حيلة ابن البخيل
القصة
مهمة لإكرام الضيف
يُحكى أن رجلاً من البخلاء استقبل ضيفًا عزيزًا. نادى البخيل على ابنه وقال له: "يا بني، لدينا اليوم ضيف كريم، خذ هذا المال واذهب إلى السوق، واشترِ لنا نصف كيلو من أحسن أنواع اللحم."
أخذ الولد النقود وانطلق، لكنه عاد بعد فترة طويلة خالي اليدين. نظر الأب إليه متعجبًا وقال: "أين اللحم يا ولد؟!"
رحلة من الجزار إلى البيت
ابتسم الولد بثقة وقال: "يا أبي، ذهبت إلى الجزار وقلت له: 'أعطني أفضل ما عندك من لحم.' فقال لي: 'سأعطيك لحمًا كأنه الزُّبد.' فقلت في نفسي: إذا كان اللحم كالزُّبد، فلماذا لا أشتري الزُّبد نفسه؟"
"فذهبت إلى البقال وقلت له: 'أعطني أحسن ما عندك من الزُّبد.' فقال لي: 'سأعطيك زُبدًا كأنه الدِّبس.' فقلت في نفسي: ما دام الزُّبد كالدِّبس، فلِمَ لا أشتري الدِّبس مباشرة؟"
"فذهبت إلى بائع الدِّبس، وقلت له: 'أعطني أفضل دِبس لديك.' فقال لي: 'سأعطيك دِبسًا كأنه الماء الصافي.' وهنا قلت لنفسي: إذا كان الدِّبس كالماء الصافي، فعندنا ماء صافٍ في البيت، فلماذا أشتري شيئًا؟ وهكذا عدت دون أن أشتري شيئًا."
الحيلة الأخيرة
فنظر الأب إلى ابنه نظرة إعجاب، وقال: "يا لك من صبي ذكي وحكيم... لكنّك نسيت أمرًا واحدًا! لقد استهلكت حذاءك من كثرة الجري بين الدكاكين."
ابتسم الابن بخبث وقال: "لا تقلق يا أبي... فقد لبست حذاء الضيف!"
شرح المفردات
ما هو الزُّبْد؟
الزُّبد هو مادة دسمة وناعمة، لونها أصفر، تُصنع من الحليب بعد تحريكه بسرعة. يُستخدم في الطعام لدهن الخبز أو للطبخ، وطعمه لذيذ وطري.
ما هو الدِّبْس؟
الدِّبس هو شراب سميك وحلو جدًا، لونه بني غامق، يُصنع عادة من التمر أو العنب. طعمه يشبه العسل ويستخدم في الحلويات.
الدروس المستفادة
- البخل قد يورث الأبناء طباعًا أسوأ من آبائهم.
- الذكاء يمكن أن يُستخدم في الحيلة والمكر لتبرير الأفعال الخاطئة.
- هذه القصة تستخدم الفكاهة لنقد صفة البخل وإظهار كيف يعمي المنطق.
- أحيانًا، ينقلب السحر على الساحر، فالضيف الذي جاء ليُكرَم، تمت إهانته وسرقة حذائه.
أسئلة للمناقشة
- هل تعتقد أن الابن أذكى من أبيه في البخل؟ ولماذا؟
- ما هو شعور الضيف وهو يستمع لهذا الحوار برأيك؟
- لو كنت مكان الأب، هل كنت ستفخر بابنك أم ستغضب منه؟
- ما هو الدرس الأهم الذي تعلمته من هذه القصة الطريفة؟
أنشطة مقترحة
- قم بتمثيل هذا المشهد المضحك مع عائلتك أو أصدقائك.
- اكتب نهاية مختلفة للقصة، حيث يكتشف الضيف أن الابن كان يرتدي حذاءه. - ارسم وجه الأب وهو يتغير من التعجب إلى الإعجاب ثم الصدمة في نهاية القصة.