فِي بَعضِ الأَحيَانِ، تَكُونُ أَصعَبُ المَشَاكِلِ لَهَا حُلُولٌ بَسِيطَةٌ تَحتَاجُ فَقَط إِلَى نَظرَةٍ مُختَلِفَةٍ. هَذِهِ قِصَّةٌ عَن ثَلَاثَةِ إِخوَةٍ وَمِيرَاثٍ غَرِيبٍ، وَكَيفَ أَنَّ قَلِيلًا مِنَ الحِكمَةِ يُمكِنُ أَن يُحَوِّلَ المُستَحِيلَ إِلَى مُمكِنٍ.
✨ لُغزُ الجِمَالِ السَّبعَةَ عَشَرَ وَحِكمَةُ الشَّيخِ 🖊️
فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ، وَفِي قَريَةٍ هَادِئَةٍ عَلَى أَطرَافِ صَحرَاءَ شَاسِعَةٍ، عَاشَ شَيخٌ طَاعِنٌ فِي السِّنِّ مَعَ أَبنَائِهِ الثَّلَاثَةِ. كَانَ يَملِكُ سَبعَةَ عَشَرَ جَمَلًا، وَكَانَتْ هِيَ مَصدَرَ رِزقِهِمُ الوَحِيدَ. وَفِي أَحَدِ الأَيَّامِ، تُوُفِِّيَ الشَّيخُ، تَارِكًا وَصِيَّةً لِأَبنَائِهِ.
بَعدَ انتِهَاءِ مَرَاسِمِ الدَّفنِ، اجتَمَعَ الأَبنَاءُ لِقِرَاءَةِ الوَصِيَّةِ. قَسَّمَ الأَبُ كُلَّ مُمتَلَكَاتِهِ بِالتَّسَاوِي، إِلَّا الجِمَالَ السَّبعَةَ عَشَرَ، فَقَد قَسَّمَهَا بِطَرِيقَةٍ غَرِيبَةٍ حَيَّرَتِ الجَمِيعَ.
نَصَّتِ الوَصِيَّةُ عَلَى أَنَّ: الابنَ الأَكبَرَ يَأخُذُ نِصفَ الجِمَالِ، والابنَ الأَوسَطَ يَأخُذُ ثُلُثَ الجِمَالِ، والابنَ الأَصغَرَ يَأخُذُ تُسعَ الجِمَالِ.
صُدِمَ الأَبنَاءُ وَأَخَذُوا يُحَدِّقُونَ فِي بَعضِهِمُ البَعضِ. كَيفَ يُمكِنُ تَقصِيمُ 17 جَمَلًا؟ فَهُوَ عَدَدٌ فَردِيٌّ لَا يُقسَمُ! قَضَى الإِخوَةُ أَيَّامًا يُفَكِّرُونَ وَيَتَجَادَلُونَ، وَلَكِنَّ كُلَّ طُرُقِهِم وَصَلَت إِلَى طَرِيقٍ مَسدُودٍ.
أَخِيرًا، قَرَّرُوا أَن يَأخُذُوا مُشكِلَتَهُم إِلَى شَيخٍ حَكِيمٍ فِي قَريَتِهِم. استَمَعَ الشَّيخُ الحَكِيمُ لِلمُشكِلَةِ بِاهتِمَامٍ، وَابتَسَمَ ابتِسَامَةً هَادِئَةً وَقَالَ: "الحَلُّ بَسِيطٌ. سَأُضِيفُ جَمَلِي هَذَا إِلَى مَجمُوعِكُم". فَأَصبَحَ العَدَدُ الإِجمَالِيُّ لِلجِمَالِ 18 جَمَلًا.
ثُمَّ قَالَ لِلَابنِ الأَكبَرِ: "الآنَ، خُذ نَصِيبَكَ. نِصفُ الـ 18 هُوَ 9 جِمَالٍ". ثُمَّ التَفَتَ لِلأَوسَطِ: "وَأَنتَ، خُذ نَصِيبَكَ. ثُلُثُ الـ 18 هُوَ 6 جِمَالٍ". أَخِيرًا، قَالَ لِلأَصغَرِ: "وَأَنتَ يَا بُنَيَّ، نَصِيبُكَ هُوَ تُسعُ الـ 18، أَي جَمَلَانِ اثنَانِ".
القِيَمُ والدُّرُوسُ الأَخْلاقِيَّة
- التفكير خارج الصندوق: الحلول العبقرية تأتي أحياناً من تغيير زاوية النظر إلى المشكلة.
- أهمية الحكمة والمشورة: طلب المساعدة من شخص حكيم يمكن أن يفتح لنا آفاقاً جديدة.
- لكل مشكلة حل: لا توجد مشكلة مستحيلة، ولكن قد يكون الحل غير متوقع.
- سر اللغز الرياضي: لم تكن وصية الأب خاطئة، فمجموع الكسور (1/2 + 1/3 + 1/9) يساوي 17/18. كان هناك جزء ناقص، أكمله الجمل الثامن عشر.
أَسْئِلَةُ الفَهْم
- كم عدد الجمال التي تركها الأب لأبنائه؟
- ما هي الحصص التي حددتها الوصية لكل ابن؟
- لماذا لم يتمكن الأبناء من تقسيم الجمال في البداية؟
- ماذا فعل الشيخ الحكيم ليجعل القسمة ممكنة؟
- في النهاية، هل احتاج الأبناء لأخذ جمل الشيخ الحكيم؟ لماذا؟
أَسْئِلَةُ التَّفْكِيرِ النَّقْدِيّ
- هل تعتقد أن الأب كتب وصيته كلغز عن قصد؟ وماذا كان يريد أن يعلم أبناءه؟
- ما الفرق بين الذكاء والحكمة كما تراه في هذه القصة؟
- كيف يمكن تطبيق فكرة "إضافة شيء مؤقت لحل مشكلة" في حياتنا اليومية؟
رَبْطُ القِصَّةِ بِالحَياةِ اليَوْمِيَّةِ
- اذكر مشكلة واجهتك وبدت مستحيلة الحل في البداية.
- من هو "الشخص الحكيم" الذي تلجأ إليه عندما تحتاج إلى نصيحة؟
- إذا كان لديك 11 قطعة حلوى وتريد تقسيمها "النصف" لصديقك و "الربع" لنفسك، كيف يمكنك استخدام حكمة الشيخ لحلها؟
أَنْشِطَةٌ تَفَاعُلِيَّةٌ مُمْتِعَة
تَحَدِّي الرِّيَاضِيَّات
حاول أن تجمع الكسور بنفسك: 1/2 + 1/3 + 1/9. هل يمكنك إيجاد المقام المشترك (18)؟
نَشَاطُ الرَّسْم
ارسم المشهد الذي يقف فيه الشيخ الحكيم أمام 18 جملاً ويشرح الحل للأبناء الثلاثة المندهشين.
كِتَابَةُ قِصَّة
اكتب لغزاً قصيراً مشابهاً يمكنك أن تتحدى به أصدقاءك.