مشاكس ولكن
رامة: أَخِي الحَبِيْبُ مُعَادٍ ؛ شَفَاكَ اللَّهُ وَعَفَاكَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
. مُعَادَ: سَلَّمَكِ اللَّهُ أُخْتِي، لَا تَنْسَيْ أَنْ تَأْتِي لِيْ بِمَا أَخَذُوهُ اليَومَ فِي الْفَصْلِ
. رَامَة: إِنْ شَاءَ الله
.
وَذهَبَتْ رَامَة إِلَى المَدْرَسَةِ بِمُفْرَدِهَا بَعْدَ أَنْ كَانَتْ تَذْهَبُ كُلَّ يَومٍ مَعَ أَخِيْهَا مُعَادٍ
رَامَة : لِمَاذَا الطَّرِيقُ طَوِيلُ هَكَذَا؟! مَا كُنْتُ أَشْعُرُ بِهِ! وَلَكِنِّي مُرْتَاحَةٌ مِنْ مُعَادٍ، كَانَ يَجْرِي مِنِّي هُنَا وَهُنَاكَ
. الأُمُّ : حَمْدًا لِلَّهِ عَلَى سَلَامَتِكِ رَامَا، هَلْ جِئْتِ بِوَاجِبَاتِ مُعَاذٍ
. رَامَة : نَعَمْ يَا أُمِّي، كَيْفَ حَالُهُ الْآنَ
؟ الأُمُ: مَازَالَتْ حَرَارَتُهُ مَرْتَفِعَةٌ، هَيَّا اِذْهَبِي وَتَوَضَّئِي وَصَلِّ العَصْرَ؛ حَتَّى أُحَضْرَ الغَدَاءَ
. رَامَة : أَلَنْ يَأْكُلَ مَعَنَا مُعَادٌ
؟ الأم: لَا، سَأَتِي لَهُ بِالْغَذَاءِ فِي سَرِيْرِهِ
. رَامَة : لِقَدْ وَحَشَنِي أَنْ نَتَقَاسَمَ الطَّعَامَ سَوِيًا، سَأَذْهَبُ وَأَكُلُ بِجِوَارِهِ
. رَامَة مَعَ نَفْسِهَا : سَامِحْنِي يَا الله ؛ كَمْ كُنْتُ أَتَمَنِّى أَنْ أَسْتَرِيْحَ يَومًا مِنْ مُشَاكَسَةٍ أَخِي مُعَادٍ، وَلَكِنْ لَا طَعْمَ لِلْحَيَاةِ مِنْ غَيْرِهِ
. وَتَخَيَّلَتْ مُشَاكَسَتَهُ لَهَا وَهُوَ يَأْخُذُ مِنْهَا أَدَوَاتَهَا وَيَسْتَخْدِمَهَا، وَكَمْ تَتَمَنَّى الآن أَنْ يَشْفِيَهُ اللَّهُ، وَتُعْطِيْهِ كُلُّ الْأَدَوَاتِ . رَامَة : حَبِيْبَتِي أُمِّي لَقَدْ نِمْتِ مِنَ التَّعَب ، دَعِيْنِي أُكْمِلُ لِمُعَاذِ الكَمَّادَاتِ وَإِذْهَبِي اسْتَرِيْحِي
. الأم: حَسَنًا، وَلَكِنْ لَا تَتَأَخَّرِي فِي نَومِكِ
. رَامَة لِمُعَادٍ : سَامِحْنِي أَخِي أَنْ كُنْتُ أَتَعَصَّبُ عَلَيْكَ لِمُضَايَقَتِكَ لِي؛ فَكَمْ أَشْعُرُ بالوَحْدَةِ مِنْ غَيْرِك
. مُعَادٌ: وَأَنَا أَيْضًا رَامَة سَامِحِيْنِي لِمُضَايَقَتِكِ، وَلَكِنِّي أُحِبُّكِ
. رامة: وَأَنَا أَيْضًا، فَلْنَتَعَاهَدْ أَلَّا تُضَايِقْنِي وَلَنْ أُضَايِقِكَ، وَكُلُّ مَا عِنْدِي هُوَ لك فَنَحْنُ إخوة
. مُعَادَ : أَتَمَنَّى أَنْ يَشْفِينِي اللهُ؛ وَنَرْجَعُ نَلْعَبُ وَنَذْهَبُ لِلْمَدْرَسَةِ سَوِيًا
. رامة: إِنْ شَاءَ اللَّهُ. أَخِي الحَبِيْب؛ هَيَا لِتَنَامَ، تُصْبِحَ عَلَى خَيْرٍ
.
وَذَهَبَتْ رَامَة لِلنَّوم، وَهِي تَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَ مُعَادٌ، وَلَا يُضَايِقُوا بَعْضَهُم حَتَّى يُحِبَّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى، وَيَرْضَى عَنْهُم وَالِدَيْهِم