قصة الطفل الذي اسمه "يلعب"
حكاية تعلم الأطفال عدم الحكم على الآخرين
مقدمة
تحكي هذه القصة الجميلة عن طفل صغير اسمه "يلعب" وكيف واجه سوء الفهم من الآخرين بسبب اسمه الغريب. إنها حكاية تعلم الأطفال أهمية عدم الحكم على الآخرين بناءً على الانطباع الأول، وضرورة الاستماع والتصديق قبل إصدار الأحكام. كما تبين للأطفال أن كل شخص مختلف وفريد، وأن هذا الاختلاف يجب أن يُحترم ويُقدر.
القصة
طفل باسم غريب
في قرية صغيرة جميلة، كان هناك طفل صغير اسمه "يلعب". نعم، هذا كان اسمه الحقيقي! لكن المشكلة أن أحداً لم يصدق أن هذا اسمه الحقيقي. كان الجميع يظنون أنه مجرد طفل يحب اللعب كثيراً، ولهذا السبب يقول أن اسمه "يلعب".
عاش يلعب مع عائلته السعيدة: والده الذي اسمه "يعمل"، ووالدته التي اسمها "تطبخ"، وأخته الصغيرة "تمرح". كانت عائلة مميزة بأسمائها الغريبة، لكنهم كانوا يحبون بعضهم البعض كثيراً.
اليوم الأول في المدرسة
عندما كبر يلعب ووصل إلى سن الدراسة، حان الوقت ليذهب إلى المدرسة لأول مرة. كان متحمساً جداً لهذا اليوم المهم في حياته.
في اليوم الأول من المدرسة، دخل يلعب إلى الفصل بخطوات واثقة وابتسامة عريضة. جلس في مقعده وانتظر المعلمة الطيبة التي جاءت لتتعرف على طلابها الجدد.
سألت المعلمة كل طالب عن اسمه، وعندما وصل الدور إلى طفلنا الصغير، قال بصوت واضح: "اسمي يلعب".
سوء الفهم والغضب
نظرت المعلمة إليه مندهشة وقالت: "من الذي يلعب؟ أين هو؟"
أجاب يلعب بهدوء: "ليس هناك أحد يلعب يا معلمتي، أنا اسمي يلعب".
ضحكت المعلمة وقالت: "عجباً! اسمك يلعب؟ لا شك أنك تمزح معي يا صغيري. قل لي اسمك الحقيقي".
حزن يلعب قليلاً وقال: "أقسم أن اسمي هو يلعب، وليس لي اسم سواه. لماذا لا يصدقني أحد؟"
هزت المعلمة رأسها وقالت: "لا بأس، لا بأس. ما اسم والدك؟"
قال يلعب: "اسمه يعمل".
ازداد استغراب المعلمة وظنت أن الطفل يسخر منها. سألته مرة أخرى: "وما اسم والدتك؟"
أجاب بصدق: "اسم أمي تطبخ".
ازداد غضب المعلمة، لكنها تذكرت أن هذا أول يوم للطفل في المدرسة، فحاولت أن تتحكم في أعصابها.
الدرس المستفاد
سألته بحزم: "هل لديك إخوة وأخوات؟"
أجاب يلعب بأدب واحترام: "نعم، لدي أخت واحدة".
"ما اسمها؟" سألت المعلمة.
تردد يلعب قليلاً وقال: "أخشى أن أقول لك فلا تصدقيني".
شجعته المعلمة: "لا، لا، قل يا حبيبي، ما اسم أختك؟"
قال يلعب بصوت منخفض: "اسمها تمرح".
هنا وصل غضب المعلمة إلى أقصاه. قررت أن تنهي هذا الحوار الغريب فقالت بصوت مرتفع: "هيا اذهب والعب مع أصدقائك!"
خرج يلعب من الفصل وهو حزين جداً. ذهب إلى ساحة المدرسة حيث كان الأطفال يلعبون، لكن قلبه كان مليئاً بالحزن لأن معلمته لم تصدقه.
في هذه الأثناء، تذكرت المعلمة أن لديها قائمة بأسماء الطلاب الجدد. ذهبت إلى مكتبها وأحضرت الكشف وبدأت تبحث بين الأسماء.
وهنا كانت المفاجأة الكبيرة! وجدت اسم طالب يُدعى "يلعب"، واسم والده "يعمل"، واسم عائلته "ينجح"، واسم والدته "تطبخ".
ضحكت المعلمة من أعماق قلبها وشعرت بالخجل الشديد. لقد كان الطفل صادقاً طوال الوقت، وهي ظلمته بظنونها وعدم تصديقها له.
أسرعت المعلمة إلى النافذة المطلة على ساحة المدرسة، ونظرت إلى الأطفال وهم يلعبون. رأت يلعب يجري ويلهو مع أصدقائه الجدد، رغم الحزن الذي كان في قلبه.
قالت المعلمة وهي تضحك: "انظري! الطفل يلعب يلعب الآن مع أصدقائه الصغار".
نادت المعلمة على يلعب ليعود إلى الفصل.
عندما دخل، اعتذرت له أمام جميع الطلاب وقالت: "أعتذر منك يا يلعب. لقد كنت مخطئة عندما لم أصدقك. اسمك جميل ومميز، وأنا فخورة بأن تكون في فصلي".
ابتسم يلعب ابتسامة عريضة وقال: "لا بأس يا معلمتي، أنا أفهم أن اسمي غريب، لكنني أحبه كثيراً".
من ذلك اليوم، أصبح يلعب من الطلاب المميزين في المدرسة. كان ذكياً ومجتهداً، وأحبه جميع المعلمين والطلاب. وأصبح اسمه مصدر فخر له وليس مصدر إحراج.
وتعلمت المعلمة درساً مهماً: يجب ألا نحكم على الآخرين من النظرة الأولى، وأن نستمع إليهم ونصدقهم قبل أن نكوّن رأينا عنهم.
وعاش يلعب مع عائلته سعيداً، وكلما كبر أكثر، كان يفخر باسمه الفريد الذي يجعله مختلفاً عن الآخرين.
---الدروس المستفادة
- عدم الحكم على الآخرين: يجب ألا نحكم على الناس من المظاهر أو الانطباع الأول، بل نتعرف عليهم أولاً.
- أهمية الاستماع: من المهم أن نستمع للآخرين ونعطيهم فرصة للتعبير عن أنفسهم.
- احترام الاختلاف: كل شخص مختلف وفريد، وهذا الاختلاف يجب أن يُحترم ويُقدر.
- الاعتذار عند الخطأ: عندما نخطئ، يجب أن نعتذر ونصحح أخطاءنا.
- الثقة بالنفس: يجب أن نكون فخورين بأنفسنا ولا نخجل من كوننا مختلفين.