هَلْ تَخَيَّلْتَ يَوْمًا أَنْ تَضِيعَ فِي مَكَانٍ مَلِيءٍ بِالأَلْعَابِ وَالأَضْوَاءِ؟ انْضَمَّ إلَى النَّمِرِ الصَّغِيرِ "نُمُور" وَصَدِيقِهِ "سَمُّور" لِتَكْتَشِفَ مَعَهُمَا كَيْفَ تَكُونُ الشَّجَاعَةُ وَالتَّفْكِيرُ الهَادِئُ هُمَا أَفْضَلُ حَلٍّ فِي أَوْقَاتِ الضَّيَاعِ!
فِي يَوْمٍ مُشْمِسٍ وَمُثِيرٍ، ذَهَبَ نُمُورٌ مَعَ أَبِيهِ وَأُمِّهِ إلَى المَلَاهِي. كَانَتِ الأَضْوَاءُ تَتَلَأْلَأُ، وَأَصْوَاتُ الضَّحِكِ تَمْلَأُ المَكَانَ. أَخَذَ نُمُورٌ يَرْكُضُ بِسُرْعَةٍ مِنْ لُعْبَةٍ إلَى أُخْرَى، وَخَلْفَهُ صَدِيقُهُ سَمُّورُ وَهُوَ يَلْهَثُ وَرَاءَهُ.
فَجْأَةً، تَوَقَّفَ نُمُورٌ أَمَامَ لُعْبَةِ "الدَّوَّامَةِ الكَبِيرَةِ" وَهَتَفَ: «يَا لَهَا مِنْ لُعْبَةٍ رَائِعَةٍ! أُرِيدُ أَنْ أَرْكَبَهَا!» وَبَيْنَمَا كَانَ مُنْشَغِلًا بِمُشَاهَدَةِ الأَلْعَابِ، التَفَتَ لِيَرَى وَالِدَيْهِ، لَكِنَّهُ لَمْ يَجِدْهُمَا!
شَعَرَ نُمُورٌ بِالخَوْفِ يَتَسَلَّلُ إلَى قَلْبِهِ. قَالَ لِسَمُّورَ بِصَوْتٍ مُرْتَجِفٍ: «سَمُّورُ، لَا أَجِدُ أَبِي وَأُمِّي! مَاذَا سَنَفْعَلُ؟» بَدَأَتْ عَيْنَاهُ تَمْتَلِئَانِ بِالدُّمُوعِ.
نَظَرَ سَمُّورُ إلَيْهِ بِهَدُوءٍ وَقَالَ: «لَا تَبْكِ يَا نُمُورُ، لِنَفْكِّرْ سَوِيًّا. هَلْ تَتَذَكَّرُ كَلَامَ أَبِيكَ؟» تَلْمَعَتْ عَيْنَا نُمُورٍ بِالفَرَحِ وَقَالَ: «نَعَمْ! قَالَ لِي: إِذَا ضِعْتَ، ابْقَ فِي مَكَانِكَ وَلَا تَتَحَرَّكْ. ابْحَثْ عَنْ شَخْصٍ يَرْتَدِي مَلَابِسَ خَاصَّةً، مِثْلَ الحُرَّاسِ أَوْ العَامِلِينَ فِي المَلَاهِي.»
تَوَقَّفَ نُمُورٌ فِي مَكَانِهِ وَأَخَذَ يَتَلَفَّتُ حَوْلَهُ بِبَصَرٍ. رَأَى حَارِسًا يَرْتَدِي زِيًّا أَزْرَقَ يَقِفُ عِنْدَ بَوَّابَةِ المَلَاهِي. قَالَ لِسَمُّورَ: «سَأَذْهَبُ إلَيْهِ وَأَطْلُبُ مِنْهُ المُسَاعَدَةَ.»
اِقْتَرَبَ نُمُورٌ مِنْ الحَارِسِ بِشَجَاعَةٍ وَقَالَ لَهُ بِصَوْتٍ وَاضِحٍ: «سَيِّدِي الحَارِسُ، لَقَدْ ضِعْتُ عَنْ وَالِدَيَّ. هَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تُسَاعِدَنِي؟» ابْتَسَمَ الحَارِسُ بِلُطْفٍ وَأَمْسَكَ بِيَدِ نُمُورَ، وَأَخَذَهُ إلَى مَكْتَبِ الإِدَارَةِ.
فِي مَكْتَبِ الإِدَارَةِ، أُعْلِنَ عَنْ نُمُورَ وَهُوَ يَنْتَظِرُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ، وَبَعْدَ قَلِيلٍ، رَكَّضَ الأَبُ وَالأُمُّ إلَيْهِ بِسُرْعَةٍ. عَانَقَتْهُ أُمُّهُ بِقُوَّةٍ وَقَالَتْ لَهُ: «كُنْتُ خَائِفَةً عَلَيْكَ جِدًّا! لَكِنَّنِي فَخُورَةٌ بِكَ، لَقَدْ كُنْتَ شُجَاعًا وَذَكِيًّا.»
🎯 القيم والدروس المستفادة:
كن شجاعًا عند الخوف: نمور شعر بالخوف، لكنه استخدم شجاعته وطلب المساعدة.
استمع إلى نصائح الوالدين: تذكر نمور لنصيحة والده ساعده في إيجاد الحل بسرعة وأمان.
الثقة في المساعدة: يجب أن نثق في الأشخاص المسؤولين، مثل الحراس والموظفين، لطلب المساعدة عند الحاجة.
التفكير بهدوء: بدلًا من البكاء والركض، فكر نمور بهدوء ووضع خطة بسيطة للعودة إلى عائلته.
🎯 أسئلة الفهم:
إلى أين ذهب نمور مع عائلته؟
لماذا شعر نمور بالخوف؟
ما هي النصيحة التي تذكرها نمور من أبيه؟
من هو الشخص الذي طلب منه نمور المساعدة؟
كيف عبرت الأم عن فخرها بنُمور في النهاية؟
🎯 أسئلة للتفكير:
ماذا كان سيحدث لو أن نمورًا استمر بالركض والبحث عن والديه بدلًا من البقاء في مكانه؟
لماذا من المهم أن يعرف الأطفال كيف يتصرفون في حالة الضياع؟
كيف يمكن أن نساعد أصدقائنا إذا كانوا يشعرون بالخوف أو القلق؟
🎯 التطبيق العملي:
تخيل أنك في مكان كبير، مثل المركز التجاري أو الحديقة. ما هي النصائح التي ستتبعها لكي تبقى آمنًا؟
اكتب اسم ورقم هاتف والديك على ورقة صغيرة واحتفظ بها في جيبك.
ارسم صورة لنفسك وأنت تساعد شخصًا ضائعًا.
🎨 المحتوى التفاعلي
🎨 أنشطة ممتعة:
نشاط الرسم: اطلب من طفلك أن يرسم نمورًا وسمّورًا وهما يبحثان عن الحارس، أو يرسم لحظة لقائه مع والديه.
لعبة "كن شجاعًا": شجع طفلك على تمثيل دور نمور وطلب المساعدة من شخص بالغ، مما يُعزز ثقته بنفسه.
غناء أغنية: غنوا معًا أغنية عن الأمان في الأماكن العامة، وكيفية التعامل مع المواقف الصعبة.