جاسر رجل الإطفاء النعسان

جَاسِرٌ رَجُلُ الْإِطْفَاءِ النَّعْسَانُ

رَجُلُ إِطْفَاءٍ شُجَاعٌ لَدَيْهِ مُشْكِلَةٌ كَبِيرَةٌ

فِي مَرْكَزِ إِطْفَاءٍ دَافِئٍ، مُحَاطٍ بِشَاحِنَاتٍ حَمْرَاءَ لَامِعَةٍ وَخَرَاطِيمَ مَلْفُوفَةٍ بِأَنَاقَةٍ، عَاشَ رَجُلُ إِطْفَاءٍ اسْمُهُ جَاسِرٌ. كَانَ جَاسِرٌ مِنْ أَشْجَعِ رِجَالِ الْإِطْفَاءِ وَأَكْثَرِهِمْ هِمَّةً فِي المَدِينَةِ كُلِّهَا. كَانَ يُحِبُّ عَمَلَهُ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ آخَرَ! لَكِنْ، كَانَتْ لَدَيْهِ مُشْكِلَةٌ سِرِّيَّةٌ: فَقَدْ كَانَ نَوْمُهُ ثَقِيلًا جِدًّا جِدًّا. عِنْدَمَا يَرِنُّ جَرَسُ الْإِنْذَارِ الصَّاخِبُ فِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ، كَانَ جَمِيعُ رِجَالِ الْإِطْفَاءِ يَقْفِزُونَ مِنْ أَسِرَّتِهِمْ، أَمَّا جَاسِرٌ فَكَانَ يَتَدَثَّرُ أَكْثَرَ تَحْتَ أَغْطِيَتِهِ الدَّافِئَةِ.

كَانَ دَائِمًا آخِرَ مَنْ يَسْتَيْقِظُ وَآخِرَ مَنْ يَقْفِزُ عَلَى شَاحِنَةِ الْإِطْفَاءِ ذَاتِ السُّلَّمِ الطَّوِيلِ. فِي إِحْدَى اللَّيَالِي، كَانَ بَطِيئًا لِدَرَجَةِ أَنَّ مُحَرِّكَ الشَّاحِنَةِ بَدَأَ يَدُورُ وَيَتَحَرَّكُ بَيْنَمَا كَانَ هُوَ يَصْعَدُ بِصُعُوبةٍ. كَادَ أَنْ يَفُوتَهُ الرَّكْبُ! نَظَرَ إِلَيْهِ قَائِدُ فَرِيقِ الْإِطْفَاءِ بِعَيْنَيْنِ قَلِقَتَيْنِ. وَقَالَ بِلُطْفٍ: "يَا جَاسِرُ، شَجَاعَتُكَ لَا غُبَارَ عَلَيْهَا، لَكِنَّ السُّرْعَةَ أَمْرٌ حَاسِمٌ. نَحْنُ نَحْتَاجُكَ مَعَنَا مُنْذُ البِدَايَةِ." شَعَرَ جَاسِرٌ بِالْخَجَلِ الشَّدِيدِ. وَأَدْرَكَ أَنَّ عَلَيْهِ فِعْلَ شَيْءٍ حِيَالَ ذَلِكَ.

فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، لَمْ يَسْتَطِعْ جَاسِرٌ أَنْ يَهْدَأَ. أَخَذَ يَذْهَبُ وَيَجِيءُ فِي مَهْجَعِ النَّوْمِ الهَادِئِ. قَالَ لِنَفْسِهِ: "يَجِبُ أَلَّا يَتَكَرَّرَ هَذَا!". حَتَّى إِنَّهُ فَكَّرَ فِي أَلَّا يَنَامَ عَلَى الْإِطْلَاقِ، لَكِنَّهُ عَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ لَنْ يَنْجَحَ. فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ، هَبَّتْ نَسْمَةُ هَوَاءٍ بَارِدَةٍ مِنْ خِلَالِ الفَتْحَةِ المُخَصَّصَةِ لِعَمُودِ الْهُبُوطِ النُّحَاسِيِّ. ارْتَجَفَ جَاسِرٌ، وَفِي تِلْكَ الرَّجْفَةِ، خَطَرَتْ لَهُ فِكْرَةٌ عَبْقَرِيَّةٌ! تَذَكَّرَ أَنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَبَدًا أَنْ يَنَامَ عِنْدَمَا يَشْعُرُ بِالْبَرْدِ. صَاحَ بِسَعَادَةٍ: "وَلَا حَتَّى غَفْوَةً وَاحِدَةً!".

بِابْتِسَامَةٍ ذَكِيَّةٍ، أَمْسَكَ جَاسِرٌ بِطَرَفِ غِطَائِهِ الدَّافِئِ وَرَبَطَهُ بِقُوَّةٍ بِغِطَاءِ صَدِيقِهِ فِي السَّرِيرِ المُجَاوِرِ. ثُمَّ قَفَزَ إِلَى سَرِيرِهِ وَغَطَّ فِي النَّوْمِ. وَفِي عِزِّ اللَّيْلِ، اهْتَزَّ المَكَانُ بِصَوْتٍ مُدَوٍّ: طَنّ! طَنّ! طَنّ! إِنَّهُ جَرَسُ الْإِنْذَارِ! قَفَزَ جَمِيعُ رِجَالِ الْإِطْفَاءِ عَلَى الفَوْرِ. أَلْقَوْا بِأَغْطِيَتِهِمْ، وَمَعَ حَرَكَتِهِمْ، طَارَ غِطَاءُ جَاسِرٍ أَيْضًا! ضَرَبَهُ البَرْدُ المُفَاجِئُ وَالصَّادِمُ كَرَشْقَةِ مَاءٍ مُثَلَّجٍ. بررررر! فُتِحَتْ عَيْنَاهُ عَلَى وَسْعِهِمَا. لَقَدِ اسْتَيْقَظَ! فِي لَمْحِ البَصَرِ، ارْتَدَى مَلَابِسَهُ، انْزَلَقَ عَلَى العَمُودِ، وَكَانَ أَوَّلَ رَجُلِ إِطْفَاءٍ يَصِلُ إِلَى الشَّاحِنَةِ، وَوَجْهُهُ يُشِعُّ بِالْفَخْرِ.

رَاقَبَهُ القَائِدُ وَابْتِسَامَةٌ عَرِيضَةٌ تَرْتَسِمُ عَلَى وَجْهِهِ. وَمُنْذُ ذَلِكَ اليَوْمِ، لِأَنَّ جَاسِرًا أَصْبَحَ مُسْتَيْقِظًا تَمَامًا، بِالْإِضَافَةِ إِلَى كَوْنِهِ شُجَاعًا وَمِقْدَامًا، أَدْرَكَ الجَمِيعُ أَنَّهُ لَنْ يَمْضِيَ وَقْتٌ طَوِيلٌ قَبْلَ أَنْ يَتِمَّ تَرْقِيَتُهُ إِلَى مَنْصِبِ "قَائِدِ فَرِيقِ الْإِطْفَاءِ" الرَّائِعِ.

مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هَذِهِ القِصَّةِ؟

القِيَمُ وَالدُّرُوسُ الأَخْلَاقِيَّةُ

  • حَلُّ الْمُشْكِلَاتِ بِطَرِيقَةٍ إِبْدَاعِيَّةٍ: لَمْ يَقْلَقْ جَاسِرٌ بِشَأْنِ مُشْكِلَتِهِ فَحَسْبُ؛ بَلْ وَجَدَ طَرِيقَةً ذَكِيَّةً وَغَيْرَ عَادِيَّةٍ لِحَلِّهَا.
  • الْعَزِيمَةُ وَالْإِصْرَارُ: كَانَ مُصَمِّمًا عَلَى أَلَّا يَدَعَ نَوْمَهُ الثَّقِيلَ يَمْنَعُهُ مِنْ أَنْ يَكُونَ رَجُلَ إِطْفَاءٍ عَظِيمًا.
  • تَحَمُّلُ المَسْؤُولِيَّةِ: اعْتَرَفَ جَاسِرٌ بِنُقْطَةِ ضَعْفِهِ وَاتَّخَذَ إِجْرَاءً لِإِصْلَاحِهَا بَدَلًا مِنْ تَقْدِيمِ الْأَعْذَارِ.

هَيَّا نَخْتَبِرْ أَنْفُسَنَا!

أَسْئِلَةُ الفَهْمِ وَالاِسْتِيعَابِ

  1. مَا هِيَ وَظِيفَةُ جَاسِرٍ، وَمَا هِيَ مُشْكِلَتُهُ السِّرِّيَّةُ؟
  2. مَا الَّذِي كَادَ أَنْ يَحْدُثَ فِي إِحْدَى اللَّيَالِي وَجَعَلَ جَاسِرًا يُدْرِكُ أَنَّ عَلَيْهِ التَّغَيُّرَ؟
  3. مَا الشَّيْءُ الَّذِي أَعْطَى جَاسِرًا فِكْرَتَهُ العَبْقَرِيَّةَ؟
  4. كَيْفَ تَأَكَّدَ جَاسِرٌ مِنْ أَنَّهُ سَيَسْتَيْقِظُ فِي الوَقْتِ المُحَدَّدِ؟
  5. هَلْ كَانَ جَاسِرٌ آخِرَ أَمْ أَوَّلَ رَجُلِ إِطْفَاءٍ عَلَى الشَّاحِنَةِ بَعْدَ حِيلَتِهِ الذَّكِيَّةِ؟

أَسْئِلَةُ التَّفْكِيرِ النَّقْدِيِّ

  1. هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّ حَلَّ جَاسِرٍ كَانَ عَادِلًا لِصَدِيقِهِ؟ لِمَاذَا؟
  2. مَا هِيَ الطُّرُقُ الأُخْرَى الَّتِي كَانَ بِإِمْكَانِ جَاسِرٍ أَنْ يُجَرِّبَهَا لِحَلِّ مُشْكِلَتِهِ؟
  3. لِمَاذَا مِنَ المُهِمِّ أَنْ يَكُونَ رَجُلُ الْإِطْفَاءِ شُجَاعًا وَسَرِيعًا فِي نَفْسِ الوَقْتِ؟

لِنَرْبِطِ القِصَّةَ بِحَيَاتِنَا

  1. هَلْ وَاجَهْتَ صُعُobvَةً فِي الاِسْتِيقَاظِ صَبَاحًا لِلْمَدْرَسَةِ؟ مَا الَّذِي يُسَاعِدُكَ عَلَى الاِسْتِيقَاظِ؟
  2. فَكِّرْ فِي مَرَّةٍ كَانَتْ لَدَيْكَ مُشْكِلَةٌ وَابْتَكَرْتَ فِكْرَةً ذَكِيَّةً لِحَلِّهَا.
  3. مَنْ هُوَ الشَّخْصُ الَّذِي تَعْرِفُهُ، مِثْلَ جَاسِرٍ، مُصَمِّمٌ عَلَى أَدَاءِ عَمَلِهِ بِشَكْلٍ جَيِّدٍ؟

هَيَّا نَلْعَبْ مَعًا!

أَنْشِطَةٌ مُمْتِعَةٌ

  • اُرْسُمْ مَرْكَزَ الْإِطْفَاءِ: اِرْسُمْ صُورَةً لِمَرْكَزِ إِطْفَاءِ جَاسِرٍ. لَا تَنْسَ أَنْ تَرْسُمَ الشَّاحِنَةَ الحَمْرَاءَ اللَّامِعَةَ، وَالْأَسِرَّةَ، وَعَمُودَ الْهُبُوطِ الشَّهِيرَ!
  • حِيلَةُ الغِطَاءِ: مَعَ صَدِيقٍ أَوْ أَحَدِ أَفْرَادِ عَائِلَتِكَ، قُمْ بِتَمْثِيلِ مَشْهَدِ رَنِينِ الجَرَسِ وَسَحْبِ الغِطَاءِ. أَظْهِرْ رَدَّةَ فِعْلِ جَاسِرٍ المُتَفَاجِئَةَ وَالبَارِدَةَ!
  • سِبَاقُ رَجُلِ الْإِطْفَاءِ: جَهِّزْ "مَسَارَ عَقَبَاتٍ" بَسِيطًا فِي غُرْفَةٍ. تَظَاهَرْ بِأَنَّ الجَرَسَ يَرِنُّ، وَتَسَابَقْ لِارْتِدَاءِ سُتْرَةٍ (زِيُّكَ الرَّسْمِيُّ)، وَالرَّكْضِ إِلَى مَكَانٍ مُحَدَّدٍ (الشَّاحِنَةِ)، وَالجُلُوسِ مُسْتَعِدًّا لِلِانْطِلَاقِ!

إرسال تعليق

أحدث أقدم