رحلة حول العالم في ثمانين يومًا
القصة
التحدي الغريب في لندن
في مدينة لندن الكبيرة، كان يعيش رجل إنجليزي اسمه فيلياس فوج. كان رجلاً دقيقًا ومنظمًا للغاية، يحب النظام والهدوء، ويعيش حياة منتظمة لا تتغير، حتى في دقائقها!
في أحد الأيام، بينما كان يجلس في نادٍ يُدعى "نادي الإصلاح"، دار حديث بينه وبين أصدقائه عن التقدم الكبير في وسائل السفر، وكيف أصبح بالإمكان السفر حول العالم بسرعة أكبر من قبل.
ضحك أحدهم وقال: "ربما يمكننا أن نطوف حول العالم في ثلاثة أشهر!"
فابتسم السيد فيلياس فوج بهدوء، وقال: "بل أستطيع أن أطوف العالم في ثمانين يومًا فقط."
ضحك الجميع، فتابع قائلاً: "بل سأفعلها! سأسافر الآن، وسأعود إلى هنا بعد ثمانين يومًا بالضبط!"
كان اليوم هو الثاني من أكتوبر، الساعة الثامنة مساءً. وهكذا، قبل التحدي، وراهن على عشرين ألف جنيه!
ثم عاد إلى منزله بهدوء، ونادى على خادمه الجديد، باسبَرتو، وقال له: "استعد يا باسبَرتو. سنبدأ الآن رحلة حول العالم!"
صرخ باسبَرتو بدهشة: "حول العالم؟! لكنني ظننت أنك رجل هادئ تحب الجلوس!"
ضحك السيد فوج وقال: "اليوم ستتغير الأمور."
بداية المغامرة والمطاردة
ركب السيد فوج وباسبَرتو القطار إلى فرنسا، ثم إلى إيطاليا، ومنها إلى مصر، ثم الهند، ثم هونغ كونغ، واليابان، ثم عبروا المحيط إلى أمريكا، ومن هناك إلى إنجلترا من جديد!
وفي كل بلد، كانت تنتظرهم مغامرة جديدة، وأحيانًا خطر كبير!
لكن هناك من كان يراقبه... شرطي سري يُدعى المفتش فيكس، ظنّ أن السيد فوج لص سرق بنكًا في لندن، وهرب ليخفي جريمته!
لهذا، كان يتبعه في كل محطة، ويحاول القبض عليه، لكن دون جدوى، لأن الأمر كان يحتاج إلى إذن رسمي، لم يصله بعد.
مغامرة في الهند وإنقاذ عاودة
عندما وصلوا إلى الهند، اكتشفوا أن خط القطار لا يكتمل حتى النهاية. فاشترى السيد فوج فيلًا، وواصلوا الرحلة عبر الغابات.
وفي الطريق، سمعوا أن امرأة شابة تُدعى عاودة، أُجبرت على مرافقة مجموعة من الكهنة لتحرق مع جثمان زوجها، حسب تقليد قديم خطير.
لم يتردد السيد فوج، وقال: "لن نسمح بحدوث هذا! سننقذها."
وبمساعدة باسبَرتو، أنقذوا الأميرة في اللحظة الأخيرة، وهربوا بها إلى الأمان. ومنذ ذلك اليوم، رافقتهم عاودة في رحلتهم، وكانت ممتنة للسيد فوج بشدة.
العقبات والتأخير
واصل الثلاثة رحلتهم إلى هونغ كونغ، ثم إلى اليابان، حيث ضاع باسبَرتو في الزحام، لكنه التحق بهم لاحقًا في سفينة متجهة إلى سان فرانسيسكو.
في أمريكا، واجهوا عاصفة ثلجية، وهاجمهم الهنود الحمر، وسقط القطار في الوادي! لكنهم ناضلوا، وركبوا عربات خيول، وقوارب، وقطعوا المسافات بشجاعة.
لكن المفتش فيكس، بعد أن حصل على الإذن الرسمي، قبض على السيد فوج عند وصولهم إلى لندن، قبل ساعات قليلة من نهاية المهلة!
قضى السيد فوج ليلة في السجن، وعندما خرج، ظن أنه خسر التحدي. عاد حزينًا إلى منزله في لندن، وظن أنه تأخر يومًا واحدًا.
المفاجأة الكبرى والانتصار
وفي صباح اليوم التالي، اكتشف باسبَرتو أمرًا عجيبًا! لقد كسبوا يومًا كاملًا لأنهم سافروا نحو الشرق، ومع دوران الأرض، وصلوا في الوقت الصحيح تمامًا!
أسرعوا إلى "نادي الإصلاح"، ودخل السيد فوج في اللحظة الحاسمة، قبل انتهاء الثمانين يومًا بثوانٍ قليلة!
فرح الجميع، وكسب السيد فوج الرهان، لكن الشيء الأهم أنه كسب قلب الأميرة عاودة، التي أحبته وتزوجته، وعاشا معًا في سعادة.
وهكذا، أثبت السيد فيلياس فوج أن الإنسان يمكنه أن يفعل المستحيل بالإصرار، والهدوء، والتخطيط الجيد.
وقد علمنا أيضًا أن السفر ليس فقط لتحدي الزمن، بل لاكتشاف الناس، والرحمة، والشجاعة، والصداقة.
الدروس المستفادة
- أهمية الدقة والتخطيط الجيد لتحقيق الأهداف الصعبة.
- الشجاعة والإنسانية أهم من أي رهان أو مال، كما فعل السيد فوج عند إنقاذ الأميرة عاودة.
- الإصرار وعدم الاستسلام هو مفتاح التغلب على العقبات غير المتوقعة.
- الكنز الحقيقي في أي رحلة هو الصداقات والعلاقات الإنسانية التي نكسبها.
أسئلة للمناقشة
- ما هي الصفة التي تعجبك أكثر في شخصية السيد فيلياس فوج؟ ولماذا؟
- لو كنت مكان المفتش فيكس، هل كنت ستستمر في مطاردة السيد فوج طوال الرحلة؟
- ما هو أكبر تحدٍ واجه الفريق في رحلته من وجهة نظرك؟
- كيف ساعد السفر باتجاه الشرق الفريق على كسب الرهان في النهاية؟
أنشطة مقترحة
- ارسم خريطة للعالم وحدد عليها مسار رحلة فيلياس فوج ووسيلة النقل التي استخدمها في كل بلد.
- اكتب نهاية مختلفة للقصة: ماذا لو كان السيد فوج قد وصل متأخرًا بدقيقة واحدة؟
- ابحث عن واحدة من المدن التي زارها السيد فوج (مثل هونغ كونغ أو سان فرانسيسكو) واكتب فقرة قصيرة عن أشهر معالمها.