أَحيَانًا، تَكُونُ أَكبَرُ نِعمَةٍ هِيَ أَكبَرُ فخٍّ. هَذِهِ قِصَّةٌ عَن فَأرٍ صَغِيرٍ وَجَدَ كُلَّ مَا يَحلُمُ بِهِ، لَكِنَّهُ لَم يَعرِف مَتَى يَتَوَقَّفُ، فَتَعَلَّمَ دَرسًا قَاسِيًا عَن عَوَاقِبِ الجَشَعِ.
الفَأرُ فِي سَلَّةِ الذُّرَةِ
رَأَى فَأرٌ طَمَّاعٌ يُدعَى "فَرفُور" سَلَّةً كَبِيرَةً مَلِيئَةً بِحَبَّاتِ الذُّرَةِ الذَّهَبِيَّةِ. لَمَعَتْ عَيْنَاهُ وَقَالَ لِنَفْسِهِ: "يَا لَهُ مِنْ كَنْزٍ!" أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَهَا كُلَّهَا، فَصَنَعَ ثُقْبًا صَغِيرًا فِي أَسْفَلِ السَّلَّةِ وَدَخَلَ مِنْهُ بِصُعُوبَةٍ.
بِمُجَرَّدِ أَنْ أَصْبَحَ بِالدَّاخِلِ، بَدَأَ فِي الأَكْلِ وَالأَكْلِ بِلَا تَوَقُّفٍ. أَكَلَ حَتَّى انْتَفَخَ بَطْنُهُ الصَّغِيرُ وَأَصْبَحَ كَالطَّبْلِ. شَعَرَ بِالسَّعَادَةِ وَالامْتِلَاءِ وَقَالَ: "الآنَ، حَانَ وَقْتُ الخُرُوجِ."
حَاوَلَ الخُرُوجَ مِنَ الثُّقْبِ الصَّغِيرِ، لَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ! كَانَ بَطْنُهُ المُمْتَلِئُ أَكْبَرَ مِنَ الثُّقْبِ. حَاوَلَ مِرَارًا وَتَكْرَارًا، وَلَكِنْ دُونَ جَدْوَى.
بَدَأَ الفَأْرُ "فَرْفُور" يَبْكِي بِصَوْتٍ عَالٍ. مَرَّ بِالقُرْبِ أَرْنَبٌ يُدعَى "أَرْنُوب" وَسَمِعَ بُكَاءَهُ. سَأَلَ الأَرْنَبُ: "لِمَاذَا تَبْكِي يَا صَدِيقِي؟"
شَرَحَ الفَأْرُ مَا حَدَثَ. ضَحِكَ الأَرْنَبُ وَقَالَ: "لَقَدْ عَلِقْتَ لِأَنَّكَ أَكَلْتَ أَكْثَرَ مِنْ اللاَّزِمِ. الحَلُّ بَسِيطٌ: انْتَظِرْ حَتَّى يَصْغُرَ بَطْنُكَ مَرَّةً أُخْرَى." ثُمَّ مَضَى فِي طَرِيقِهِ.
غَلَبَ النُّعَاسُ الفَأْرَ فَنَامَ فِي السَّلَّةِ. فِي الصَّبَاحِ التَّالِي، اسْتَيْقَظَ وَقَدْ عَادَ بَطْنُهُ إِلَى حَجْمِهِ الطَّبِيعِيِّ. كَانَ بِإِمْكَانِهِ الهَرَبُ الآنَ! لَكِنَّهُ نَظَرَ إِلَى حَبَّاتِ الذُّرَةِ اللَّذِيذَةِ وَنَسِيَ أَمْرَ الهَرَبِ. قَالَ فِي نَفْسِهِ: "سَآكُلُ القَلِيلَ فَقَطْ."
وَمَرَّةً أُخْرَى، أَكَلَ وَأَكَلَ حَتَّى عَادَ بَطْنُهُ كَبِيرًا جِدًّا. بَعْدَ أَنْ شَبِعَ، تَذَكَّرَ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِ الخُرُوجُ، وَلَكِنْ كَانَ الأَوَانُ قَدْ فَاتَ. قَالَ بِإِهْمَالٍ: "أَوْه! لَا مُشْكِلَةَ، سَأَخْرُجُ غَدًا."
وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ غَدٌ لِفَرْفُور. مَرَّ قِطٌّ ضَخْمٌ بِجَانِبِ السَّلَّةِ، وَشَمَّ رَائِحَةَ الفَأْرِ بِدَاخِلِهَا. بِكُلِّ هُدُوءٍ، رَفَعَ القِطُّ غِطَاءَ السَّلَّةِ، وَوَجَدَ الفَأْرَ الطَّمَّاعَ، وَأَكَلَهُ.
🎯 التحسين والإثراء
القيم والدروس المستفادة
- الجشع يمكن أن يكون فخًا: ما يبدو كفرصة عظيمة يمكن أن يتحول إلى مصيدة إذا لم نتحكم في رغباتنا.
- عدم ضبط النفس يؤدي إلى عواقب وخيمة: كان لدى الفأر فرصة للهروب، لكن عدم قدرته على مقاومة الإغراء مرة أخرى كلفه حياته.
- أهمية التعلم من الأخطاء: النصيحة التي قدمها الأرنب كانت درساً، لكن الفأر لم يتعلم منه وكرر نفس الخطأ.
- لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد: تأجيل الهروب "إلى الغد" كان قرارًا قاتلًا. يجب القيام بالأشياء المهمة على الفور.
أسئلة لفهم القصة
- كيف دخل الفأر إلى سلة الذرة؟
- لماذا لم يستطع الخروج في المرة الأولى؟
- ما هي النصيحة التي قدمها له الأرنب؟
- هل اتبع الفأر نصيحة الأرنب في صباح اليوم التالي؟ لماذا؟
- ماذا كانت نهاية الفأر الطماع؟
أسئلة لتحفيز التفكير
- لماذا تعتقد أن الفأر أكل المزيد من الذرة مع أنه كان يعلم أنه بحاجة للهروب؟
- ما الفرق بين الشعور بالجوع والشعور بالجشع؟
- لو لم يأتِ القط، هل تعتقد أن الفأر كان سينجو في النهاية؟
أسئلة للتطبيق العملي
- تذكر وقتًا تناولت فيه "الكثير من شيء جيد" (مثل الحلوى). ماذا حدث؟
- كيف تمارس ضبط النفس في حياتك اليومية؟
- لماذا من المهم أن تفعل شيئًا تحتاجه على الفور، بدلاً من أن تقول "سأفعله غدًا"؟
🎨 المحتوى التفاعلي
أنشطة ممتعة
- تحدي المتاهة: ارسم متاهة بسيطة بها فأر يحاول الوصول إلى قطعة جبن، لكن طريق العودة أضيق. هل يمكن للفأر الخروج؟
- تكملة القصة: ماذا حدث للأرنب؟ اكتب فقرة قصيرة عما فكر فيه الأرنب عندما مر في اليوم التالي ولم يجد الفأر.
- لعبة الرسم: ارسم المشاهد الثلاثة: الفأر السعيد وهو يأكل، الفأر العالق وهو يتحدث إلى الأرنب، والقط وهو ينظر إلى السلة.