أَرْنُوبُ وَأَمَانَةُ الْبُذُورِ
القصة
فِي يَوْمٍ رَبِيعِيٍّ جَمِيلٍ، كَانَ الْأَرْنَبُ "أَرْنُوبُ" يَلْعَبُ سَعِيدًا بَيْنَ الْأَزْهَارِ. زَارَهُ صَدِيقُهُ السِّنْجَابُ "سَنْجُوبُ" وَقَالَ لَهُ بِقَلَقٍ: "يَا صَدِيقِي، سَأَذْهَبُ فِي زِيَارَةٍ لِأَخِي فِي الْغَابَةِ الْمُجَاوِرَةِ، وَأَخْشَى أَنْ تَأْكُلَ الْحَشَرَاتُ بُذُورَ الْجَزَرِ وَالْفِجْلِ الَّتِي جَمَعْتُهَا. هَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تَحْتَفِظَ بِهَا كَأَمَانَةٍ حَتَّى أَعُودَ؟"
وَافَقَ أَرْنُوبُ وَوَعَدَهُ بِأَنْ يَحْرُسَ الْأَمَانَةَ. ظَلَّ يَحْرُسُ كِيسَ الْبُذُورِ لِعِدَّةِ أَيَّامٍ حَتَّى نَفِدَ طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ. اضْطُرَّ لِلْبَحْثِ عَنْ طَعَامٍ، لَكِنَّهُ كَانَ قَلِقًا عَلَى أَمَانَةِ صَدِيقِهِ. فَخَطَرَتْ لَهُ فِكْرَةٌ ذَكِيَّةٌ! قَرَّرَ أَنْ يَدْفِنَ الْبُذُورَ تَحْتَ الْأَرْضِ فِي حُفَرٍ مُتَفَرِّقَةٍ حَتَّى لَا يَجِدَهَا أَحَدٌ.
مَرَّتِ الْأَسَابِيعُ وَتَأَخَّرَ سَنْجُوبُ فِي الْعَوْدَةِ. هَطَلَتِ الْأَمْطَارُ وَأَشْرَقَتِ الشَّمْسُ، فَنَبَتَتِ الْبُذُورُ الَّتِي زَرَعَهَا أَرْنُوبُ وَبَدَأَتْ تَنْمُو بِشَكْلٍ كَبِيرٍ. تَفَاجَأَ أَرْنُوبُ بِالْمَحْصُولِ الْوَفِيرِ مِنَ الْجَزَرِ وَالْفِجْلِ الَّذِي غَطَّى الْأَرْضَ.
جَمَعَ أَرْنُوبُ الثِّمَارَ وَوَضَعَهَا فِي أَكْيَاسٍ كَبِيرَةٍ. لِلَحْظَةٍ، فَكَّرَ فِي إِعْطَاءِ سَنْجُوبَ فَقَطْ مَا تَرَكَهُ وَيَأْخُذَ الْبَاقِيَ لِنَفْسِهِ كَمُكَافَأَةٍ عَلَى تَعَبِهِ. لَكِنَّهُ رَاجَعَ نَفْسَهُ وَقَالَ: "الْأَمَانَةُ هِيَ الْأَمَانَةُ. كُلُّ هَذَا الْمَحْصُولِ يَعُودُ لِصَدِيقِي."
عِنْدَمَا عَادَ سَنْجُوبُ وَطَلَبَ أَمَانَتَهُ، أَخَذَهُ أَرْنُوبُ إِلَى بَيْتِهِ وَأَرَاهُ أَكْيَاسَ الْخُضْرَاوَاتِ. انْدَهَشَ سَنْجُوبُ وَظَنَّ أَنَّ أَرْنُوبَ يَمْزَحُ، فَشَرَحَ لَهُ أَرْنُوبُ مَا حَدَثَ.
شَكَرَهُ سَنْجُوبُ عَلَى أَمَانَتِهِ وَإِخْلَاصِهِ وَأَصَرَّ عَلَى مُشَارَكَةِ الْمَحْصُولِ مَعَهُ كَتَقْدِيرٍ لِجُهْدِهِ وَرِعَايَتِهِ لِلْبُذُورِ. وَهَكَذَا، فَرِحَ الصَّدِيقَانِ مَعًا وَتَقَاسَمَا ثِمَارَ الْأَمَانَةِ وَالْوَفَاءِ.
القيم والدروس الأخلاقية
- الْأَمَانَةُ وَالْإِخْلَاصُ: الْحِفَاظُ عَلَى مَا يُؤْتَمَنُ عَلَيْهِ الْإِنْسَانُ هُوَ مِنْ أَهَمِّ الصِّفَاتِ، وَهُوَ أَسَاسُ الثِّقَةِ بَيْنَ الْأَصْدِقَاءِ.
- التَّفْكِيرُ الْإِبْدَاعِيُّ لِحَلِّ الْمَشَاكِلِ: عِنْدَمَا وَاجَهَ أَرْنُوبُ مُشْكِلَةَ حِمَايَةِ الْبُذُورِ، وَجَدَ حَلًّا ذَكِيًّا وَغَيْرَ تَقْلِيدِيٍّ.
- الْخَيْرُ يُوَلِّدُ الْخَيْرَ: أَمَانَةُ أَرْنُوبَ لَمْ تَحْفَظِ الْبُذُورَ فَحَسْبُ، بَلْ حَوَّلَتْهَا إِلَى مَحْصُولٍ وَفِيرٍ أَفَادَ الْجَمِيعَ.
- تَقْدِيرُ الْجُهْدِ: أَدْرَكَ سَنْجُوبُ أَنَّ جُهْدَ أَرْنُوبَ وَعِنَايَتَهُ كَانَا سَبَبًا فِي هَذَا الْخَيْرِ، فَأَصَرَّ عَلَى مُكَافَأَتِهِ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَا هِيَ الْأَمَانَةُ الَّتِي تَرَكَهَا سَنْجُوبُ عِنْدَ أَرْنُوبَ؟
- لِمَاذَا قَرَّرَ أَرْنُوبُ أَنْ يَدْفِنَ الْبُذُورَ؟
- مَاذَا حَدَثَ لِلْبُذُورِ بَعْدَ مُرُورِ الْأَسَابِيعِ؟
- هَلْ أَخَذَ أَرْنُوبُ الْمَحْصُولَ الزَّائِدَ لِنَفْسِهِ؟
- كَيْفَ كَافَأَ سَنْجُوبُ أَرْنُوبَ عَلَى أَمَانَتِهِ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا يُعْتَبَرُ قَرَارُ أَرْنُوبَ بِزِرَاعَةِ الْبُذُورِ قَرَارًا أَمِينًا وَذَكِيًّا فِي نَفْسِ الْوَقْتِ؟
- مَا الَّذِي كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ لَوْ أَنَّ أَرْنُوبَ قَرَّرَ أَنْ يَأْخُذَ الْمَحْصُولَ لِنَفْسِهِ؟
- كَيْفَ تُظْهِرُ هَذِهِ الْقِصَّةُ أَنَّ الصَّدِيقَ الْحَقِيقِيَّ يَثِقُ فِي صَدِيقِهِ؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- اذْكُرْ مَرَّةً ائْتَمَنَكَ فِيهَا أَحَدٌ عَلَى شَيْءٍ مُهِمٍّ. كَيْفَ حَافَظْتَ عَلَيْهِ؟
- هَلْ مَرَرْتَ بِمَوْقِفٍ كُنْتَ فِيهِ أَمَامَ اخْتِيَارٍ بَيْنَ فِعْلِ الصَّوَابِ وَأَخْذِ شَيْءٍ لِنَفْسِكَ؟
- كَيْفَ تُكَافِئُ أَصْدِقَاءَكَ عِنْدَمَا يَفْعَلُونَ شَيْئًا جَيِّدًا مِنْ أَجْلِكَ؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- زِرَاعَةُ الْبُذُورِ: أَحْضِرْ وِعَاءً صَغِيرًا وَبَعْضَ الْبُذُورِ (مِثْلَ الْحَلْبَةِ أَوِ الْعَدَسِ). ازْرَعْهَا مَعَ طِفْلِكَ وَاعْتَنِيَا بِهَا مَعًا، وَرَاقِبَا كَيْفَ "تُثْمِرُ" الْعِنَايَةُ وَالِاهْتِمَامُ.
- صُنْدُوقُ الْأَمَانَةِ: خَصِّصُوا صُنْدُوقًا فِي الْمَنْزِلِ. عِنْدَمَا يُعْطِي أَحَدُكُمْ الْآخَرَ شَيْئًا لِيَحْتَفِظَ بِهِ كَأَمَانَةٍ، يَضَعُهُ فِي هَذَا الصُّنْدُوقِ حَتَّى يَحِينَ وَقْتُ إِعَادَتِهِ.
- ارْسُمِ الْمُفَاجَأَةَ: ارْسُمْ صُورَةً لِسَنْجُوبَ وَهُوَ يَنْظُرُ بِدَهْشَةٍ وَسَعَادَةٍ إِلَى أَكْيَاسِ الْجَزَرِ وَالْفِجْلِ الَّتِي قَدَّمَهَا لَهُ أَرْنُوبُ.