كَانَ يَا مَا كَانَ فِي قَدِيمِ ٱلزَّمَانِ، ثَلاثَةُ ثِيرَانٍ تَعِيشُ فِي مَرْعًى وَاسِعٍ: أَبْيَضُ، أَسْوَدُ، وَأَحْمَرُ. كَانُوا مُتَحِدِينَ، لَا يُفَارِقُ أَحَدُهُمْ ٱلآخَرَ، وَيَتَعَاوَنُونَ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
فِي يَوْمٍ مِنَ ٱلْأَيَّامِ، جَاءَ ٱلأَسَدُ وَقَالَ لِلثَّوْرَيْنِ ٱلْأَسْوَدِ وَٱلْأَحْمَرِ:
"ٱلثَّوْرُ ٱلْأَبْيَضُ سَهْلُ ٱلرُّؤْيَةِ فِي ٱلظَّلَامِ، وَهُوَ مَنْ يَكْشِفُ مَكَانَكُم لِٱلْوُحُوشِ فِي ٱللَّيْلِ. لَوْ تَرَكْتُمُوهُ لِي، سَتَكُونُونَ فِي أَمَانٍ."
فَٱنْخَدَعَا بِكَلَامِهِ وَسَكَتَا، فَهَاجَمَ ٱلأَسَدُ ٱلثَّوْرَ ٱلْأَبْيَضَ وَأَكَلَهُ.
وَبَعْدَ أَيَّامٍ، جَاءَ ٱلأَسَدُ إِلَى ٱلثَّوْرِ ٱلأَحْمَرِ وَقَالَ لَهُ:
"ٱنْظُرْ إِلَى ٱلثَّوْرِ ٱلْأَسْوَدِ، إِنَّهُ يُرَى بِيُسْرٍ فِي ٱلنَّهَارِ، أَمَّا أَنْتَ، فَلَوْنُكَ أَحْمَرُ كَٱلتُّرَابِ، لَا يَكْتَشِفُكَ أَحَدٌ. سَأَتَرُكُكَ فِي أَمَانٍ إِنْ تَخَلَّيْتَ عَنْهُ."
فَخَضَعَ لَهُ ٱلثَّوْرُ ٱلأَحْمَرُ وَسَكَتَ، فَأَكَلَ ٱلأَسَدُ ٱلثَّوْرَ ٱلْأَسْوَدَ.
وَعِنْدَمَا جَاءَ ٱلأَسَدُ فِي ٱلنِّهَايَةِ لِيَأْكُلَ ٱلثَّوْرَ ٱلأَحْمَرَ، صَاحَ وَقَالَ بِأَسًى:
"أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ ٱلثَّوْرُ ٱلْأَبْيَضُ!"