شهاب والريشة الذهبية

شِهَاب والرِّيشَةُ الذَّهَبِيَّة

فِي أَعْلَى قِمَمِ الْجِبَالِ الشَّاهِقَةِ، حَيْثُ تَعْزِفُ الرِّيَاحُ أَلْحَانًا قَدِيمَةً، عَاشَ نَسْرٌ عَظِيمٌ اسْمُهُ "شِهَاب". كَانَ شِهَابُ مَلِكَ السَّمَاءِ، وَكَانَتْ رِيشَاتُهُ الذَّهَبِيَّةُ تَلْمَعُ تَحْتَ أَشِعَّةِ الشَّمْسِ كَأَنَّهَا كَنْزٌ سَمَاوِيٌّ. كُلَّمَا تَسَاقَطَتْ مِنْهُ رِيشَةٌ، حَمَلَتْهَا الرِّيَاحُ إِلَى الْوَادِي، فَكَانَتْ تُعْتَبَرُ رَمْزًا لِلْحَظِّ السَّعِيدِ.

فِي الْقَرْيَةِ الْهَادِئَةِ أَسْفَلَ الْجَبَلِ، عَاشَ شَابٌّ صَيَّادٌ اسْمُهُ "رَامِي". لَمْ يَكُنْ رَامِي صَيَّادًا شِرِّيرًا، بَلْ كَانَ يَحْلُمُ بِأَنْ يُثْبِتَ مَهَارَتَهُ لِعَائِلَتِهِ. فِي أَحَدِ الْأَيَّامِ، وَجَدَ رَامِي رِيشَةً ذَهَبِيَّةً تَبْرُقُ عَلَى ضِفَّةِ النَّهْرِ. فَرحَ بِهَا كَثِيرًا وَقَالَ لِنَفْسِهِ: "هَذِهِ عَلَامَةُ حَظٍّ! سَأَضَعُهَا عَلَى سَهْمِي لِيُصِيبَ هَدَفَهُ دَائِمًا".

وَفِي صَبَاحٍ مُشْمِسٍ، رَأَى رَامِي طَائِرًا عَظِيمًا يُحَلِّقُ بِفَخْرٍ فِي السَّمَاءِ الزَّرْقَاءِ الصَّافِيَةِ. كَانَ ذَلِكَ شِهَابُ، وَلَكِنَّ رَامِي لَمْ يَعْرِفْهُ مِنْ بَعِيدٍ. بِكُلِّ حَمَاسٍ، وَضَعَ سَهْمَهُ ذَا الرِّيشَةِ الذَّهَبِيَّةِ فِي قَوْسِهِ وَأَطْلَقَهُ. طَارَ السَّهْمُ بِثَبَاتٍ وَدِقَّةٍ، وَاصْطَدَمَ بِجَنَاحِ النَّسْرِ الْعَظِيمِ.

تَأَلَّمَ شِهَابُ وَسَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ كَنَجْمٍ هَوَى، حَتَّى اسْتَقَرَّ عَلَى صَخْرَةٍ. نَظَرَ بِأَلَمٍ إِلَى جَنَاحِهِ، لِيَرَى السَّهْمَ الَّذِي أَصَابَهُ، وَفِي نِهَايَتِهِ تِلْكَ الرِّيشَةُ الذَّهَبِيَّةُ الَّتِي كَانَتْ يَوْمًا جُزْءًا مِنْهُ. شَعَرَ بِأَلَمَيْنِ: أَلَمِ الْجُرْحِ، وَأَلَمِ أَنْ يَكُونَ سَبَبُ أَذَاهِ هُوَ جَمَالُهُ وَقُوَّتُهُ. وَصَلَ رَامِي رَاكِضًا، وَعِنْدَمَا رَأَى النَّسْرَ الْعَظِيمَ وَالرِّيشَةَ الذَّهَبِيَّةَ عَلَى سَهْمِهِ، تَجَمَّدَ فِي مَكَانِهِ وَأَدْرَكَ مَا فَعَلَ. مَلَأَ النَّدَمُ قَلْبَهُ.

بَدَلًا مِنْ أَنْ يُجْهِزَ عَلَيْهِ، اقْتَرَبَ رَامِي بِبُطْءٍ وَعَيْنَاهُ تَفِيضَانِ بِالْأَسَفِ. قَالَ بِصَوْتٍ خَافِتٍ: "اغْفِرْ لِي أَيُّهَا الطَّائِرُ الْعَظِيمُ، لَمْ أَقْصِدْ إِيذَاءَكَ". فَهِمَ شِهَابُ مِنْ نَظَرَاتِ الصَّيَّادِ صِدْقَ نَدَمِهِ. لَمْ تَكُنْ فِعْلَةَ كَرَاهِيَةٍ، بَلْ خَطَأً كَبِيرًا. فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ الصَّامِتَةِ، غَفَرَ لَهُ شِهَابُ. سَاعَدَهُ رَامِي بِتَقْدِيمِ بَعْضِ الْمَاءِ، وَبَقِيَ يَحْرُسُهُ حَتَّى اسْتَطَاعَ شِهَابُ الطَّيَرَانَ لِمَكَانٍ آمِنٍ لِيَتَعَافَى، وَقَدْ تَعَلَّمَ كِلَاهُمَا دَرْسًا لَنْ يَنْسَيَاهُ أَبَدًا.

القيم والدروس الأخلاقية

  • التعاطف والندم: إدراك أخطائنا والشعور بالأسف تجاه الآخرين هو أول خطوة نحو الصواب.
  • العواقب غير المقصودة: أحيانًا، أفعالنا قد تسبب الأذى حتى لو كانت نوايانا حسنة.
  • قوة المغفرة: المسامحة تشفي جروح كل من المخطئ والمُساء إليه.
  • الجمال مسؤولية: قوتنا وجمالنا يمكن أن يؤثرا في العالم بطرق لا نتوقعها.

أسئلة الفهم

  • ما هو اسم النسر، وماذا كان يميز ريشه؟
  • ماذا وجد الصياد رامي، وماذا فعل به؟
  • لماذا أطلق رامي السهم على شهاب؟
  • بماذا شعر شهاب عندما رأى الريشة على السهم؟
  • ماذا فعل رامي بعد أن أدرك خطأه؟

أسئلة التفكير النقدي

  • هل تعتقد أن رامي كان شخصًا سيئًا؟ لماذا؟
  • كيف تحولت الريشة الذهبية من رمز للحظ إلى رمز للألم والندم؟
  • ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن رامي لم يشعر بالندم على فعلته؟

أسئلة لربط القصة بحياة الطفل اليومية

  • هل سبق لك أن فعلت شيئًا آذى شخصًا آخر عن غير قصد؟ كيف شعرت؟
  • هل لديك موهبة أو شيء جميل تملكه؟ كيف يمكنك استخدامه لمساعدة الآخرين؟
  • لماذا من المهم أن نقول "أنا آسف" عندما نرتكب خطأ؟

أنشطة ممتعة

  • رسم: ارسم ريشة شهاب الذهبية بأجمل الألوان التي لديك.
  • تمثيل: قم بتمثيل المشهد الذي يشعر فيه رامي بالندم ويطلب السماح من النسر.
  • لعبة: "البحث عن الريشة": اطلب من شخص أن يخبئ "ريشة" (يمكن أن تكون ورقة صفراء) في الغرفة، وحاول العثور عليها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم