أهلاً بكم في مدونتكم "Fun Books Ever"، حيث نخوض معًا رحلة جديدة في عالم الحكايات الخيالية الساحرة. اليوم، نفتح صفحات واحدة من أشهر القصص التي أسرت قلوب الصغار والكبار على مر العصور، قصة تجسد الصراع الأزلي بين الخير والشر، والجمال الحقيقي الذي ينبع من القلب.
هل أنتم مستعدون للغوص في حكاية أميرة بجمال الثلج النقي، وملكة غيورة تسيطر عليها مرآتها السحرية، وأقزام سبعة أوفياء يفتحون أبواب كوخهم الصغير لقلب كبير؟ انضموا إلينا لنروي لكم قصة "بياض الثلج"، ونتعلم معًا أن الطيبة والمحبة هما أقوى سلاح في وجه كل الصعاب. هيا بنا نبدأ.
بِيَاضِ ٱلثَّلْجِ
كَانَ يَا مَا كَانَ فِي قَدِيمِ ٱلزَّمَانِ، مَلِكٌ وَمَلِكَةٌ يَعِيشَانِ فِي قَصْرٍ كَبِيرٍ جَمِيلٍ. وَفِي أَحَدِ ٱلأَيَّامِ، وَلِدَتِ ٱلْمَلِكَةُ طِفْلَةً جَمِيلَةً جِدًّا، كَانَ بَشَرُهَا أَبْيَضَ كَٱلثَّلْجِ، وَشَعْرُهَا سَوْدَاءُ كَحَبَّاتِ ٱلْعِنَبِ، وَشَفَتَاهَا حُمَرُ كَٱلرَّمَانِ. فَسَمَّوْهَا بِيَاضَ ٱلثَّلْجِ.
وَلَمَّا مَاتَتِ ٱلْمَلِكَةُ، تَزَوَّجَ ٱلْمَلِكُ مِنْ جَارَةٍ جَمِيلَةٍ، لَكِنَّهَا كَانَتْ ٱلْوَقْتَ نَفْسُهُ مَلِكَةً سَاحِرَةً وَخَبِيثَةً، تُحِبُّ ٱلْجَمَالَ وَتَكْرَهُ أَن تَكُونَ فِي ٱلْمَدَى ٱلْقَرِيبِ مَن هِيَ أَجْمَلُ مِنْهَا.
وَكَانَتْ تَمْتَلِكُ مِرْآةً سِحْرِيَّةً، تَسْأَلُهَا كُلَّ يَوْمٍ:
"يَا مِرْآتِي ٱلْعَجِيبَةُ، مَنْ هِيَ أَجْمَلُ فِي ٱلْعَالَمِ؟"
فَتُجِيبُهَا ٱلْمِرْآةُ دَائِمًا:
"أَنْتِ أَجْمَلُ نِسَاءِ ٱلْعَالَمِ."
وَلَكِنَّ يَوْمًا مَا، قَالَتِ ٱلْمِرْآةُ:
"بِيَاضُ ٱلثَّلْجِ أَجْمَلُ مِنْكِ."
فَغَضِبَتِ ٱلْمَلِكَةُ جِدًّا، وَأَمَرَتْ صَيَّادًا بِأَنْ يَأْخُذَ بِيَاضَ ٱلثَّلْجِ إِلَى ٱلْغَابَةِ وَيَتْرُكَهَا هُنَاكَ.
فَأَخَذَ ٱلصَّيَّادُ ٱلْفَتَاةَ إِلَى ٱلْغَابَةِ، وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُؤْذِيَهَا، فَتَرَكَهَا وَرَجَعَ إِلَى ٱلْمَلِكَةِ وَقَالَ لَهَا:
"مَا تَمَنَّيْتُهُ أَنْ أَفْعَلَهُ، لَكِنِّي أَخَافُ مِنْكِ، فَتَرَكْتُهَا فِي ٱلْغَابَةِ."
وَتَجَوَّلَتْ بِيَاضُ ٱلثَّلْجِ فِي ٱلْغَابَةِ، وَوَجَدَتْ بَيْتًا صَغِيرًا، دَخَلَتْهُ وَوَجَدَتْهُ مُمْلَئًا بِٱلأَشْيَاءِ ٱلصَّغِيرَةِ. قَرَّرَتْ أَنْ تَبْقَى هُنَاكَ.
وَفِي ٱلْبَيْتِ كَانَ يَسْكُنُ سَبْعَةُ أَقْزَامٍ، وَعِنْدَمَا عَادُوا مِنَ ٱلْعَمَلِ، فَجَدُوا ٱلْفَتَاةَ فِي بَيْتِهِمْ، وَقَبِلُوهَا بِحُبٍّ وَحَمَايَةٍ.
وَرَجَعَتِ ٱلْمَلِكَةُ ٱلشِّرِّيرَةُ إِلَى ٱلْمِرْآةِ وَسَأَلَتْهَا:
"يَا مِرْآتِي ٱلْعَجِيبَةُ، مَنْ هِيَ أَجْمَلُ فِي ٱلْعَالَمِ؟"
فَقَالَتِ ٱلْمِرْآةُ:
"بِيَاضُ ٱلثَّلْجِ، وَهِيَ فِي بَيْتِ ٱلْأَقْزَامِ."
فَحَسِدَتْهَا ٱلْمَلِكَةُ فَصَنَعَتْ خُطَّةً لِلقِيَادِ عَلَيْهَا.
وَتَنَكَّرَتْ ٱلْمَلِكَةُ بِشَكْلِ ٱلْعَجُوزِ وَحَمَلَتْ تَفَّاحَةً مَسْمُومَةً، وَذَهَبَتْ إِلَى بَيْتِ ٱلْأَقْزَامِ.
وَقَالَتْ لِبِيَاضِ ٱلثَّلْجِ:
"يَا بِنْتِي، أُرِيدُ أَنْ أُهْدِيَكِ هَذِهِ ٱلتُّفَّاحَةَ، كُلِي مِنْهَا."
فَأَكَلَتْ بِيَاضُ ٱلثَّلْجِ نَصْفَ ٱلتُّفَّاحَةِ، وٱسْتَقْبَلَتْ بِلَحْظَةِ غَيْبُوبَةٍ.
وَوَقَعَتْ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ، لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَسْتَيْقِظَ.
وَحَزِنَ ٱلأَقْزَامُ جِدًّا، وَصَنَعُوا لَهَا نَعْشًا زُجَاجِيًّا وَوَضَعُوهُ فِي غَابَةٍ.
وَمَرَّ وَقْتٌ طَوِيلٌ، وَجَاءَ أَمِيرٌ شَابٌّ، وَرَأَى بِيَاضَ ٱلثَّلْجِ فِي ٱلنَّعْشِ، فَأُعْجِبَ بِجَمَالِهَا.
وَقَبَّلَهَا، فَفُكَّ سِحْرُ ٱلنَّوْمِ وَٱسْتَيْقَظَتْ.
وَتَزَوَّجَ ٱلأَمِيرُ بِيَاضَ ٱلثَّلْجِ، وَعَاشَا سَوِيًّا فِي سَعَادَةٍ دَائِمَةٍ.
وَأَمَّا ٱلْمَلِكَةُ ٱلشِّرِّيرَةُ، فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَتَحَمَّلَ نَجَاحَ بِيَاضِ ٱلثَّلْجِ، فَغَادَرَتِ ٱلْمَمْلَكَةَ وَٱخْتَفَتْ.
الدروس والعبر المستفادة من قصة بياض الثلج:
الخير ينتصر على الشر دائمًا: من أبرز الرسائل في القصة هي أن أفعال الشر والغيرة، مهما بلغت قوتها، مصيرها الزوال. فالملكة الشريرة، رغم كل مؤامراتها، لم تنجح في النهاية، بينما انتصرت طيبة وبراءة بياض الثلج.
الجمال الحقيقي هو جمال الروح: تركز القصة على أن الجمال الخارجي زائل وقد يكون مصدرًا للغرور والشقاء كما حدث مع الملكة. في المقابل، فإن جمال بياض الثلج الحقيقي كان يكمن في طيبة قلبها وعطفها، وهو ما أكسبها محبة الصياد والأقزام والأمير في النهاية.
خطورة الغيرة والحسد: تُظهر القصة كيف يمكن للغيرة أن تُعمي القلوب وتدفع الإنسان إلى ارتكاب أفعال مروعة. هوس الملكة بكونها الأجمل قادها إلى محاولة القتل، مما أدى في النهاية إلى هلاكها.
أهمية الطيبة والتعاون: طيبة بياض الثلج في تعاملها مع الأقزام ومساعدتها لهم في ترتيب منزلهم وطهي طعامهم، قوبلت بحمايتهم ورعايتهم لها. وهذا يؤكد على قيمة العمل الجماعي والتضامن في مواجهة الصعاب.
الشجاعة في وجه المحن: على الرغم من صغر سنها والمخاطر التي واجهتها، أظهرت بياض الثلج شجاعة كبيرة عندما هربت إلى الغابة وحاولت بناء حياة جديدة لنفسها.
الحذر من المظاهر الخداعة: تعلمنا القصة ألا نثق بسهولة في الغرباء، حتى وإن بدوا لطفاء. فوقوع بياض الثلج في فخ الملكة المتنكرة في هيئة بائعة التفاح العجوز، هو درس في ضرورة توخي الحذر.
قوة الصداقة والوفاء: العلاقة التي جمعت بين بياض الثلج والأقزام السبعة هي مثال رائع على الصداقة الحقيقية والوفاء. لقد قدموا لها المأوى والحماية، وحزنوا عليها حزنًا شديدًا عندما ظنوا أنهم فقدوها
أسئلة
1. لماذا غضبت الملكة الشريرة من بياض الثلج؟
أ) لأنها أخذت منها التاج
ب) لأنها سرقت مرآتها
ج) لأنها كانت أجمل منها
د) لأنها لم تطيع أوامرها
2. ماذا أمرت الملكة الصياد أن يفعل؟
أ) أن يحبس بياض الثلج في القصر
ب) أن يقتلها في الغابة
ج) أن يعطيها التفاحة المسمومة
د) أن يعيدها إلى القرية
3. ماذا فعل الصياد عندما أخذ بياض الثلج إلى الغابة؟
أ) قتلها كما أُمر
ب) أعادها إلى القصر
ج) تركها في الغابة دون أن يؤذيها
د) أخفاها في بيت الأقزام
4. من الذين وجدوا بياض الثلج في بيتهم؟
أ) سبعة فرسان
ب) سبعة أقزام
ج) سبعة ملوك
د) سبعة أطفال
5. كيف حاولت الملكة التخلص من بياض الثلج بعد أن علمت أنها ما زالت حية؟
أ) أرسلت جنودًا للقبض عليها
ب) سمّمت طعام الأقزام
ج) أعطتها تفاحة مسمومة متنكرة كعجوز
د) طلبت من المرآة أن تسحرها
6. ماذا حدث عندما أكلت بياض الثلج التفاحة؟
أ) اختفت من الغابة
ب) نالت قوى سحرية
ج) دخلت في نوم عميق
د) أصبحت ملكة
7. كيف استيقظت بياض الثلج من نومها؟
أ) عندما غسلت الأقزام وجهها
ب) عندما أكلت طعامًا سحريًا
ج) عندما قَبّلها الأمير
د) عندما رمت التفاحة
8. ما مصير الملكة الشريرة في نهاية القصة؟
أ) سُجِنت في القصر
ب) أصبحت خادمة لبياض الثلج
ج) غادرت المملكة واختفت
د) تابت وطلبت المغفرة