حَرِيرُ الشِّقَاقِ الْأَحْمَرُ
عِنْدَمَا انْتَشَرَ خَبَرُ إِقَامَةِ الْأَمِيرِ لِحَفْلٍ رَاقِصٍ، لَمْ يَعُدْ فِي الْبَيْتِ حَدِيثٌ سِوَى عَنْهُ. تَلَقَّتْ أُخْتَا سِنْدِرِيلَا، نَرْجِسُ وَزَهْرَةُ، دَعْوَةً، وَكَانَتْ حَمَاسَتُهُمَا لَا تُوصَفُ. وَبَيْنَمَا كَانَتْ سِنْدِرِيلَا تَكْنُسُ الْمَوْقِدَ، كَانَتْ تَسْمَعُهُمَا تَحْلُمَانِ: "تَخَيَّلِي الْقَصْرَ! تَخَيَّلِي الْجَوَاهِرَ! تَخَيَّلِي الْأَمِيرَ!"، مُتَجَاهِلَتَيْنِ خَزَائِنَهُمَا الْمُمْتَلِئَةَ بِالْفَسَاتِينِ الْبَاهِظَةِ.
صَرَخَتْ نَرْجِسُ وَهِيَ تَرْمِي فُسْتَانًا مُخْمَلِيًّا فِي الْهَوَاءِ: "لَيْسَ أَيٌّ مِنْ هَذِهِ الْفَسَاتِينِ أَنِيقًا بِمَا يَكْفِي! يَجِبُ أَنْ نَحْصُلَ عَلَى شَيْءٍ جَدِيدٍ، شَيْءٍ مُذْهِلٍ!". أَوْمَأَتْ زَهْرَةُ بِرَأْسِهَا بِحَمَاسٍ، وَفِي لَمْحِ الْبَصَرِ، اسْتَدْعَتَا أَشْهَرَ خَيَّاطٍ فِي الْمَمْلَكَةِ. وَصَلَ رَجُلٌ قَصِيرٌ أَصْلَعُ، لَهُ شَارِبٌ رَمَادِيٌّ مُجَعَّدٌ، حَامِلًا مَعَهُ أَثْمَنَ أَقْمِشَتِهِ.
فَرَدَهَا بِعِنَايَةٍ: سَاتَانٌ أَزْرَقُ كَسَمَاءِ اللَّيْلِ، وَدَانْتِيلٌ رَقِيقٌ كَخُيُوطِ الْعَنْكَبُوتِ. لَكِنَّ أَعْيُنَ الْأُخْتَيْنِ وَقَعَتْ عَلَى لَفَافَةِ حَرِيرٍ وَاحِدَةٍ. كَانَتْ ذَاتَ لَوْنٍ أَحْمَرَ قِرْمِزِيٍّ عَمِيقٍ، مَنْسُوجَةٍ بِخُيُوطٍ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ تَتَلَأْلَأُ كَالنَّارِ. بَدَا الْقُمَاشُ حَيًّا، وَكَانَ مِنْ شَأْنِ فُسْتَانٍ مَصْنُوعٍ مِنْهُ أَنْ يَأْسِرَ انْتِبَاهَ الْأَمِيرِ بِالتَّأْكِيدِ.
مَدَّتْ كِلْتَاهُمَا يَدَهَا لِلَمْسِهِ. صَرَخَتْ نَرْجِسُ: "أُرِيدُهُ!". وَرَدَّتْ زَهْرَةُ: "كَلَّا، إِنَّهُ لِي! يُنَاسِبُ لَوْنَ شَعْرِي أَكْثَرَ!". ابْتَسَمَ الْخَيَّاطُ بِتَوَتُّرٍ وَقَالَ: "يَا سَيِّدَتَيَّ، أَخْشَى أَنَّهُ لَمْ يَتَبَقَّ لَدَيَّ مِنْ هَذَا الْحَرِيرِ الثَّمِينِ سِوَى هَذِهِ اللَّفَافَةِ. وَهِيَ تَكْفِي لِفُسْتَانٍ وَاحِدٍ فَقَطْ".
كَانَتْ تِلْكَ الْكَلِمَاتُ كَالشَّرَارَةِ فِي الْهَشِيمِ. أَمْسَكَتْ نَرْجِسُ بِطَرَفِ الْقُمَاشِ، وَأَمْسَكَتْ زَهْرَةُ بِالطَّرَفِ الْآخَرِ. "اتْرُكِيهِ! لَقَدْ رَأَيْتُهُ أَوَّلًا!" "هَذَا غَيْرُ صَحِيحٍ، إِنَّهُ مِنْ حَقِّي!". بَدَأَتَا تَشُدَّانِ الْقُمَاشَ، كُلٌّ مِنْهُمَا نَحْوَهَا، فِي صِرَاعٍ غَاضِبٍ. حَبَسَتْ سِنْدِرِيلَا، الَّتِي كَانَتْ تُرَاقِبُ مِنَ الْبَابِ، أَنْفَاسَهَا. شَحُبَ وَجْهُ الْخَيَّاطِ.
فَجْأَةً، دَوَّى صَوْتٌ مُرَوِّعٌ فِي الْغُرْفَةِ: صَوْتُ تَمَزُّقٍ حَادٍّ وَنِهَائِيٍّ. انْشَطَرَ الْحَرِيرُ الْأَحْمَرُ الرَّائِعُ إِلَى قِطْعَتَيْنِ مُمَزَّقَتَيْنِ عَدِيمَتَيِ الْفَائِدَةِ. حَدَّقَتِ الْأُخْتَانِ، وَأَفْوَاهُهُمَا مَفْتُوحَةٌ، وَكُلٌّ مِنْهُمَا تُمْسِكُ بِقِطْعَةٍ بَالِيَةٍ. سَادَ الصَّمْتُ. لَقَدْ تَشَاجَرَتَا بِضَرَاوَةٍ لِلْحُصُولِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَفِي النِّهَايَةِ، لَمْ تَحْصُلَا عَلَى شَيْءٍ. هَزَّ الْخَيَّاطُ رَأْسَهُ بِأَسَفٍ، وَجَمَعَ أَغْرَاضَهُ وَغَادَرَ، تَارِكًا إِيَّاهُمَا وَحْدَهُمَا مَعَ حَمَاقَتِهِمَا وَأَحْلَامِهِمَا الْمُحَطَّمَةِ.
قِيَمٌ وَدُرُوسٌ أَخْلَاقِيَّةٌ
- الْأَنَانِيَّةُ تُؤَدِّي إِلَى الْخَرَابِ: بِرَغْبَتِهِمَا فِي الْحُصُولِ عَلَى الْقُمَاشِ لِأَنْفُسِهِمَا فَقَطْ، انْتَهَى بِهِمَا الْأَمْرُ بِلَا شَيْءٍ. الْأَنَانِيَّةُ غَالِبًا مَا تَجْعَلُنَا نَفْقِدُ مَا نَرْغَبُ فِيهِ.
- أَهَمِّيَّةُ الْمُشَارَكَةِ: لَوْ وَجَدَتَا طَرِيقَةً لِلتَّشَارُكِ أَوِ التَّوَصُّلِ إِلَى حَلٍّ وَسَطٍ، لَكَانَ بِإِمْكَانِهِمَا صُنْعُ شَيْءٍ جَمِيلٍ. الْمُشَارَكَةُ تَخْلُقُ الْفُرَصَ، بَيْنَمَا الْجَشَعُ يُدَمِّرُهَا.
- الْغُرُورُ يَعْمِي الْبَصِيرَةَ: رَغْبَتُهُمَا فِي أَنْ تَكُونَا الْأَجْمَلَ جَعَلَتْهُمَا حَمْقَاوَيْنِ وَمُحِبَّتَيْنِ لِلْخِصَامِ، مِمَّا دَفَعَهُمَا إِلَى التَّصَرُّفِ بِشَكْلٍ غَيْرِ عَقلانِيٍّ.
- الْأَنَاقَةُ الْحَقِيقِيَّةُ دَاخِلِيَّةٌ: تُشِيرُ الْقِصَّةُ إِلَى أَنَّ الْفُسْتَانَ الْجَمِيلَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُخْفِيَ شَخْصِيَّةً سَيِّئَةً. اللُّطْفُ وَالْكِيَاسَةُ أَهَمُّ مِنْ أَيِّ قُمَاشٍ.
أَسْئِلَةٌ حَوْلَ الْقِصَّةِ
أَسْئِلَةُ الْفَهْمِ
- لِمَاذَا كَانَتِ الْأُخْتَانِ مُتَحَمِّسَتَيْنِ لِلْغَايَةِ فِي بِدَايَةِ الْقِصَّةِ؟
- عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ لَدَيْهِمَا الْكَثِيرَ مِنَ الْفَسَاتِينِ، لِمَاذَا أَرَادَتَا فَسَاتِينَ جَدِيدَةً؟
- صِفِ الْقُمَاشَ الْأَحْمَرَ الَّذِي أَرَادَتْهُ كِلْتَا الْأُخْتَيْنِ.
- مَاذَا قَالَ الْخَيَّاطُ وَالَّذِي بَدَأَ الشِّجَارَ؟
- مَا هِيَ النَّتِيجَةُ النِّهَائِيَّةُ لِشِجَارِهِمَا عَلَى الْقُمَاشِ؟
أَسْئِلَةُ التَّفْكِيرِ النَّقْدِيِّ
- مَاذَا كَانَ بِإِمْكَانِ الْأُخْتَيْنِ أَنْ تَفْعَلَا لِحَلِّ الْمُشْكِلَةِ بِسَلَامٍ؟ فَكِّرْ فِي حَلَّيْنِ عَلَى الْأَقَلِّ.
- هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّ الْخَيَّاطَ تَوَقَّعَ أَنَّهُمَا سَتَتَشَاجَرَانِ؟ لِمَاذَا نَعَمْ أَوْ لِمَاذَا لَا؟
- بِأَيِّ طَرِيقَةٍ جَعَلَ سُلُوكُ الْأُخْتَيْنِ مِنْهُمَا "قَبِيحَتَيْنِ"، عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُمَا أَرَادَتَا أَنْ تَكُونَا جَمِيلَتَيْنِ؟
أَسْئِلَةُ الرَّبْطِ بِالْحَيَاهِ الْيَوْمِيَّةِ
- هَلْ تَشَاجَرْتَ مَعَ أَحَدٍ مِنْ قَبْلُ لِلْحُصُولِ عَلَى نَفْسِ الشَّيْءِ؟ كَيْفَ حُلَّ الْمَوْقِفُ؟
- مَاذَا تَعْنِي لَكَ كَلِمَةُ "الْكَرَمِ"؟
- هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّ امْتِلَاكَ أَشْيَاءَ جَمِيلَةٍ أَهَمُّ مِنْ أَنْ تَكُونَ شَخْصًا لَطِيفًا؟ اشْرَحْ لِمَاذَا.
أَنْشِطَةٌ مُمْتِعَةٌ
- صَمِّمْ فُسْتَانَ أَحْلَامِكَ: تَخَيَّلْ أَنَّكَ دُعِيتَ إِلَى الْحَفْلِ الرَّاقِصِ. ارْسُمِ الْفُسْتَانَ أَوِ الْبَدْلَةَ الَّتِي سَتَرْتَدِيهَا. مَاذَا سَيَكُونُ لَوْنُهَا؟ وَمِنْ أَيِّ قُمَاشٍ؟
- الْحَلُّ الْإِبْدَاعِيُّ: مَعَ صَدِيقٍ، تَخَيَّلَا أَنَّكُمَا الْأُخْتَانِ، لَكِنْ هَذِهِ الْمَرَّةَ أَنْتُمَا حَكِيمَتَانِ وَلَطِيفَتَانِ. كَيْفَ يُمْكِنُكُمَا اسْتِخْدَامُ قِطْعَةِ قُمَاشٍ وَاحِدَةٍ لِصُنْعِ زِيَّيْنِ مُتَنَاسِقَيْنِ وَجَمِيلَيْنِ؟ ارْسُمَا أَفْكَارَكُمَا.
- مَثِّلِ الْمَشْهَدَ: قُمْ بِتَمْثِيلِ الْمَشْهَدِ مَعَ صَدِيقٍ أَوْ أَحَدِ أَفْرَادِ الْأُسْرَةِ. حَاوِلُوا إِظْهَارَ مَشَاعِرِ الْأُخْتَيْنِ: الْحَمَاسَةُ، الْجَشَعُ، الْغَضَبُ، وَأَخِيرًا خَيْبَةُ الْأَمَلِ.