جحا: رأس خالٍ من كل عيب

في أحد الأيام المليئة بالشمس والضحك، كان جحا يجلس في منزله وهو يشعر بالجوع، فنادى على ابنه وقال له بابتسامة: "يا بني، اذهب إلى السوق واشترِ لنا رأساً مشويًّا نأكله على الغداء."
فرح الابن بالمهمة، وأسرع إلى السوق، واشترى رأسًا كما طلب والده. لكنه شعر بالجوع في الطريق، فجلس تحت شجرة ظليلة. وبينما كانت النسائم تداعب أوراق الشجرة، بدأ الابن يأكل أجزاء من الرأس. أكل عينيه... ثم أسنانه... ثم دماغه أيضًا! ولم يتبقَ منه سوى القليل. أخذ ما تبقى من الرأس وحمله إلى والده.
عندما رآه جحا، تفاجأ وقال: "ما هذا يا بني؟" أجاب الابن ببراءة: "هذا هو الرأس المشوي الذي طلبته يا أبي."
فتعجب جحا وسأله: "وأين عيناه؟" قال الابن: "كان أعمى." قال جحا: "وأين أذناه؟" قال: "كان أصم." قال جحا: "وأين لسانه؟" قال الابن: "كان أخرس."
ضحك جحا من غرابة الموقف، وهز رأسه وهو يقول: "إذن يا بني، رُدّه إلى صاحبه!" فقال الابن بثقة: "لا يا أبي، فقد اشتريته بشرط أنه خالٍ من كل عيب!"
الدروس المستفادة
- الفكاهة يمكن أن تكون وسيلة ذكية للخروج من المواقف المحرجة.
- القصص الشعبية تحمل حكمةً ودروسًا أخلاقية من خلال أحداث طريفة.
- يجب أن نكون مسؤولين عن الأمانة التي نُكَلَّف بها.
أسئلة للمناقشة
- ما هو الخطأ الذي ارتكبه الابن؟ ولماذا برر موقفه بهذه الطريقة؟
- هل كان جحا غاضبًا حقًا من ابنه، أم أنه كان يستمتع بالموقف؟
- ما هو الدرس الذي يمكن أن نتعلمه من تصرف الابن الطريف؟
أنشطة مقترحة
- **مسرحية صامتة:** يمكن للأطفال تمثيل حوار جحا وابنه باستخدام الإيماءات فقط، مع التركيز على تعابير الوجه المضحكة.
- **لعبة "اكتشف الخطأ":** اطلب من الأطفال أن يستمعوا إلى قصة مشابهة تحتوي على أخطاء، ثم يكتشفوها ويصححوها.
- **كتابة نهاية مختلفة:** اطلب من الأطفال أن يكتبوا نهاية مختلفة للقصة، مع درس جديد مستفاد.