسك بدلاً من مجرد موافقة الجميع.
  • قوة البراءة: أحيانًا، يمكن للبراءة أن ترى الحقيقة التي يخشى الكبار الاعتراف بها.

أسئلة الفهم

  • ماذا كان السلطان يحب أكثر من أي شيء آخر؟
  • ما هي الخدعة التي استخدمها المحتالان؟
  • لماذا تظاهر الوزير والسلطان بأنهما يريان الملابس؟
  • من هو أول شخص قال الحقيقة بصوت عالٍ؟
  • ماذا فعل السلطان بعد أن عرف الحقيقة؟

أسئلة التفكير النقدي

  • لماذا كان جميع الكبار خائفين من قول الحقيقة؟
  • هل تعتقد أن الطفل كان شجاعًا، أم أنه فقط لم يكن يعرف أنه يجب أن يخاف؟
  • ما الذي يجعل الشخص "غير جدير بالحكم": ألا يرى ملابس سحرية، أم أن يكون مغرورًا لدرجة تمنعه من الاعتراف بالخطأ؟

أسئلة لربط القصة بحياة الطفل اليومية

  • هل تظاهرت يومًا بأنك تحب شيئًا لأن كل أصدقائك يحبونه؟
  • لماذا من المخيف أحيانًا أن تكون صاحب الرأي المختلف الوحيد؟
  • هل الأهم أن تكون صادقًا أم أن تكون مهذبًا؟ وهل يمكنك أن تكون كليهما؟

أنشطة ممتعة

  • رسم: ارسم مشهد الموكب الكبير. أظهر السلطان بملابسه "الخفية"، والخدم يحملون الذيل الوهمي، والطفل الصغير وهو يشير بإصبعه.
  • عرض أزياء خفي: قم بتصميم "ملابسك الخفية"! استخدم التمثيل الصامت لارتداء ملابسك الرائعة، واصفًا لعائلتك الألوان والأقمشة الخيالية.
  • لعبة الهمس: ابدأ بجملة "السلطان لا يرتدي شيئًا!" واهمس بها للشخص التالي، وهكذا. انظر كيف تتغير الجملة في النهاية. هذا يوضح كيف يمكن للحقيقة أن تنتشر.

إرسال تعليق

أحدث أقدم