مغامرة عربة قشور الجوز

مُغَامَرَةُ عَرَبَةِ قُشُورِ الْجَوْزِ

فِي قنٍّ كَبِيرٍ وَجَمِيلٍ، عَاشَ دِيكٌ فَخُورٌ اسْمُهُ صَيَّاحٌ وَزَوْجَتُهُ الطَّيِّبَةُ الدَّجَاجَةُ. عِنْدَمَا لَوَّنَ الْخَرِيفُ أَوْرَاقَ الشَّجَرِ بِالذَّهَبِ، أَعْلَنَ صَيَّاحٌ: "يَا عَزِيزَتِي الدَّجَاجَةُ، يَجِبُ أَنْ نَذْهَبَ فِي مُغَامَرَةٍ إِلَى جَبَلِ الْجَوْزِ! سَمِعْتُ أَنَّ الْجَوْزَ هُنَاكَ لَذِيذٌ جِدًّا". نَقْنَقَتِ الدَّجَاجَةُ بِسَعَادَةٍ، وَانْطَلَقَا.

قَضَيَا وَقْتًا رَائِعًا فِي جَمْعِ الْجَوْزِ وَالْبَلُّوطِ اللَّامِعِ، كَانَ كَثِيرًا جِدًّا لِدَرَجَةِ أَنَّهُمَا لَمْ يَسْتَطِيعَا حَمْلَهُ. بِذَكَاءٍ، صَنَعَ صَيَّاحٌ عَرَبَةً صَغِيرَةً مِنْ قُشُورِ الْجَوْزِ الْكَبِيرَةِ. وَبَيْنَمَا كَانَتِ الدَّجَاجَةُ تَجْلِسُ فِيهَا، قَاطَعَهُمَا صَوْتُ بَطْبَطَةٍ عَالِيَةٍ. كَانَ بَطَّةً اسْمُهَا بَطُّوطٌ. "عُذْرًا!" قَالَ مُرْتَبِكًا. "هَذَا هُوَ الْجَوْزُ الْمُمَيَّزُ لِلْجَبَلِ! لَا يُمْكِنُكُمْ أَخْذُهُ كُلَّهُ دُونَ اسْتِئْذَانٍ!". نَفَخَ صَيَّاحٌ صَدْرَهُ مُسْتَعِدًّا لِلْجِدَالِ، لَكِنَّ الدَّجَاجَةَ اقْتَرَحَتْ بِهُدُوءٍ: "يَا سَيِّدَ بَطُّوطٍ، إِذَا سَاعَدْتَنَا فِي سَحْبِ هَذِهِ الْعَرَبَةِ الثَّقِيلَةِ، سَنَتَقَاسَمُ مَعَكَ وَلِيمَتَنَا بِسُرُورٍ". فَكَّرَ بَطُّوطٌ لَحْظَةً، ثُمَّ وَافَقَ.

بَعْدَ مَسَافَةٍ قَصِيرَةٍ، رَأَيَا شَخْصَيْنِ صَغِيرَيْنِ يُكَافِحَانِ فِي الْوَحْلِ. كَانَا دَبُّوسًا وَإِبْرَةً. صَاحَا: "هَلْ يُمْكِنُ أَنْ تُوصِلُونَا؟ يَجِبُ أَنْ نَصِلَ إِلَى خَيَّاطِ الْقَرْيَةِ". شَعَرَ صَيَّاحٌ بِالْكَرَمِ وَرَحَّبَ بِهِمَا. وَاصَلَتِ الْمَجْمُوعَةُ الْغَرِيبَةُ طَرِيقَهَا حَتَّى حَلَّ الْمَسَاءُ.

وَصَلُوا إِلَى نُزُلٍ يُدْعَى "صَرْصُورُ اللَّيْلِ الدَّافِئُ". رَآهُمُ الْعَمُّ غَضْبَانُ، صَاحِبُ النُّزُلِ الْمُتْعَبُ، فَتَذَمَّرَ: "آسِفٌ، لَا يُوجَدُ مَكَانٌ". لَكِنَّ الدَّجَاجَةَ قَالَتْ بِلُطْفٍ: "يَا سَيِّدِي، نَعِدُكَ بِأَنْ نَكُونَ أَهْدَأَ ضُيُوفٍ لَدَيْكَ، وَلَدَيْنَا جَوْزٌ لَذِيذٌ نَتَقَاسَمُهُ!". تَנَهَّدَ الْعَمُّ غَضْبَانُ وَسَمَحَ لَهُمْ بِالْبَقَاءِ.

تَنَاوَلُوا عَشَاءً مَرِحًا، لَكِنَّهُمْ لَمْ يَعْتَادُوا الْبَقَاءَ فِي النُّزُلِ. رَشَّ بَطُّوطٌ الْمَاءَ، وَتَنَاثَرَتْ قُشُورُ الْجَوْزِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَفِي غَمْرَةِ حَمَاسِهِمْ، أَحْدَثُوا فَوْضَى كَبِيرَةً عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ. فِي الصَّبَاحِ التَّالِي، سَمِعُوا خُطُوَاتِ الْعَمِّ غَضْبَانَ. فَزِعُوا وَقَرَّرُوا الْهَرَبَ! فِي عَجَلَتِهِمْ، أَسْقَطَ صَيَّاحٌ الْإِبْرَةَ فِي مِنْشَفَةٍ، وَسَقَطَ الدَّبُّوسُ عَلَى كُرْسِيٍّ. تَرَكَتِ الدَّجَاجَةُ بَيْضَةً عَلَى الطَّاوِلَةِ كَعُرْبُونِ شُكْرٍ، لَكِنَّهَا تَدَحْرَجَتْ وَانْكَسَرَتْ بِالْقُرْبِ مِنَ الْمِدْفَأَةِ. هَرَبُوا مِنَ النُّزُلِ وَهُمْ يَشْعُرُونَ بِذَنْبٍ كَبِيرٍ.

دَخَلَ الْعَمُّ غَضْبَانُ الْغُرْفَةَ وَفَغَرَ فَاهُ مِنَ الْفَوْضَى. تَנَهَّدَ وَبَدَأَ فِي التَّنْظِيفِ. عِنْدَمَا جَفَّفَ وَجْهَهُ، شَعَرَ بِخَدْشٍ صَغِيرٍ مِنَ الْإِبْرَةِ. "آه!" تَمْتَمَ. بَعْدَ لَحْظَةٍ، جَلَسَ لِيَرْتَاحَ فَقَفَزَ صَارِخًا بَعْدَ أَنْ وَخَزَهُ الدَّبُّوسُ. لَمْ يَتَأَذَّ، لَكِنَّهُ انْزَعَجَ. ثُمَّ رَأَى الْبَيْضَةَ الْمَكْسُورَةَ. "يَا لَهَا مِنْ كَارِثَةٍ!" قَالَ لِنَفْسِهِ. "بَدَوْا لُطَفَاءَ، لَكِنَّهُمْ تَرَكُوا فَوْضَى وَلَمْ يَعْتَذِرُوا حَتَّى".

قِيَمٌ وَدُرُوسٌ أَخْلَاقِيَّةٌ

  • تَحَمُّلُ الْمَسْؤُولِيَّةِ: تُظْهِرُ الْقِصَّةُ أَنَّهُ مِنَ الْمُهِمِّ تَنْظِيفُ الْفَوْضَى الَّتِي تُحْدِثُهَا وَالِاعْتِذَارُ عَنْ أَخْطَائِكَ، بَدَلًا مِنَ الْهَرَبِ.
  • الصِّدْقُ أَفْضَلُ سَبِيلٍ: كَانَ الْمُسَافِرُونَ سَيَقَعُونَ فِي مَشَاكِلَ أَقَلَّ لَوْ بَقُوا وَشَرَحُوا مَا حَدَثَ لِصَاحِبِ النُّزُلِ.
  • الْعَمَلُ الْجَمَاعِيُّ قَدْ يَكُونُ صَعْبًا: الْعَمَلُ مَعًا شَيْءٌ جَيِّدٌ، لَكِنْ يَجِبُ عَلَى كُلِّ فَرْدٍ فِي الْفَرِيقِ أَنْ يَكُونَ مَسْؤُولًا، حَتَّى فِي التَّنْظِيفِ!
  • التَّوَاصُلُ يَحُلُّ الْمَشَاكِلَ: حَلَّتِ الدَّجَاجَةُ الْمُشْكِلَةَ مَعَ الْبَطَّةِ بِالْحَدِيثِ، لَا بِالْجِدَالِ. وَهَذِهِ دَائِمًا أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ.

أَسْئِلَةٌ حَوْلَ الْقِصَّةِ

أَسْئِلَةُ الْفَهْمِ

  1. مِمَّاذَا صَنَعَ صَيَّاحٌ الْعَرَبَةَ؟
  2. لِمَاذَا كَانَتِ الْبَطَّةُ "بَطُّوطٌ" مُنْزَعِجَةً فِي الْبِدَايَةِ؟
  3. مَنْ هُمَا الْمُسَافِرَانِ الصَّغِيرَانِ اللَّذَانِ الْتَقَوْا بِهِمَا فِي الطَّرِيقِ؟
  4. لِمَاذَا هَرَبَ الْمُسَافِرُونَ مِنَ النُّزُلِ؟
  5. مَا هُمَا الشَّيْآنِ اللَّذَانِ وَخَزَا صَاحِبَ النُّزُلِ "الْعَمَّ غَضْبَانَ"؟

أَسْئِلَةُ التَّفْكِيرِ النَّقْدِيِّ

  1. مَاذَا كَانَ يَجِبُ عَلَى الْمُسَافِرِينَ أَنْ يَفْعَلُوا عِنْدَمَا رَأَوْا الْفَوْضَى الَّتِي أَحْدَثُوهَا؟
  2. هَلْ كَانَ صَاحِبُ النُّزُلِ عَلَى حَقٍّ فِي انْزِعَاجِهِ؟ مَاذَا كُنْتَ سَتَفْعَلُ لَوْ كُنْتَ مَكَانَهُ؟
  3. هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّ الْهَرَبَ مِنَ الْمُشْكِلَةِ يَجْعَلُهَا أَفْضَلَ؟ لِمَاذَا أَوْ لِمَاذَا لَا؟

أَسْئِلَةُ الرَّبْطِ بِالْحَيَاةِ الْيَوْمِيَّةِ

  1. هَلْ أَحْدَثْتَ فَوْضَى عَنْ طَرِيقِ الْخَطَأِ مِنْ قَبْلُ؟ مَاذَا فَعَلْتَ؟
  2. صِفْ مَرَّةً حَلَلْتَ فِيهَا مُشْكِلَةً بِالتَّحَدُّثِ بِهُدُوءٍ مَعَ شَخْصٍ مَا.
  3. لَوْ أُتِيحَتْ لَكَ فُرْصَةٌ لِتَقْدِيمِ نَصِيحَةٍ وَاحِدَةٍ لِصَيَّاحٍ وَأَصْدِقَائِهِ، فَمَاذَا سَتَكُونُ؟

أَنْشِطَةٌ مُمْتِعَةٌ

  • ارْسُمِ الطَّاقَمَ الْمَرِحَ: أَحْضِرْ وَرَقَةً وَارْسُمْ الْفَرِيقَ كَامِلًا—صَيَّاحٌ، الدَّجَاجَةُ، بَطُّوطٌ، الدَّبُّوسُ، وَالْإِبْرَةُ—وَهُمْ يَرْكَبُونَ فِي عَرَبَتِهِمُ الْمُضْحِكَةِ.
  • مَثِّلِ الِاعْتِذَارَ: مَعَ صَدِيقٍ، تَظَاهَرْ بِأَنَّ أَحَدَكُمَا هُوَ صَيَّاحٌ وَالْآخَرَ هُوَ الْعَمُّ غَضْبَانُ. مَثِّلَا الْمَشْهَدَ كَمَا كَانَ يَجِبُ أَنْ يَحْدُثَ، حَيْثُ يَعْتَذِرُ صَيَّاحٌ عَنِ الْفَوْضَى وَيَعْرِضُ الْمُسَاعَدَةَ.
  • سِبَاقُ التَّرْتِيبِ: اطْلُبْ مِنْ أَحَدِ الْكِبَارِ مُسَاعَدَتَكَ. اضْبِطْ مُؤَقِّتًا لِمُدَّةِ دَقِيقَتَيْنِ وَانْظُرْ كَمْ عَدَدَ الْأَلْعَابِ أَوِ الْكُتُبِ الَّتِي يُمْكِنُكَ تَرْتِيبُهَا. الْعَمَلُ الْجَمَاعِيُّ يَجْعَلُ التَّنْظِيفَ سَرِيعًا وَمُمْتِعًا!

إرسال تعليق

أحدث أقدم