أَحيَانًا، تَكُونُ رَغبَتُنَا الشَّدِيدَةُ فِي تَحقِيقِ شَيءٍ مَا سَبَبًا فِي عَدَمِ رُؤيَتِنَا لِلخَطَرِ. هَذِهِ قِصَّةٌ عَن بَطَّةٍ سَاذَجَةٍ وَثَعلَبٍ مُخَادِعٍ، وَكَيفَ أَنَّ الصَّدِيقَ الحَقِيقِيَّ يَظهَرُ فِي الوَقتِ المُنَاسِبِ لِيُنقِذَ المَوقِفَ.
✨ البَطَّةُ جَمِيلَةُ وَالثَّعلَبُ المَاكِرُ 🖊️
كَانَت هُنَاكَ بَطَّةٌ تُدعَى "جَمِيلَة"، وَكَانَت مُنزَعِجَةً لِأَنَّ زَوجَةَ المُزَارِعِ لَم تَكُن تَسمَحُ لَهَا بِأَن تَرقُدَ عَلَى بَيضِهَا لِيَفقِسَ. قَالَت جَمِيلَةُ بِعِنَادٍ: "أُرِيدُ أَن أَفقِسَ بَيضِي بِنَفسِي!" لِذَلِكَ، قَرَّرَت أَن تَجِدَ مَكَانًا سِرِّيًّا بَعِيدًا عَنِ المَزرَعَةِ.
بَينَمَا كَانَت تَبحَثُ فِي الغَابَةِ، تَفَاجَأَت بِرُؤيَةِ رَجُلٍ أَنِيقٍ يَجلِسُ عَلَى جِذعِ شَجَرَةٍ. كَانَ لَدَيهِ أُذُنَانِ سَودَاوَانِ مُدَبَّبَتَانِ وَشَارِبٌ بُنِّيٌّ وَذَيلٌ كَثِيفٌ.
قَالَ الرَّجُلُ بِلُطفٍ مُبَالَغٍ فِيهِ: "سَيِّدَتِي، هَل أَضَعتِ طَرِيقَكِ؟" شَرَحَت لَهُ جَمِيلَةُ السَّاذَجَةُ أَنَّهَا تَبحَثُ عَن مَكَانٍ آمِنٍ لِتَضَعَ بَيضَهَا. فَعَرَضَ عَلَيهَا بِحَمَاسٍ أَن تَستَخدِمَ سَقِيفَتَهُ المَلِيئَةَ بِالرِّيشِ النَّاعِمِ.
وَضَعَت جَمِيلَةُ تِسعَ بَيضَاتٍ، وَأَخبَرَتِ "الرَّجُلَ" أَنَّهَا سَتَبدَأُ بِالرُّقَادِ عَلَيهَا غَدًا. فَدَعَاهَا إِلَى عَشَاءٍ خَاصٍّ، وَطَلَبَ مِنهَا أَن تُحضِرَ أَعشَابًا مِنَ المَزرَعَةِ: مِيرَمِيَّةً، زَعتَرًا، نَعنَاعًا، وَبَصَلَتَينِ. لَم تُدرِك جَمِيلَةُ أَنَّ هَذِهِ هِيَ نَفسُ الأَعشَابِ المُستَخدَمَةِ لِحَشوِ البَطِّ المَشوِيِّ!
بَينَمَا كَانَت تَخرُجُ مِنَ المَطبَخِ، رَآهَا كَلبُ الحِرَاسَةِ الحَكِيمُ "كَرَم". سَأَلَهَا بِقَلَقٍ: "مَاذَا تَفعَلِينَ بِهَذَا البَصَلِ؟" فَأَخبَرَتهُ بِالقِصَّةِ كَامِلَةً. ابتَسَمَ "كَرَم" بِسُخرِيَةٍ عِندَمَا وَصَفَتِ الرَّجُلَ المُهَذَّبَ، وَأَدرَكَ الحَقِيقَةَ.
انطَلَقَ "كَرَم" وَمَعَهُ جَروَانِ مِن كِلَابِ صَيدِ الثَّعَالِبِ. عِندَمَا وَصَلَت جَمِيلَةُ إِلَى بَيتِ الثَّعلَبِ، أَغلَقَ عَلَيهَا البَابَ بِإِحكَامٍ! فَجأَةً، بَدَأَت أَصوَاتُ نُبَاحٍ وَعَوِيلٍ فِي الخَارِجِ. فَتَحَ "كَرَم" البَابَ لِجَمِيلَةَ، وَهَرَبَ الثَّعلَبُ وَلَم يَرَهُ أَحَدٌ بَعدَهَا. لِلأَسَفِ، كَانَتِ الجِرَاءُ قَدِ التَهَمَت كُلَّ البَيضِ، لَكِنَّ جَمِيلَةَ كَانَت بِأَمَانٍ. عَادَت إِلَى المَزرَعَةِ، وَفِي المَرَّةِ التَّالِيَةِ، سُمِحَ لَهَا بِأَن تَرقُدَ عَلَى بَيضِهَا، فَفَقَسَت مِنهُ أَربَعُ بَطَّاتٍ صَغِيرَةٍ.
القِيَمُ والدُّرُوسُ الأَخْلاقِيَّة
- احذر من الغرباء الودودين أكثر من اللازم: اللطف المبالغ فيه قد يخفي نوايا سيئة، فقد استخدم الثعلب لطفه كفخ.
- استمع لنصيحة الأصدقاء الحكماء: تجاهلت جميلة الخطر، لكن الكلب الحكيم "كرم" هو الذي أنقذ حياتها.
- إذا شعرت بأن شيئًا ما خطأ، فهو غالبًا كذلك: يجب أن نثق بحدسنا عندما نشعر بالخطر.
- السذاجة قد تكون خطيرة: طيبة جميلة وسذاجتها كادتا أن تكلفاها حياتها وبيضها.
أَسْئِلَةُ الفَهْم
- لماذا كانت البطة جميلة منزعجة في بداية القصة؟
- صف "الرجل" الذي قابلته جميلة في الغابة.
- ما هي المكونات الغريبة التي طلبها الثعلب للعشاء؟
- من هو الصديق الحكيم الذي اكتشف الخطة وأنقذ جميلة؟
- ماذا حدث للبيض في النهاية؟
أَسْئِلَةُ التَّفْكِيرِ النَّقْدِيّ
- لماذا لم تدرك جميلة أن "الرجل" كان ثعلبًا لديه نوايا سيئة؟
- ما هي الدلائل في القصة التي كانت تشير إلى أن الثعلب كان خطيرًا؟
- إذا عرض عليك شخص غريب شيئًا يبدو جيدًا لدرجة لا تصدق، ماذا يجب أن تفعل؟
أَنْشِطَةٌ تَفَاعُلِيَّةٌ مُمْتِعَة
نشاط الرسم
ارسم الثعلب المهذب وهو يقرأ جريدته على جذع الشجرة، مع إظهار ذيله الكثيف وأذنيه المدببتين.
لعبة "اكتشف الدليل"
أعد قراءة القصة واكتب قائمة بكل الدلائل التي تشير إلى أن الرجل كان ثعلبًا يخطط لشيء سيء.
نشاط "صديقي الحكيم"
فكر في شخص تثق به في حياتك (مثل "كرم" في القصة). اكتب أو ارسم شيئًا يعبر عن شكرك له لوجوده بجانبك.