هَلْ تَعْلَمونَ يا أَطْفالي الأَعِزّاءَ أَنَّ أَصْغَرَ الكائِناتِ قَدْ تَكونُ أَكْثَرَها فائِدَةً؟ تَعالَوا نَكْتَشِفُ مَعًا كَيْفَ أَنْقَذَ فَأْرٌ صَغيرٌ أَسَدًا قَوِيًّا!
✨ الأَسَدُ الطَّيِّبُ وَالفَأْرُ الصَّغيرُ 🖊️
.webp)
في قَلْبِ غابَةٍ خَضْراءَ جَميلَةٍ، عاشَ أَسَدٌ قَوِيٌّ يُدْعى زَيْدان. كانَ زَيْدانُ مَلِكَ الغابَةِ بِلا مُنازِعٍ، وَكانَ جَميعُ الحَيَواناتِ تُحْتَرِمُهُ وَتُحِبُّهُ لِطَيْبَتِهِ وَعَدْلِهِ.
في أَحَدِ الأَيّامِ الجَميلَةِ، اسْتَلْقى زَيْدانُ تَحْتَ شَجَرَةٍ وارِفَةِ الظِّلالِ، وَوَضَعَ رَأْسَهُ الكَبيرَ عَلى قَدَمَيْهِ الأَمامِيَّتَيْنِ، وَغَطَّ في نَوْمٍ هادِئٍ عَميقٍ. كانَ الهَواءُ عَليلًا، وَالشَّمْسُ دافِئَةً، وَالغابَةُ هادِئَةً.
وَفَجْأَةً، ظَهَرَتْ فَأْرَةٌ صَغيرَةٌ تُدْعى لُؤْلُؤَة. كانَتْ لُؤْلُؤَةُ في عَجَلَةٍ مِنْ أَمْرِها، تَجْري بِسُرْعَةٍ لِتَجْمَعَ الطَّعامَ لِأَطْفالِها الصِّغارِ قَبْلَ حُلولِ اللَّيْلِ.
لَمْ تُلاحِظْ لُؤْلُؤَةُ الأَسَدَ النّائِمَ، وَجَرَتْ مُسْرِعَةً فَوْقَ أَنْفِهِ الكَبيرِ الطَّرِيِّ! اسْتَيْقَظَ زَيْدانُ فَزِعًا، وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ الذَّهَبِيَّتَيْنِ، وَبِحَرَكَةٍ سَريعَةٍ وَضَعَ مِخْلَبَهُ الضَّخْمَ فَوْقَ الفَأْرَةِ الصَّغيرَةِ.
"مَنْ يَجْرُؤُ عَلى إِيقاظي مِنْ نَوْمي الهَنيءِ؟" زَأَرَ زَيْدانُ بِصَوْتٍ عَميقٍ يَهْتَزُّ لَهُ الغابَةُ كُلُّها.
ارْتَجَفَتْ لُؤْلُؤَةُ مِنَ الخَوْفِ، لَكِنَّها جَمَعَتْ شَجاعَتَها وَقالَتْ بِصَوْتٍ مُرْتَعِشٍ: "أَرْجوكَ يا سَيِّدَ زَيْدان، لا تُؤْذِني! لَمْ أَقْصِدْ إِيقاظَكَ أَبَدًا. إِذا سَمَحْتَ لي بِالذَّهابِ، أُعاهِدُكَ أَنَّني سَأُساعِدُكَ يَوْمًا ما."
أَمالَ زَيْدانُ رَأْسَهُ الكَبيرَ وَضَحِكَ ضَحْكَةً مُدَوِّيَةً هَزَّتْ أَوْراقَ الأَشْجارِ: "أَنْتِ؟ تُساعِديني؟ أَنْتِ مُجَرَّدُ فَأْرَةٍ صَغيرَةٍ! كَيْفَ يُمْكِنُ لَكِ أَنْ تُساعِدي أَسَدًا قَوِيًّا مِثْلي؟"
لَكِنَّ زَيْدانَ كانَ طَيِّبَ القَلْبِ في أَعْماقِهِ، وَعَلى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ لَمْ يُصَدِّقْ أَنَّ الفَأْرَةَ يُمْكِنُها مُساعَدَتُهُ يَوْمًا ما، قَرَّرَ أَنْ يَتْرُكَها تَذْهَبُ. "اذْهَبي في أَمانِ اللهِ يا صَغيرَتي،" قالَ بِابْتِسامَةٍ لَطيفَةٍ، وَرَفَعَ مِخْلَبَهُ عَنْها.
مَرَّتِ الأَيّامُ، وَاسْتَمَرَّ زَيْدانُ في التَّجَوُّلِ في غابَتِهِ الحَبيبَةِ. لَكِنْ في أَحَدِ الأَيّامِ، بَيْنَما كانَ يَبْحَثُ عَنِ الطَّعامِ، وَقَعَ في فَخِّ الصَّيّادينَ!
لَفَّتْهُ الحِبالُ الغَليظَةُ مِنْ كُلِّ جانِبٍ، وَمَهْما حاوَلَ أَنْ يَتَحَرَّرَ، لَمْ يَسْتَطِعْ. زَأَرَ زَيْدانُ بِقُوَّةٍ، مُنادِيًا طالِبًا المُساعَدَةَ. صَدى زَئيرُهُ القَوِيُّ في أَرْجاءِ الغابَةِ كُلِّها.
كانَتْ لُؤْلُؤَةُ قَريبًا مِنْ هُناكَ، وَسَمِعَتْ زَئيرَ زَيْدانَ المُسْتَغيثَ. عَرَفَتْ ذَلِكَ الصَّوْتَ فَوْرًا: "هَذا سَيِّدُ زَيْدان! إِنَّهُ في خَطَرٍ!" فَكَّرَتْ لُؤْلُؤَةُ. وَبِدونِ تَرَدُّدٍ، أَسْرَعَتْ لِتَجِدَهُ.
عِنْدَما وَصَلَتْ لُؤْلُؤَةُ إِلى مَكانِ زَيْدان، رَأَتْهُ مُقَيَّدًا بِشَبَكَةِ الصَّيّادينَ القَوِيَّةِ. صاحَتْ بِشَجاعَةٍ: "لا تَقْلَقْ يا سَيِّدَ زَيْدان! سَأُساعِدُكَ!"
نَظَرَ إِلَيْها زَيْدانُ مُتَعَجِّبًا: "أَنْتِ؟ كَيْفَ يُمْكِنُكِ مُساعَدَتي يا صَغيرَتي؟"
لَكِنَّ لُؤْلُؤَةَ لَمْ تُضَيِّعِ الوَقْتَ في الكَلامِ. جَرَتْ مُباشَرَةً إِلى الحِبالِ الغَليظَةِ وَبَدَأَتْ تَقْرِضُها بِأَسْنانِها الصَّغيرَةِ الحادَّةِ. قَطْعَةً قَطْعَةً، قَرَضَتِ الحِبالَ، حَتّى انْقَطَعَ أَوَّلُها! ثُمَّ الثّانِي، وَالثّالِثُ، حَتّى تَحَرَّرَ زَيْدانُ أَخيرًا!
ابْتَسَمَتْ لُؤْلُؤَةُ لِزَيْدان وَقالَتْ: "قُلْتُ لَكَ أَنَّني سَأُكافِئُكَ يَوْمًا ما يا سَيِّدَ زَيْدان. لا يُهِمُّ كَمْ أَنْتَ صَغيرٌ أَمْ كَبيرٌ، كُلُّ واحِدٍ يَسْتَطيعُ المُساعَدَةَ بِطَريقَتِهِ الخاصَّةِ!"
القِيَمُ والدُّرُوسُ الأَخْلاقِيَّة
- الوَفاءُ بِالوُعودِ: لُؤْلُؤَةُ وَفَتْ بِوَعْدِها وَساعَدَتْ زَيْدان عِنْدَما احْتاجَها.
- عَدَمُ الاسْتِهانَةِ بِالآخَرينَ: الحَجْمُ الصَّغيرُ لا يَعْني قُدْراتٍ صَغيرَةً.
- الطَّيْبَةُ وَالرَّحْمَةُ: طَيْبَةُ زَيْدان جَعَلَتْهُ يُحَرِّرُ لُؤْلُؤَةَ، فَكانَتْ سَبَبًا في إِنْقاذِهِ.
- الشَّجاعَةُ وَالتَّضْحِيَةُ: لُؤْلُؤَةُ خاطَرَتْ بِنَفْسِها لِتُنْقِذَ صَديقَها.
أَسْئِلَةُ الفَهْم
- ما اسْمُ الأَسَدِ وَالفَأْرَةِ في القِصَّةِ؟
- كَيْفَ أَيْقَظَتْ لُؤْلُؤَةُ زَيْدان مِنْ نَوْمِهِ؟
- ماذا وَعَدَتْ لُؤْلُؤَةُ زَيْدان عِنْدَما تَرَكَها تَذْهَبُ؟
- كَيْفَ وَقَعَ زَيْدانُ في المُشْكِلَةِ؟
- بِماذا ساعَدَتْ لُؤْلُؤَةُ زَيْدان لِيَتَحَرَّرَ مِنَ الفَخِّ؟
أَسْئِلَةُ التَّفْكيرِ النَّقْدِيّ
- لِماذا اعْتَقَدَ زَيْدانُ في البِدايَةِ أَنَّ لُؤْلُؤَةَ لا تَسْتَطيعُ مُساعَدَتَهُ؟
- ما الَّذي كانَ سَيَحْدُثُ لَوْ أَنَّ زَيْدان أَكَلَ لُؤْلُؤَةَ في المَرَّةِ الأولى؟
- كَيْفَ غَيَّرَتْ هَذِهِ التَّجْرِبَةُ نَظْرَةَ زَيْدان لِلْحَيَواناتِ الصَّغيرَةِ؟
رَبْطُ القِصَّةِ بِالحَياةِ اليَوْمِيَّةِ
- هَلْ ساعَدْتَ يَوْمًا شَخْصًا أَكْبَرَ مِنْكَ؟ كَيْفَ كانَ شُعورُكَ؟
- مَتى كانَتِ المَرَّةُ الأَخيرَةُ الَّتي وَفَيْتَ فيها بِوَعْدٍ قَطَعْتَهُ لِأَحَدٍ؟
- كَيْفَ يُمْكِنُكَ مُساعَدَةُ أَصْدِقائِكَ في المَدْرَسَةِ بِمَواهِبِكَ الخاصَّةِ؟
أَنْشِطَةٌ تَفَاعُلِيَّةٌ مُمْتِعَة
نَشاطُ الرَّسْم
ارْسُمْ مَشْهَدَ لُؤْلُؤَةَ وَهِيَ تُحَرِّرُ زَيْدان مِنَ الشَّبَكَةِ.
لُعْبَةُ التَّمْثيلِ
مَثِّلْ القِصَّةَ مَعَ أَصْدِقائِكَ، وَاخْتَرْ مَنْ يَكونُ زَيْدان وَمَنْ تَكونُ لُؤْلُؤَة.
نَشاطُ الكِتابَةِ
اكْتُبْ رِسالَةَ شُكْرٍ مِنْ زَيْدان إِلى لُؤْلُؤَةَ بَعْدَ إِنْقاذِها لَهُ.