الضُرّة مرّة، ولو كانت جرة!

في قديم الزمان، كان هناك رجل طيب القلب يعيش مع زوجته المحبوبة. لكن مع مرور الوقت، لاحظا أن الله لم يرزقهما بأطفال. فجلست الزوجة ذات يوم تفكر وتفكر، ثم قالت لزوجها: "يا زوجي العزيز، أنا أحبك كثيرًا، ولكن ما رأيك أن تتزوج امرأةً أخرى؟ لعل الله يرزقك منها أبناءً يسعدون قلبك."
نظر الرجل إليها بدهشة وقال: "لكن يا زوجتي، ماذا لو اشتعلت الغيرة وامتلأ البيت بالمشاكل؟"
ابتسمت الزوجة مطمئنة: "أعدك، يا زوجي الغالي، أنني لن أغار، وسأعاملها بكل محبة وود، فقط من أجلك."
وافق الزوج على فكرتها، وسافر بعيدًا بحثًا عن العروس المناسبة. وبعد أيام، عاد من سفره يحمل جرةً ضخمة من الفخار، زيّنها بملابس جميلة، وكأنها عروس حقيقية. ووضعها في غرفة خاصة مغلقة دون أن يُطلع زوجته على الحقيقة، ثم قال لها: "لقد عدت من السفر، وتزوجت كما اقترحتِ."
مرت الأيام، وفي أحد الأيام، عاد الزوج من العمل ليجد زوجته تبكي بشدة. فاقترب منها بحنان وسأل: "ما الذي يبكيك يا غاليتي؟"
قالت الزوجة: "زوجتك الجديدة أهانتني، وضربتني! لا أستطيع تحمّل ذلك!"
غضب الزوج غضبًا شديدًا، وأمسك عصاه وانطلق بسرعة إلى الغرفة. ثم ضرب العروس الجديدة على رأسها، فانكسرت... فإذا بها ليست امرأة، بل مجرد جرة!
تجمّدت الزوجة من الدهشة، فنظر إليها زوجها مازحًا وقال: "هل أدّبتها لك؟"
فأجابت الزوجة، وقد احمرّ وجهها خجلًا وضحكًا: "لا تلمني يا زوجي... فالضُرّة مرّة، ولو كانت جرة!"
الدروس المستفادة
- الغيرة شعور طبيعي يمكن أن يظهر حتى في أكثر المواقف غرابة.
- لا يمكن التحكم في المشاعر بسهولة، حتى لو وعدنا بذلك.
- الغيرة قد تدفع الشخص إلى تخيل أشياء غير موجودة أو المبالغة في ردود الفعل.
أسئلة للمناقشة
- لماذا وافق الرجل على فكرة زوجته رغم قلقه من الغيرة؟
- هل كان تصرف الزوج حكيمًا عندما أحضر الجرة كزوجة بديلة؟
- هل تعتقد أن الغيرة في هذه القصة كانت مدمرة أم مجرد شعور عابر؟
أنشطة مقترحة
- **مسرحية صامتة:** يمكن للأطفال تمثيل المشاعر المختلفة التي ظهرت في القصة: الحب، التفكير، الاقتراح، الغيرة، الغضب، الصدمة، الضحك.
- **لعبة "تخمين المشاعر":** اطلب من الأطفال أن يعبروا عن شعور معين (بالتخمين) دون كلام، وعلى الآخرين تخمينه.
- **نقاش حول الأمثال:** ناقشوا مع الأطفال معنى المثل الشعبي "الضرّة مرة، ولو كانت جرة" والأمثال المشابهة.