سر القبعات الأربعة

في قرية بعيدة وهادئة، كانت تعيش امرأة ذات طبع غامض وتاريخ مثير. كانت تحب القبعات كثيراً، بل وكانت تحتفظ بها معلّقة على الحائط في غرفة الضيوف. كل قبعة كانت تحمل لوناً مختلفاً وحكاية لا تُنسى.

وذات يوم، تزوجت هذه السيدة شاباً طيب القلب، كان فضولياً بطبعه ويحب القصص الغريبة. وعندما وصل معها إلى منزلها لأول مرة، لاحظ وجود أربع قبعات معلقة بعناية على الحائط: واحدة سوداء، وأخرى زرقاء، وثالثة حمراء، ورابعة صفراء.

اقترب الشاب من القبعات متعجباً وسألها بلطف: "ما سر هذه القبعات يا عزيزتي؟"

ابتسمت الزوجة ابتسامة غامضة وقالت له: "لكل قبعة قصة يا حبيبي... القبعة السوداء كانت لزوجي الأول، وقد رحل عنا بسبب الحزن الكبير الذي كان يعيش فيه. والقبعة الزرقاء كانت لزوجي الثاني، وكان دائم التفكير والقلق حتى تعب قلبه. أما الحمراء، فهي لزوجي الثالث، وقد اختار طريق المغامرة، لكنها لم تكن نهايته سعيدة. والصفراء تخص زوجي الرابع، الذي كان يحب البحر... لكنه لم يرجع منه ذات يوم."

وقف الشاب ساكناً، وقد ارتسمت على وجهه علامات الاندهاش، ثم خلع قبعته البيضاء ووضعها في يدها قائلاً بابتسامة مرحة: "وهذه القبعة البيضاء هي لزوجك الخامس... الذي قرر أن يهرب بجلده ويعيش بقية عمره في أمان!"

الدروس المستفادة

• الحذر والتفكير العميق قبل اتخاذ القرارات المهمة.
• السعادة الحقيقية تكمن في البساطة والأمان، لا في المغامرات الخطيرة أو المشاعر السلبية.
• يجب أن نتعلم من تجارب الآخرين لنتجنب الوقوع في نفس الأخطاء.

أسئلة للمناقشة

• ما هو شعورك تجاه تصرف الزوجة؟ وهل تعتقد أن دافعها كان سيئاً؟
• لماذا اختار الشاب القبعة البيضاء ليرمز بها إلى قراره؟
• هل تعتقد أن نهاية القصة كانت مضحكة أم محزنة؟ ولماذا؟

أنشطة مقترحة

• **لعبة "القبعات":** اطلب من الأطفال أن يختاروا قبعة بلون مختلف ويؤلفوا قصة قصيرة عن شخصية ترتديها.
• **مسرحية صامتة:** يمكن للأطفال تمثيل القصة دون كلام، فقط باستخدام تعابير الوجه ولغة الجسد.
• **نشاط الرسم:** اطلب من الأطفال أن يرسموا القبعات الخمس، ويعبروا برسوماتهم عن مشاعر كل شخصية.