قصة الفراشة الراقصة
المقدمة التشويقية
في حديقة مليئة بالألوان والروائح العطرة، تعيش فراشات جميلة تطير بحرية تحت أشعة الشمس الذهبية. لكن أحياناً، عندما نحب شيئاً كثيراً، نريد أن نحتفظ به إلى الأبد... ولكن هل هذا هو الحب الحقيقي؟ تعال معنا لنتعلم من رياض الطفل الطيب درساً مهماً عن معنى الحرية والحب الحقيقي للطبيعة!
القصة
كان رياض الطفل المحب للطبيعة يعيش في بيت جميل قريب من حديقة مليئة بالفراشات الملونة. كان رياض يحب الفراشات حباً كبيراً، وكان يزورها كل يوم في طريق عودته من المدرسة.
كانت الفراشات تطير بحرية في الحديقة، منها الأزرق والأحمر والأصفر والبرتقالي. كان رياض يجلس ويراقبها وهي تطير من زهرة إلى زهرة، وكان يشعر بسعادة كبيرة وهو يرى جمالها ورقصها في الهواء.
في يوم من الأيام، قرر رياض أن يزرع حديقة ورود صغيرة في شرفة غرفته. قال لنفسه: "سأزرع أجمل الورود، وربما تأتي الفراشات لزيارتي!"
اعتنى رياض بحديقته الصغيرة بحب كبير. كان يسقي الورود كل يوم، وينظف حولها، ويتحدث معها كأنها أصدقاؤه. ومع الوقت، نمت الورود وأصبحت جميلة جداً بألوانها الزاهية.
وكان رياض يذهب كل يوم إلى الحديقة الكبيرة، ويكلم الفراشات قائلاً: "أيتها الفراشات الجميلة، تعالين لزيارة حديقتي الصغيرة! لديّ ورود جميلة تنتظركن!" ثم يضحك على نفسه ويقول: "هل تفهمني الفراشات يا ترى؟"
في صباح مشرق جميل، وقبل أن يذهب رياض إلى المدرسة، نظر إلى شرفته كعادته، وفجأة... رأى أجمل مشهد في حياته!
كانت هناك فراشة رائعة الجمال تُدعى زينة الراقصة، بألوان زاهية كقوس قزح، تطير حول ورود رياض بفرح وسعادة! كانت تشرب رحيق الورود وترقص بجناحيها الجميلين، وكأنها تقول: "شكراً لك يا رياض على هذه الورود الجميلة!"
فرح رياض فرحاً عظيماً، وراقب زينة وهي تنتقل من وردة حمراء إلى وردة بيضاء، ثم إلى وردة صفراء، وكأنها تريد أن تتذوق كل الألوان!
هنا خطرت لرياض فكرة... قال في نفسه: "لو أغلقت الشرفة، ستبقى زينة معي دائماً، ولن أحتاج للذهاب إلى الحديقة لرؤية الفراشات!"
وبسرعة، أغلق رياض نافذة الشرفة الزجاجية، وحبس زينة الفراشة الجميلة في الداخل. ثم ذهب إلى المدرسة وهو سعيد جداً.
طوال اليوم في المدرسة، كان رياض يفكر في زينة ويقول لأصدقائه: "لديّ الآن فراشة جميلة في بيتي!" لكن أصدقاءه لم يصدقوه.
وعندما عاد رياض من المدرسة، لم يذهب إلى الحديقة كعادته، بل أسرع مباشرة إلى الشرفة ليرى زينة الجميلة.
لكن ما رآه جعل قلبه يمتلئ بالحزن والقلق... لم تعد زينة ترقص! كانت مختبئة تحت أوراق الورود، تبدو حزينة وضعيفة ومريضة.
بحث رياض عن زينة، ووجدها أخيراً تحت ورقة كبيرة. كانت أجنحتها باهتة، ولم تعد تطير كما كانت. نظرت إليه بعيون حزينة وكأنها تقول: "لماذا حبستني يا رياض؟ أريد أن أطير مع صديقاتي!"
تساءل رياض بحيرة: "لكن زينة، لديك هنا كل ما تحتاجينه! طعام وماء وورود جميلة! لماذا أنت حزينة؟"
فجأة فهم رياض شيئاً مهماً جداً... الحرية! زينة تحتاج إلى الحرية أكثر من أي شيء آخر في العالم!
فتح رياض النافذة بسرعة، ودخل الهواء المنعش إلى الشرفة. رأى كيف اهتزت أجناح زينة عندما شعرت بالهواء الطلق.
ببطء، بدأت زينة تتحرك... ثم طارت نحو النافذة... وخرجت إلى الحرية!
وفجأة، عادت زينة إلى رقصها الجميل! طارت حول الشرفة مرة أخيرة وكأنها تقول لرياض: "شكراً لك يا صديقي الطيب لأنك فهمت أنني أحتاج إلى الحرية!"
ثم طارت زينة نحو الحديقة الكبيرة، نحو صديقاتها الفراشات، وعادت تضحك وترقص تحت أشعة الشمس.
تعلم رياض درساً مهماً في ذلك اليوم: الحب الحقيقي يعني أن نترك من نحب أحراراً سعداء، وليس أن نحبسهم لأنفسنا.
ومن ذلك اليوم، عاد رياض لزيارة الحديقة كل يوم، وكان يفرح عندما يرى زينة وصديقاتها يرقصن بحرية، وأحياناً كانت زينة تزور حديقة رياض الصغيرة، لكنها دائماً تعود إلى الحرية التي تحبها.
الأسئلة التفاعلية
السؤال الأول: ماذا زرع رياض في شرفة غرفته؟
أ) أشجار تفاح
ب) ورود ملونة جميلة
ج) خضروات
السؤال الثاني: ما اسم الفراشة الجميلة التي زارت حديقة رياض؟
أ) زينة الراقصة
ب) لولو الطائرة
ج) ملكة الحديقة
السؤال الثالث: لماذا أغلق رياض النافذة على الفراشة؟
أ) لحمايتها من المطر
ب) ليحتفظ بها لنفسه
ج) لأنه كان خائفاً منها
السؤال الرابع: كيف كانت حالة زينة عندما عاد رياض من المدرسة؟
أ) سعيدة وترقص
ب) حزينة وضعيفة ومختبئة
ج) تأكل وتشرب
السؤال الخامس: ما الدرس الذي تعلمه رياض من هذه التجربة؟
أ) أن الفراشات لا تحب الورود
ب) أن الحب الحقيقي يعني إعطاء الحرية لمن نحب
ج) أن الفراشات لا تفهم الكلام
الدروس والعبر المستفادة
الدرس الأول - قيمة الحرية:
تعلمنا أن جميع الكائنات الحية تحتاج إلى الحرية لتكون سعيدة وصحية.
الدرس الثاني - معنى الحب الحقيقي:
فهمنا أن الحب الحقيقي يعني أن نريد سعادة من نحب، حتى لو لم يكونوا معنا دائماً.
الدرس الثالث - احترام الطبيعة:
اكتشفنا أن من واجبنا احترام الطبيعة والكائنات الحية وعدم إيذائها.
الدرس الرابع - التعلم من الأخطاء:
تعلمنا أنه من الطبيعي أن نخطئ، والمهم أن نتعلم من أخطائنا ونصححها.
الدرس الخامس - جمال العطاء:
فهمنا أن العطاء والتضحية من أجل سعادة الآخرين يجعلنا أكثر سعادة.