الْأَرْنَبُ وَالنَّمِرُ وَجَزَاءُ الْإِحْسَانِ
كَانَ أَرْنَبٌ مُغَامِرٌ يُحِبُّ السَّفَرَ وَاسْتِكْشَافَ الْغَابَةِ. وَفِي أَثْنَاءِ عَوْدَتِهِ مِنْ إِحْدَى رِحْلَاتِهِ، سَمِعَ صَوْتَ أَنِينٍ مُخِيفٍ. اقْتَرَبَ بِحَذَرٍ لِيَجِدَ نَمِرًا ضَخْمًا عَالِقًا تَحْتَ صَخْرَةٍ كَبِيرَةٍ. عَلَى الرَّغْمِ مِنْ خَوْفِهِ، قَرَّرَ الْأَرْنَبُ الشُّجَاعُ أَنْ يُسَاعِدَهُ، فَبَدَأَ يَحْفِرُ وَيَحْفِرُ تَحْتَ الصَّخْرَةِ حَتَّى تَمَكَّنَ النَّمِرُ مِنْ إِخْرَاجِ قَدَمِهِ الْمُصَابَةِ.
شَكَرَهُ النَّمِرُ بِامْتِنَانٍ وَقَالَ: "لَقَدْ أَنْقَذْتَ حَيَاتِي. اطْلُبْ مَا تَشَاءُ كَمُكَافَأَةٍ." لَكِنَّ الْأَرْنَبَ رَفَضَ وَقَالَ: "لَقَدْ سَاعَدْتُكَ لِأَنَّكَ كُنْتَ فِي حَاجَةٍ لِلْمُسَاعَدَةِ، وَلَيْسَ مِنْ أَجْلِ مُكَافَأَةٍ."
لَاحِقًا، بَيْنَمَا كَانَ الْأَرْنَبُ يَجْرِي فِي الْغَابَةِ، رَآهُ ثَعْلَبٌ مَكَّارٌ وَقَرَّرَ أَنْ يَجْعَلَهُ وَجْبَةً لَهُ. طَارَدَ الثَّعْلَبُ الْأَرْنَبَ حَتَّى حَاصَرَهُ عِنْدَ طَرِيقٍ مَسْدُودٍ. وَعِنْدَمَا كَانَ الثَّعْلَبُ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَنْقَضَّ عَلَيْهِ، صَاحَ الْأَرْنَبُ: "انْتَظِرْ! لَدَيَّ طَلَبٌ أَخِيرٌ."
قَالَ الْأَرْنَبُ بِذَكَاءٍ: "أُمِّي رَأَتْ حُلْمًا وَأَرْسَلَتْنِي لِأَسْأَلَ السُّلَحْفَاةَ الْحَكِيمَةَ عَنْ تَفْسِيرِهِ. أَرْجُوكَ، اذْهَبْ وَاسْأَلْهَا ثُمَّ أَخْبِرْ أُمِّي بِالتَّفْسِيرِ." فَكَّرَ الثَّعْلَبُ أَنَّ هَذِهِ فُرْصَةٌ لِمَعْرِفَةِ مَكَانِ أُمِّ الْأَرْنَبِ لِيَأْكُلَهَا أَيْضًا، فَقَالَ بِغُرُورٍ: "أَنَا أَذْكَى مِنَ السُّلَحْفَاةِ، سَأُفَسِّرُ الْحُلْمَ بِنَفْسِي!"
بَدَأَ الْأَرْنَبُ يَرْوِي الْحُلْمَ وَهُوَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ قَائِلًا: "رَأَيْتُ أُمِّي تَجْرِي مِنْ أَسَدٍ وَهِيَ تَسْتَغِيثُ بِنَمِرٍ، ثُمَّ بَدَأْتُ أَصْرُخُ بِصَوْتٍ عَالٍ: النَّجْدَةَ! سَاعِدْنِي أَيُّهَا النَّمِرُ! أَنَا الْأَرْنَبُ!"
سَمِعَ النَّمِرُ، الَّذِي كَانَ قَرِيبًا، صَرَخَاتِ صَدِيقِهِ الْأَرْنَبِ فَأَسْرَعَ لِنَجْدَتِهِ. عِنْدَمَا رَأَى الثَّعْلَبَ يُحَاوِلُ أَكْلَ الْأَرْنَبِ، انْقَضَّ عَلَيْهِ وَأَخَافَهُ حَتَّى هَرَبَ بَعِيدًا.
شَكَرَ الْأَرْنَبُ النَّمِرَ عَلَى إِنْقَاذِهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ النَّمِرُ بِابْتِسَامَةٍ: "لَا تَشْكُرْنِي. إِنَّمَا جَزَاءُ الْإِحْسَانِ هُوَ الْإِحْسَانُ." وَهَكَذَا، رَدَّ النَّمِرُ الْجَمِيلَ لِلْأَرْنَبِ الَّذِي أَنْقَذَهُ سَابِقًا.
القيم والدروس الأخلاقية
- جَزَاءُ الْإِحْسَانِ هُوَ الْإِحْسَانُ: فِعْلُ الْخَيْرِ لِلْآخَرِينَ يَعُودُ إِلَيْنَا بِالْخَيْرِ فِي النِّهَايَةِ، وَغَالِبًا فِي الْوَقْتِ الَّذِي نَحْتَاجُ فِيهِ لِلْمُسَاعَدَةِ.
- الشَّجَاعَةُ فِي وَجْهِ الْخَوْفِ: عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ الْأَرْنَبَ كَانَ خَائِفًا مِنَ النَّمِرِ، إِلَّا أَنَّهُ تَغَلَّبَ عَلَى خَوْفِهِ لِيُسَاعِدَ مَخْلُوقًا فِي وَرْطَةٍ.
- الذَّكَاءُ وَسُرْعَةُ الْبَدِيهَةِ: اسْتَخْدَمَ الْأَرْنَبُ عَقْلَهُ لِيَبْتَكِرَ خُطَّةً ذَكِيَّةً تُنْقِذُهُ مِنَ الثَّعْلَبِ.
- الْعَطَاءُ دُونَ مُقَابِلٍ: الْمُسَاعَدَةُ الْحَقِيقِيَّةُ هِيَ الَّتِي تَأْتِي مِنَ الْقَلْبِ دُونَ انْتِظَارِ مُكَافَأَةٍ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَاذَا وَجَدَ الْأَرْنَبُ فِي طَرِيقِ عَوْدَتِهِ؟
- كَيْفَ سَاعَدَ الْأَرْنَبُ النَّمِرَ؟
- مَنِ الَّذِي حَاوَلَ أَكْلَ الْأَرْنَبِ؟
- مَا هِيَ الْخُدْعَةُ الَّتِي اسْتَخْدَمَهَا الْأَرْنَبُ لِيُنَادِيَ عَلَى النَّمِرِ؟
- مَاذَا قَالَ النَّمِرُ لِلْأَرْنَبِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا قَرَّرَ الْأَرْنَبُ مُسَاعَدَةَ النَّمِرِ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ النُّمُورَ قَدْ تَكُونُ خَطِيرَةً عَلَى الْأَرَانِبِ؟
- هَلْ كَانَتْ خُطَّةُ "تَفْسِيرِ الْحُلْمِ" ذَكِيَّةً؟ لِمَاذَا نَجَحَتْ فِي خِدَاعِ الثَّعْلَبِ؟
- كَيْفَ تُظْهِرُ هَذِهِ الْقِصَّةُ أَنَّ الْأَفْعَالَ الطَّيِّبَةَ تُنْشِئُ صَدَاقَاتٍ قَوِيَّةً؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- اذْكُرْ مَرَّةً سَاعَدْتَ فِيهَا شَخْصًا مَا، وَكَيْفَ كَانَ شُعُورُكَ؟
- هَلْ سَبَقَ أَنْ سَاعَدَكَ شَخْصٌ لَمْ تَتَوَقَّعْ مِنْهُ الْمُسَاعَدَةَ؟
- كَيْفَ يُمْكِنُكَ اسْتِخْدَامُ ذَكَائِكَ لِتَخْرُجَ مِنْ مَوْقِفٍ صَعْبٍ بَدَلًا مِنَ الْخَوْفِ؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- ارْسُمِ الْمَشْهَدَيْنِ: ارْسُمْ صُورَتَيْنِ: الْأُولَى لِلْأَرْنَبِ وَهُوَ يُنْقِذُ النَّمِرَ مِنَ الصَّخْرَةِ. وَالثَّانِيَةَ لِلنَّمِرِ وَهُوَ يُنْقِذُ الْأَرْنَبَ مِنَ الثَّعْلَبِ.
- تَمْثِيلُ "خُدْعَةِ الْحُلْمِ": قُمْ أَنْتَ وَأَصْدِقَاؤُكَ بِتَمْثِيلِ الْمَشْهَدِ الَّذِي يَخْدَعُ فِيهِ الْأَرْنَبُ الثَّعْلَبَ. لِيَقُمْ أَحَدُكُمْ بِدَوْرِ الْأَرْنَبِ الذَّكِيِّ وَآخَرُ بِدَوْرِ الثَّعْلَبِ الْمَغْرُورِ.
- لُعْبَةُ "مَا هِيَ خُطَّتُكَ؟": اطْرَحُوا مُشْكِلَةً خَيَالِيَّةً (مِثْلَ: "كَيْفَ نُحْضِرُ التُّفَّاحَةَ مِنْ أَعْلَى الشَّجَرَةِ دُونَ تَسَلُّقٍ؟") وَتَنَافَسُوا لِإِيجَادِ الْخُطَّةِ الْأَكْثَرِ ذَكَاءً.