أَرْنُوبَ الْمُنْقِذ

أَرْنُوبَ الْمُنْقِذ

فَتَحَ الْأَرْنَبُ الصَّغِيرُ "أَرْنُوبُ" عَيْنَيْهِ عَلَى أَشِعَّةِ الشَّمْسِ الدَّافِئَةِ وَقَفَزَ فَزِعًا مِنَ السَّرِيرِ. لَقَدْ تَأَخَّرَ! صَاحَ بِأُمِّهِ وَالْغَضَبُ يَصْبُغُ صَوْتَهُ: "لِمَاذَا لَمْ تُوقِظِينِي يَا أُمِّي؟ سَتَفُوتُنِي الرِّحْلَةُ مَعَ أَصْدِقَائِي بِسَبَبِكِ!"

أَجَابَتِ الْأُمُّ بِلُطْفٍ وَهِيَ تُقَدِّمُ لَهُ جَزَرَةً: "أَنَا آسِفَةٌ يَا صَغِيرِي، لَقَدْ ظَهَرَ الثَّعْلَبُ الْمَاكِرُ فِي طَرِيقِنَا الْمُعْتَادِ، وَاضْطُرِرْنَا لِسُلُوكِ طَرِيقٍ أَطْوَلَ لِنَصِلَ بِأَمَانٍ."

فِي هَذِهِ الْأَثْنَاءِ، كَانَ أَصْدِقَاءُ أَرْنُوبَ - الدُّبُّ "دبدوب" وَالسِّنْجَابُ "سنجوب" - يَنْظُرُونَ بِقَلَقٍ إِلَى الطَّرِيقِ الْفَارِغِ. قَالَ دبدوب بِتَذَمُّرٍ: "لَقَدْ تَأَخَّرَ أَرْنُوبُ كَثِيرًا. إِنَّهُ لَا يَحْتَرِمُ مَوَاعِيدَنَا أَبَدًا!" وَافَقَهُ سنجوب الرَّأْيَ، وَقَرَّرَا بِحُزْنٍ أَنْ يَنْطَلِقَا فِي رِحْلَتِهِمَا نَحْوَ الْغَابَةِ دُونَهُ.

وَصَلَ أَرْنُوبُ وَأُمُّهُ بَعْدَ لَحَظَاتٍ قَلِيلَةٍ مِنْ مُغَادَرَتِهِمْ. عِنْدَمَا رَأَى أَنَّ الْمَكَانَ فَارِغٌ، امْتَلَأَتْ عَيْنَاهُ بِالدُّمُوعِ. "لَقَدْ رَحَلُوا!" قَالَ بِصَوْتٍ مَخْنُوقٍ. لَكِنَّهُ لَمَحَ آثَارَ أَقْدَامِهِمْ عَلَى التُّرَابِ النَّاعِمِ. "سَأَلْحَقُ بِهِمْ يَا أُمِّي!"
قَالَتْ أُمُّهُ بِقَلَقٍ: "حَسَنًا، لَكِنْ عُدْ مُبَاشَرَةً إِذَا لَمْ تَجِدْهُمْ قَبْلَ دُخُولِ الْغَابَةِ الْكَثِيفَةِ."

انْطَلَقَ أَرْنُوبُ كَالسَّهْمِ، يَتْبَعُ الْآثَارَ. وَفِي الْغَابَةِ، لَمْ يَنْتَبِهْ دبدوب وَسنجوب لِلَافِتَةٍ تَحْذِيرِيَّةٍ صَغِيرَةٍ، وَفَجْأَةً وَجَدَا أَنْفُسَهُمَا فِي مُسْتَنْقَعٍ طِينِيٍّ لَزِجٍ. مَعَ كُلِّ حَرَكَةٍ، كَانَا يَغُوصَانِ أَكْثَرَ. صَرَخَا طَلَبًا لِلنَّجْدَةِ وَقَدْ بَدَأَ الْيَأْسُ يَتَسَلَّلُ إِلَيْهِمَا.

فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ الْحَرِجَةِ، سَمِعَا صَوْتًا يُنَادِي: "تَمَاسَكَا! أَنَا هُنَا!" كَانَ أَرْنُوبُ! نَظَرَ إِلَيْهِمَا بِعَزِيمَةٍ وَقَالَ: "سَأَفْعَلُ الْمُسْتَحِيلَ لِإِنْقَاذِكُمَا!" حَاوَلَ أَنْ يَمُدَّ لَهُمَا غُصْنَ شَجَرَةٍ، لَكِنَّهُ كَانَ ضَعِيفًا وَانْكَسَرَ، وَكَادَ أَرْنُوبُ أَنْ يَسْقُطَ مَعَهُمَا.

رَفَعَ أَرْنُوبُ رَأْسَهُ بِيَأْسٍ فَلَمَحَ حَبْلًا غَلِيظًا مُتَدَلِّيًا مِنْ شَجَرَةٍ قَدِيمَةٍ. رَبَطَ طَرَفَهُ بِقُوَّةٍ حَوْلَ جِذْعِ شَجَرَةٍ ضَخْمَةٍ قَرِيبَةٍ، وَرَمَى الطَّرَفَ الْآخَرَ لِصَدِيقَيْهِ. وَفِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ، ظَهَرَ الْفِيلُ الْحَكِيمُ "فَلْفُولُ" الَّذِي سَمِعَ الضَّجِيجَ. بِقُوَّةِ فَلْفُولَ وَشَجَاعَةِ أَرْنُوبَ، تَمَّ سَحْبُ دبدوب وَسنجوب إِلَى الْيَابِسَةِ بِأَمَانٍ.

بَعْدَ أَنْ هَدَأَ الْجَمِيعُ، قَالَ فَلْفُولُ بِحِكْمَةٍ: "أَتَرَوْنَ؟ لَقَدْ كَانَ تَأَخُّرُ أَرْنُوبَ سَبَبًا فِي نَجَاتِكُمْ. لَوْ وَصَلَ فِي مَوْعِدِهِ، لَكُنْتُمْ جَمِيعًا فِي الْمُسْتَنْقَعِ الْآنَ." أَدْرَكَ الْجَمِيعُ حِكْمَةَ اللهِ فِي مَا حَدَثَ، وَاعْتَذَرَ الْأَصْدِقَاءُ لِأَرْنُوبَ عَلَى غَضَبِهِمْ. وَهَكَذَا يَا أَطْفَالُ، عَلَيْنَا أَنْ نَرْضَى دَائِمًا بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ، فَفِي كُلِّ تَأْخِيرٍ قَدْ يَكُونُ خَيْرٌ لَنَا.

القيم والدروس الأخلاقية

  • الرِّضَا بِالْقَدَرِ: أَحْيَانًا، الْأُمُورُ الَّتِي تَزْعَجُنَا، مِثْلُ التَّأْخِيرِ، قَدْ تَكُونُ فِي الْوَاقِعِ لِصَالِحِنَا.
  • أَهَمِّيَّةُ الصَّدَاقَةِ الْحَقِيقِيَّةِ: الصَّدِيقُ الْحَقِيقِيُّ هُوَ مَنْ يُسَارِعُ لِمُسَاعَدَتِكَ فِي الشَّدَائِدِ دُونَ تَفْكِيرٍ.
  • الشَّجَاعَةُ وَعَدَمُ الْيَأْسِ: عَلَى الرَّغْمِ مِنْ خَطَرِ الْمَوْقِفِ، لَمْ يَسْتَسْلِمْ أَرْنُوبُ وَظَلَّ يُفَكِّرُ فِي حَلٍّ.
  • التَّعَاوُنُ قُوَّةٌ: بِتَضَافُرِ جُهُودِ أَرْنُوبَ وَفَلْفُولَ، تَحَقَّقَ الْإِنْقَاذُ الَّذِي كَانَ مُسْتَحِيلًا لِشَخْصٍ وَاحِدٍ.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. لِمَاذَا تَأَخَّرَ أَرْنُوبُ فِي الْبِدَايَةِ؟
  2. مَاذَا قَرَّرَ أَصْدِقَاءُ أَرْنُوبَ أَنْ يَفْعَلُوا عِنْدَمَا تَأَخَّرَ؟
  3. أَيْنَ وَقَعَ أَصْدِقَاءُ أَرْنُوبَ فِي الْمَأْزِقِ؟
  4. مَنْ هُوَ الْفِيلُ الَّذِي سَاعَدَ فِي عَمَلِيَّةِ الْإِنْقَاذِ؟
  5. كَيْفَ كَانَ تَأَخُّرُ أَرْنُوبَ سَبَبًا فِي إِنْقَاذِ أَصْدِقَائِهِ؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. هَلْ كَانَ غَضَبُ أَصْدِقَاءِ أَرْنُوبَ مُبَرَّرًا فِي الْبِدَايَةِ؟ وَلِمَاذَا تَغَيَّرَ شُعُورُهُمْ فِي النِّهَايَةِ؟
  2. لَوْ أَنَّ أَرْنُوبَ لَمْ يَلْحَقْ بِأَصْدِقَائِهِ، مَاذَا كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ؟
  3. مَاذَا تُعَلِّمُنَا هَذِهِ الْقِصَّةُ عَنِ الْحُكْمِ السَّرِيعِ عَلَى الْآخَرِينَ؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. هَلْ شَعَرْتَ بِالْغَضَبِ مِنْ قَبْلُ بِسَبَبِ أَمْرٍ مَا، ثُمَّ اكْتَشَفْتَ أَنَّهُ كَانَ لِخَيْرِكَ؟
  2. صِفْ مَوْقِفًا سَاعَدْتَ فِيهِ صَدِيقًا كَانَ فِي وَرْطَةٍ.
  3. كَيْفَ تَشْعُرُ عِنْدَمَا تَتَأَخَّرُ عَنْ مَوْعِدٍ مُهِمٍّ؟ وَكَيْفَ سَتَتَصَرَّفُ بِشَكْلٍ مُخْتَلِفٍ بَعْدَ هَذِهِ الْقِصَّةِ؟

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • ارسم مشهد الإنقاذ: ارْسُمْ صُورَةً لِأَرْنُوبَ وَهُوَ يَرْمِي الْحَبْلَ لِأَصْدِقَائِهِ الْغَارِقِينَ فِي الْمُسْتَنْقَعِ، وَالْفِيلُ فَلْفُولُ يُسَاعِدُهُمْ.
  • لعبة "لو كنت مكانه": تَخَيَّلْ أَنَّكَ أَرْنُوبُ وَرَأَيْتَ أَصْدِقَاءَكَ فِي خَطَرٍ. مَثِّلْ كَيْفَ كُنْتَ سَتَتَصَرَّفُ وَمَاذَا كُنْتَ سَتَقُولُ لِتُشَجِّعَهُمْ.
  • صنع لافتة تحذيرية: صَمِّمْ لَافِتَةً تَحْذِيرِيَّةً لِوَضْعِهَا قَبْلَ الْمُسْتَنْقَعِ الطِّينِيِّ لِتَحْذِيرِ حَيَوَانَاتِ الْغَابَةِ الْأُخْرَى.

إرسال تعليق

أحدث أقدم