بَسْبُوسُ وَقُفَّازَاتُهُ السِّحْرِيَّةُ
كَانَ الْقِطُّ الصَّغِيرُ "بَسْبُوسُ" مَشْهُورًا بِشَيْءٍ وَاحِدٍ: أَنَّهُ يُضَيِّعُ قُفَّازَاتِهِ الصُّوفِيَّةَ دَائِمًا. وَلَمْ تَكُنْ جَدَّتُهُ تَنْزَعِجُ أَبَدًا، فَقَدْ كَانَتْ تُحِبُّ حِيَاكَةَ الصُّوفِ حُبًّا جَمًّا. كَانَتْ تَجْلِسُ مُبْتَسِمَةً بِسَعَادَةٍ، وَتَحِيكُ لَهُ قُفَّازًا جَدِيدًا لِيَحُلَّ مَحَلَّ الْقُفَّازِ الضَّائِعِ.
لَكِنَّ وَالِدَيْ بَسْبُوسَ كَانَا قَلِقَيْنِ. كَانَا دَائِمًا يَقُولَانِ لَهُ بِحَزْمٍ لَطِيفٍ: "يَجِبُ أَنْ تَتَعَلَّمَ أَنْ تَكُونَ أَكْثَرَ حِرْصًا يَا بُنَيَّ". وَلَكِنْ دُونَ جَدْوَى. أَخِيرًا، وَفِي إِحْدَى الْأَمْسِيَاتِ، أَخْبَرَاهُ أَنَّهُ إِذَا عَادَ إِلَى الْبَيْتِ مَرَّةً أُخْرَى بِقُفَّازٍ وَاحِدٍ مَفْقُودٍ، فَلَنْ يُسْمَحَ لَهُ بِالذَّهَابِ إِلَى الْعَرْضِ السِّحْرِيِّ الْكَبِيرِ. يَا لَهَا مِنْ فِكْرَةٍ مُخِيفَةٍ!
أَعْطَتْهُ جَدَّتُهُ زَوْجًا جَدِيدًا مِنْ الْقُفَّازَاتِ الزَّرْقَاءِ الزَّاهِيَةِ. وَعَدَ بَسْبُوسُ وَالِدَيْهِ أَنْ يَكُونَ حَذِرًا. فِي الْيَوْمِ التَّالِي، خَرَجَ لِلَّعِبِ فِي الثَّلْجِ. كَانَ يَتَحَقَّقُ مِنْ قُفَّازَيْهِ كُلَّ بِضْعِ دَقَائِقَ، يَتَلَمَّسُهُمَا لِيَتَأَكَّدَ أَنَّهُمَا فِي مَكَانِهِمَا.
وَبَيْنَمَا كَانَ يَبْنِي رَجُلَ ثَلْجٍ، سَمِعَ صَوْتَ زَقْزَقَةٍ ضَعِيفَةٍ. نَظَرَ تَحْتَ شُجَيْرَةٍ قَرِيبَةٍ وَوَجَدَ طَائِرًا صَغِيرًا يَرْتَجِفُ مِنَ الْبَرْدِ، وَقَدْ سَقَطَ مِنْ عُشِّهِ. شَعَرَ بَسْبُوسُ بِالْأَسَى مِنْ أَجْلِهِ. كَيْفَ يُمْكِنُهُ أَنْ يُسَاعِدَهُ؟
تَذَكَّرَ وَعْدَهُ، وَلَكِنَّهُ نَظَرَ إِلَى الطَّائِرِ الْمُرْتَجِفِ وَعَرَفَ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ فِعْلُهُ. بِحَذَرٍ شَدِيدٍ، خَلَعَ أَحَدَ قُفَّازَيْهِ الصُّوفِيَّيْنِ الدَّافِئَيْنِ، وَوَضَعَ الطَّائِرَ الصَّغِيرَ بِدَاخِلِهِ بِلُطْفٍ. أَصْبَحَ الْقُفَّازُ عُشًّا صَغِيرًا وَدَافِئًا. حَمَلَهُ بِعِنَايَةٍ، وَتَسَلَّقَ الشُّجَيْرَةَ، وَأَعَادَ الطَّائِرَ إِلَى عُشِّهِ بِأَمَانٍ.
مِنْ فَرْطِ سَعَادَتِهِ لِأَنَّهُ أَنْقَذَ الطَّائِرَ، رَكَضَ بِسُرْعَةٍ نَحْوَ الْبَيْتِ لِيُخْبِرَ وَالِدَيْهِ. وَفِي مُنْتَصَفِ الطَّرِيقِ، نَظَرَ إِلَى يَدَيْهِ فَزِعًا! كَانَتْ إِحْدَاهُمَا عَارِيَةً! لَقَدْ نَسِيَ قُفَّازَهُ تَحْتَ الشُّجَيْرَةِ! عَادَ يَرْكُضُ بِأَقْصَى سُرْعَةٍ وَقَلْبُهُ يَدُقُّ بِقُوَّةٍ.
وَجَدَ الْقُفَّازَ فِي مَكَانِهِ، وَارْتَدَاهُ بِسُرْعَةٍ وَهُوَ يَشْعُرُ بِارْتِيَاحٍ كَبِيرٍ. عَادَ إِلَى الْبَيْتِ وَأَرَاهُمَا لِوَالِدَيْهِ بِفَخْرٍ. "لَمْ أَفْقِدْهُمَا!" صَاحَ بِفَرَحٍ، ثُمَّ حَكَى لَهُمَا قِصَّةَ الطَّائِرِ الصَّغِيرِ. نَظَرَ وَالِدَاهُ إِلَيْهِ بِفَخْرٍ، لَيْسَ فَقَطْ لِأَنَّهُ حَافَظَ عَلَى قُفَّازَيْهِ، بَلْ لِأَنَّهُ اسْتَخْدَمَ أَحَدَهُمَا لِفِعْلِ الْخَيْرِ. فِي ذَلِكَ الْمَسَاءِ، ذَهَبُوا جَمِيعًا إِلَى الْعَرْضِ السِّحْرِيِّ، وَكَانَ أَفْضَلَ عَائِشٍ عَلَى الْإِطْلَاقِ.
القيم والدروس الأخلاقية
- الْمَسْؤُولِيَّةُ: تَعَلُّمُ كَيْفِيَّةِ الْعِنَايَةِ بِأَغْرَاضِنَا الشَّخْصِيَّةِ أَمْرٌ مُهِمٌّ.
- اللُّطْفُ أَهَمُّ مِنَ الْقَوَاعِدِ: فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ، تَكُونُ مُسَاعَدَةُ الْآخَرِينَ هِيَ الْفِعْلُ الْأَصَحُّ.
- قِيمَةُ الْأَشْيَاءِ: نَحْنُ نُقَدِّرُ أَشْيَاءَنَا أَكْثَرَ عِنْدَمَا نَسْتَخْدِمُهَا لِأَغْرَاضٍ نَبِيلَةٍ.
- النَّتَائِجُ: أَفْعَالُنَا، سَوَاءٌ كَانَتْ مُهْمِلَةً أَوْ لَطِيفَةً، لَهَا نَتَائِجُ دَائِمًا.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَنْ كَانَ يَحِيكُ قُفَّازَاتٍ جَدِيدَةً لِبَسْبُوسَ؟
- مَاذَا سَيَفُوتُ بَسْبُوسَ إِذَا أَضَاعَ قُفَّازًا آخَرَ؟
- مَاذَا وَجَدَ بَسْبُوسُ يَرْتَجِفُ فِي الثَّلْجِ؟
- كَيْفَ اسْتَخْدَمَ بَسْبُوسُ قُفَّازَهُ لِلْمُسَاعَدَةِ؟
- هَلْ ذَهَبَ بَسْبُوسُ إِلَى الْعَرْضِ السِّحْرِيِّ فِي النِّهَايَةِ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا كَانَ وَالِدَا بَسْبُوسَ قَلِقَيْنِ، عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ جَدَّتَهُ لَمْ تَكُنْ كَذَلِكَ؟
- هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّ بَسْبُوسَ اتَّخَذَ الْقَرَارَ الصَّحِيحَ بِخَلْعِ قُفَّازِهِ لِمُسَاعَدَةِ الطَّائِرِ؟
- كَيْفَ تَغَيَّرَتْ شَخْصِيَّةُ بَسْبُوسَ مِنْ بِدَايَةِ الْقِصَّةِ إِلَى نِهَايَتِهَا؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- هَلْ أَضَعْتَ شَيْئًا مُهِمًّا مِنْ قَبْلُ؟ كَيْفَ شَعَرْتَ؟
- احْكِ عَنْ مَرَّةٍ سَاعَدْتَ فِيهَا حَيَوَانًا أَوْ شَخْصًا.
- مَا هُوَ الشَّيْءُ الَّذِي يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مَسْؤُولًا عَنْهُ كُلَّ يَوْمٍ؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- ارسم القفازات: ارْسُمْ زَوْجًا مِنْ الْقُفَّازَاتِ الْمُلَوَّنَةِ لِبَسْبُوسَ بِالتَّصْمِيمِ الَّذِي تُحِبُّهُ.
- تمثيل المشهد: قُمْ بِتَمْثِيلِ الْمَشْهَدِ الَّذِي يَجِدُ فِيهِ بَسْبُوسُ الطَّائِرَ وَيُقَرِّرُ مُسَاعَدَتَهُ.
- لعبة المفقودات: اخْفِئْ أَحَدَ قُفَّازَاتِكَ (أَوْ جَوَارِبِكَ) فِي الْغُرْفَةِ، وَاطْلُبْ مِنْ أَحَدٍ أَنْ يَبْحَثَ عَنْهُ.