السَّلَاحِفُ الصَّغِيرَةُ وَقُوَّتُهَا الْخَاصَّةُ

السَّلَاحِفُ الصَّغِيرَةُ وَقُوَّتُهَا الْخَاصَّةُ

فِي غَابَةٍ كَبِيرَةٍ، عَاشَتْ سُلَحْفَاةٌ حَكِيمَةٌ مَعَ بَنَاتِهَا الثَّلَاثِ الصَّغِيرَاتِ. كَانَتِ السَّلَاحِفُ الصَّغِيرَةُ حَزِينَةً لِأَنَّ الْحَيَوَانَاتِ الْأُخْرَى كَانَتْ تَسْخَرُ مِنْ بُطْئِهَا دَائِمًا. سَخِرَ الْأَرْنَبُ مِنْهُنَّ قَائِلًا: "أَسْتَطِيعُ أَنْ أَجُوبَ الْغَابَةَ كُلَّهَا فِي دَقَائِقَ بَيْنَمَا تَحْتَجْنَ أَنْتُنَّ إِلَى يَوْمٍ كَامِلٍ!" وَاسْتَهْزَأَ الْغُرَابُ قَائِلًا: "يَا لَكُنَّ مِنْ مَخْلُوقَاتٍ مِسْكِينَةٍ، لَا تَسْتَطِعْنَ حَتَّى الطَّيَرَانَ!" حَتَّى الْأَسَدُ الْقَوِيُّ هَدَّدَهُنَّ، لَكِنَّهُ تَرَكْهُنَّ لِأَنَّ لَحْمَهُنَّ لَا يُعْجِبُهُ.

عَادَتِ السَّلَاحِفُ الصَّغِيرَةُ إِلَى أُمِّهَا وَهِيَ تَبْكِي. تَمَنَّتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ أَنْ تَكُونَ سَرِيعَةً مِثْلَ الْأَرْنَبِ، أَوْ قَادِرَةً عَلَى الطَّيَرَانِ مِثْلَ الْغُرَابِ، أَوْ قَوِيَّةً مِثْلَ الْأَسَدِ. ضَمَّتْهُنَّ أُمُّهُنَّ بِحَنَانٍ وَقَالَتْ: "لَا تَحْزَنَّ يَا صَغِيرَاتِي. لِكُلِّ مَخْلُوقٍ مِيزَةٌ خَاصَّةٌ بِهِ، وَسَتَكْتَشِفْنَ مِيزَتَكُنَّ فِي الْوَقْتِ الْمُنَاسِبِ."

فِي إِحْدَى اللَّيَالِي، هَبَّتْ عَاصِفَةٌ قَوِيَّةٌ وَهَطَلَتْ أَمْطَارٌ غَزِيرَةٌ أَدَّتْ إِلَى فَيَضَانٍ جَرَفَ كُلَّ شَيْءٍ. جُرِفَ الْأَرْنَبُ وَالْغُرَابُ وَالْأَسَدُ، الَّذِينَ لَمْ يَكُونُوا يُجِيدُونَ السِّبَاحَةَ، وَبَدَأُوا يَصْرُخُونَ طَلَبًا لِلنَّجْدَةِ.

رَأَتْهُمُ الْأُمُّ وَطَلَبَتْ مِنْ بَنَاتِهَا مُسَاعَدَةَ الْحَيَوَانَاتِ. تَعَاوَنَتِ السَّلَاحِفُ الْقَوِيَّاتُ وَدَفَعْنَ بِقُوَّةٍ جِذْعَ شَجَرَةٍ كَبِيرٍ وَوَضَعْنَهُ كَجِسْرٍ بَيْنَ صَخْرَتَيْنِ. أَتَاحَ هَذَا الْجِسْرُ لِلْحَيَوَانَاتِ التَّمَسُّكَ بِهِ وَالنَّجَاةَ بِأَنْفُسِهِمْ مِنَ الْفَيَضَانِ.

فِي صَبَاحِ الْيَوْمِ التَّالِي، وَبَعْدَ أَنْ هَدَأَتِ الْعَاصِفَةُ، جَاءَ الْأَرْنَبُ وَالْغُرَابُ وَالْأَسَدُ لِيَعْتَذِرُوا مِنَ السَّلَاحِفِ. أَدْرَكُوا خَطَأَهُمْ فِي السُّخْرِيَةِ مِنْهُنَّ وَشَكَرُوهُنَّ عَلَى إِنْقَاذِ حَيَاتِهِمْ.

شَعَرَتِ السَّلَاحِفُ الصَّغِيرَةُ بِالْفَخْرِ وَالسَّعَادَةِ. لَقَدْ أَدْرَكْنَ أَنَّ قُوَّتَهُنَّ وَقُدْرَتَهُنَّ عَلَى دَفْعِ الْأَشْيَاءِ الثَّقِيلَةِ هِيَ مِيزَتُهُنَّ الْخَاصَّةُ. وَفَهِمْنَ قَوْلَ أُمِّهِنَّ بِأَنَّ لِكُلِّ مَخْلُوقٍ قِيمَتَهُ وَقُوَّتَهُ الْفَرِيدَةَ.

القيم والدروس الأخلاقية

  • لِكُلٍّ مِنَّا قِيمَتُهُ: لِكُلِّ فَرْدٍ مَهَارَاتٌ وَقُدُرَاتٌ خَاصَّةٌ تَجْعَلُهُ مُمَيَّزًا، وَلَا يَجِبُ أَنْ نُقَلِّلَ مِنْ شَأْنِ أَنْفُسِنَا أَوْ شَأْنِ الْآخَرِينَ.
  • خَطَرُ الْغُرُورِ وَالسُّخْرِيَةِ: السُّخْرِيَةُ مِنَ الْآخَرِينَ تُؤْذِي مَشَاعِرَهُمْ وَتُظْهِرُ غُرُورًا يُمْكِنُ أَنْ يُعْمِيَنَا عَنْ نِقَاطِ ضَعْفِنَا.
  • الْقُوَّةُ فِي التَّعَاوُنِ: بِتَعَاوُنِهِنَّ مَعًا، اسْتَطَاعَتِ السَّلَاحِفُ أَنْ تُنْجِزَ عَمَلًا عَظِيمًا لَمْ تَكُنْ لِتَسْتَطِيعَ فِعْلَهُ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ بِمُفْرَدِهَا.
  • الْعَفْوُ عِنْدَ الْمَقْدِرَةِ: عَلَى الرَّغْمِ مِنْ سُوءِ مُعَامَلَةِ الْحَيَوَانَاتِ لَهُنَّ، سَارَعَتِ السَّلَاحِفُ لِمُسَاعَدَتِهِمْ.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. مَنْ هُمُ الْحَيَوَانَاتُ الَّذِينَ كَانُوا يَسْخَرُونَ مِنَ السَّلَاحِفِ؟
  2. بِمَاذَا نَصَحَتِ الْأُمُّ بَنَاتِهَا السَّلَاحِفَ؟
  3. مَا هِيَ الْكَارِثَةُ الطَّبِيعِيَّةُ الَّتِي حَدَثَتْ فِي الْغَابَةِ؟
  4. كَيْفَ أَنْقَذَتِ السَّلَاحِفُ بَاقِيَ الْحَيَوَانَاتِ؟
  5. مَاذَا فَعَلَ الْأَرْنَبُ وَالْغُرَابُ وَالْأَسَدُ فِي الْيَوْمِ التَّالِي؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. لِمَاذَا كَانَتِ السَّلَاحِفُ الصَّغِيرَةُ تَتَمَنَّى أَنْ تَكُونَ مِثْلَ الْحَيَوَانَاتِ الْأُخْرَى؟
  2. هَلْ كَانَتْ قُوَّةُ الْأَسَدِ أَوْ سُرْعَةُ الْأَرْنَبِ مُفِيدَةً لَهُمْ أَثْنَاءَ الْفَيَضَانِ؟ مَاذَا يُعَلِّمُنَا هَذَا؟
  3. كَيْفَ تَغَيَّرَتْ نَظْرَةُ السَّلَاحِفِ الصَّغِيرَةِ لِأَنْفُسِهِنَّ مِنْ بِدَايَةِ الْقِصَّةِ إِلَى نِهَايَتِهَا؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. هَلْ شَعَرْتَ يَوْمًا بِأَنَّكَ أَقَلُّ مِنْ الْآخَرِينَ فِي شَيْءٍ مَا؟ مَا هِيَ مِيزَتُكَ الْخَاصَّةُ الَّتِي تَفْخَرُ بِهَا؟
  2. صِفْ مَوْقِفًا عَمِلْتَ فِيهِ مَعَ أَصْدِقَائِكَ كَفَرِيقٍ لِحَلِّ مُشْكِلَةٍ.
  3. مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا رَأَيْتَ أَحَدًا يَسْخَرُ مِنْ شَخْصٍ آخَرَ؟

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • ارْسُمِ "قُوَّتِي الْخَاصَّةَ": ارْسُمْ نَفْسَكَ كَبَطَلٍ خَارِقٍ. مَا هِيَ قُوَّتُكَ الْخَاصَّةُ؟ لَيْسَتْ بِالضَّرُورَةِ قُوَّةً بَدَنِيَّةً، قَدْ تَكُونُ اللَّطَافَةَ، أَوْ الذَّكَاءَ، أَوْ الْقُدْرَةَ عَلَى إِضْحَاكِ الْآخَرِينَ.
  • بِنَاءُ جِسْرِ الْإِنْقَاذِ: بِاسْتِخْدَامِ الْمُكَعَّبَاتِ أَوْ أَعْوَادِ الْمُثَلَّجَاتِ، حَاوِلُوا مَعًا أَنْ تَبْنُوا جِسْرًا قَوِيًّا يُمْكِنُ أَنْ "يُنْقِذَ" دُمَى الْحَيَوَانَاتِ الصَّغِيرَةَ مِنْ "نَهْرٍ" خَيَالِيٍّ.
  • تَمْثِيلُ مَشْهَدِ الِاعْتِذَارِ: قُمْ أَنْتَ وَأَصْدِقَاؤُكَ بِتَمْثِيلِ الْمَشْهَدِ الَّذِي يَعْتَذِرُ فِيهِ الْأَرْنَبُ وَالْغُرَابُ وَالْأَسَدُ لِلسَّلَاحِفِ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم