أرنوب الذي أراد أن يكون أسدا

أَرْنُوبُ الَّذِي أَرَادَ أَنْ يَكُونَ أَسَدًا

كَانَ كَتْكُوتٌ صَغِيرٌ يَقُولُ لِأُمِّهِ: "أَنَا قَوِيٌّ وَشُجَاعٌ!" نَصَحَتْهُ أُمُّهُ بِالْحَذَرِ وَقَرَّرَتْ أَنْ تَحْكِيَ لَهُ قِصَّةَ "الشِّبْلِ أَرْنُوبَ" لِيَتَعَلَّمَ مِنْهَا دَرْسًا.

كَانَ الْأَرْنَبُ الصَّغِيرُ "أَرْنُوبُ" يَحْلُمُ دَائِمًا بِأَنْ يَكُونَ حَيَوَانًا قَوِيًّا مِثْلَ الْأَسَدِ. كَانَ يَكْرَهُ كَوْنَهُ أَرْنَبًا صَغِيرًا وَضَعِيفًا. ذَاتَ يَوْمٍ، قَرَّرَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى مَلِكِ الْغَابَةِ، الْأَسَدِ، وَيَطْلُبَ مِنْهُ أَنْ يَجْعَلَهُ شُجَاعًا مِثْلَهُ.

شَعَرَ الْأَسَدُ بِالْمَلَلِ وَقَرَّرَ أَنْ يَتَسَلَّى بِأَرْنُوبَ. زَأَرَ بِصَوْتٍ عَالٍ وَأَمَرَ جَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْغَابَةِ قَائِلًا: "مِنَ الْيَوْمِ، هَذَا الْأَرْنَبُ هُوَ شِبْلٌ صَغِيرٌ وَيَجِبُ أَنْ تُعَامِلُوهُ عَلَى هَذَا الْأَسَاسِ!"

صَدَّقَ أَرْنُوبُ الْكَذِبَةَ! بَدَأَ يَمْشِي بِتَكَبُّرٍ وَيُحَاوِلُ أَنْ يُصْدِرَ زَئِيرًا مَضْحِكًا. تَكَبَّرَ عَلَى أَصْدِقَائِهِ الْأَرَانِبِ وَحَتَّى إِنَّهُ حَاوَلَ أَنْ يَأْكُلَ اللَّحْمَ لَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ. وَالْأَغْرَبُ أَنَّهُ عِنْدَمَا كَانَ يَنْظُرُ فِي مِرْآةِ الْبُحَيْرَةِ، كَانَ يَرَى نَفْسَهُ شِبْلًا ذَا فَرْوٍ ذَهَبِيٍّ.

فِي أَحَدِ الْأَيَّامِ، دَخَلَ صَيَّادٌ إِلَى الْغَابَةِ حَامِلًا شَبَكَتَهُ. هَرَبَتْ جَمِيعُ الْحَيَوَانَاتِ خَوْفًا، حَتَّى الْأَسَدُ نَفْسُهُ اخْتَبَأَ. لَكِنَّ أَرْنُوبَ، الَّذِي كَانَ لَا يَزَالُ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ شِبْلٌ، انْطَلَقَ بِغُرُورٍ لِمُوَاجَهَةِ الصَّيَّادِ.

وَقَفَ أَرْنُوبُ أَمَامَ الصَّيَّادِ وَحَاوَلَ أَنْ يَزْأَرَ، لَكِنْ كُلَّ مَا خَرَجَ مِنْهُ كَانَ صَوْتًا صَغِيرًا مُضْحِكًا. ضَحِكَ الصَّيَّادُ وَأَمْسَكَ بِهِ بِسُهُولَةٍ، ثُمَّ وَضَعَهُ فِي شَبَكَةٍ وَعَلَّقَهُ عَلَى غُصْنِ شَجَرَةٍ.

أَشْعَلَ الصَّيَّادُ نَارًا لِيَطْبُخَ وَجْبَتَهُ. عِنْدَمَا شَعَرَ أَرْنُوبُ بِحَرَارَةِ النَّارِ، انْتَفَضَ مِنَ الْخَوْفِ وَفَجْأَةً تَذَكَّرَ حَقِيقَتَهُ. "أَنَا لَسْتُ شِبْلًا! أَنَا أَرْنَبٌ! وَالْأَرَانِبُ لَدَيْهَا أَسْنَانٌ حَادَّةٌ!" بَدَأَ يَقْضِمُ خُيُوطَ الشَّبَكَةِ بِأَسْنَانِهِ الْقَوِيَّةِ حَتَّى قَطَعَهَا وَتَمَكَّنَ مِنَ الْهَرَبِ بِسُرْعَةٍ.

عَادَ أَرْنُوبُ إِلَى حَيَوَانَاتِ الْغَابَةِ وَهُوَ يَلْهَثُ. قَالَ لَهُمْ: "لَقَدْ كُنْتُ مُخْطِئًا. أَنَا لَسْتُ شِبْلًا، أَنَا أَرْنَبٌ. وَلَمْ أَنْجُ إِلَّا عِنْدَمَا تَذَكَّرْتُ وَاسْتَخْدَمْتُ قُوَّتِي الْحَقِيقِيَّةَ كَأَرْنَبٍ." وَمُنْذُ ذَلِكَ الْيَوْمِ، أَصْبَحَ أَرْنُوبُ فَخُورًا بِكَوْنِهِ أَرْنَبًا سَرِيعًا وَذَكِيًّا، وَعَادَ إِلَى حَيَاتِهِ الطَّبِيعِيَّةِ سَعِيدًا.

القيم والدروس الأخلاقية

  • كُنْ فَخُورًا بِنَفْسِكَ: لِكُلِّ مَخْلُوقٍ مَهَارَاتُهُ وَقُوَّتُهُ الْخَاصَّةُ. السَّعَادَةُ تَكْمُنُ فِي تَقَبُّلِ ذَاتِنَا وَالْفَخْرِ بِمَا نَحْنُ عَلَيْهِ.
  • خَطَرُ الْغُرُورِ وَالْخِدَاعِ: تَصْدِيقُ الْكَذِبِ وَالْعَيْشُ فِي وَهْمٍ يُمْكِنُ أَنْ يُعَرِّضَنَا لِخَطَرٍ حَقِيقِيٍّ.
  • الْقُوَّةُ الْحَقِيقِيَّةُ تَأْتِي مِنْ الدَّاخِلِ: نَجَا أَرْنُوبُ لَيْسَ لِأَنَّهُ تَظَاهَرَ بِأَنَّهُ أَسَدٌ، بَلْ لِأَنَّهُ اسْتَخْدَمَ مَهَارَاتِهِ الْفِطْرِيَّةَ كَأَرْنَبٍ.
  • التَّوَاضُعُ وَالْعَوْدَةُ لِلْحَقِيقَةِ: الِاعْتِرَافُ بِالْخَطَأِ وَالْعَوْدَةُ إِلَى حَقِيقَتِنَا هُوَ دَلِيلٌ عَلَى النُّضْجِ وَالْحِكْمَةِ.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. مَاذَا كَانَ أَرْنُوبُ يَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ؟
  2. مَنْ أَمَرَ الْحَيَوَانَاتِ بِمُعَامَلَةِ أَرْنُوبَ عَلَى أَنَّهُ شِبْلٌ؟
  3. كَيْفَ تَغَيَّرَ تَصَرُّفُ أَرْنُوبَ بَعْدَ أَنْ صَدَّقَ أَنَّهُ شِبْلٌ؟
  4. مَنْ أَمْسَكَ بِأَرْنُوبَ وَوَضَعَهُ فِي الشَّبَكَةِ؟
  5. كَيْفَ اسْتَطَاعَ أَرْنُوبُ الْهَرَبَ مِنَ الشَّبَكَةِ؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. لِمَاذَا قَرَّرَ الْأَسَدُ أَنْ يَقُومَ بِهَذِهِ الْخُدْعَةِ؟ مَاذَا يُخْبِرُنَا هَذَا عَنْهُ؟
  2. هَلْ كَانَ أَرْنُوبُ يَرَى نَفْسَهُ شِبْلًا حَقًّا فِي الْمِرْآةِ، أَمْ أَنَّهُ كَانَ مُجَرَّدَ وَهْمٍ فِي عَقْلِهِ؟
  3. مَا هِيَ الْمَهَارَاتُ الْحَقِيقِيَّةُ الَّتِي يَمْتَلِكُهَا الْأَرْنَبُ وَالَّتِي لَا يَمْتَلِكُهَا الْأَسَدُ؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. هَلْ تَمَنَّيْتَ يَوْمًا أَنْ تَكُونَ شَخْصًا آخَرَ؟ مَنْ هُوَ وَلِمَاذَا؟
  2. مَا هِيَ أَفْضَلُ صِفَةٍ أَوْ مَهَارَةٍ تَمْتَلِكُهَا وَتَفْخَرُ بِهَا؟
  3. كَيْفَ يُمْكِنُكَ اسْتِخْدَامُ مَهَارَاتِكَ الْخَاصَّةِ لِمُسَاعَدَةِ نَفْسِكَ أَوْ الْآخَرِينَ فِي مَوْقِفٍ صَعْبٍ؟

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • ارْسُمِ "أَنَا فَخُورٌ بـ...": ارْسُمْ صُورَةً لِنَفْسِكَ وَأَنْتَ تَقُومُ بِشَيْءٍ تُجِيدُهُ وَتَفْخَرُ بِهِ (مِثْلَ الرَّسْمِ، الْغِنَاءِ، الْجَرْيِ).
  • لُعْبَةُ "قُوَّةُ الْحَيَوَانَاتِ": يَخْتَارُ كُلُّ طِفْلٍ حَيَوَانًا. وَبِالدَّوْرِ، يَقُومُ بِتَمْثِيلِ حَرَكَاتِهِ وَصَوْتِهِ، وَيَذْكُرُ أَفْضَلَ صِفَةٍ لَدَيْهِ (مِثْلَ: الْقِرْدُ ذَكِيٌّ، السُّلَحْفَاةُ صَبُورَةٌ).
  • صُنْعُ قِنَاعِ الْأَرْنَبِ: بِاسْتِخْدَامِ طَبَقٍ وَرَقِيٍّ وَبَعْضِ الْقُطْنِ وَالْوَرَقِ الْمُقَوَّى، اصْنَعُوا قِنَاعَ أَرْنَبٍ لِتَتَذَكَّرُوا أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ جَمِيلٌ كَمَا هُوَ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

لحظة من فضلك!

يبدو أنك تستخدم أداة لمنع الإعلانات. لدعم استمرارية الموقع، نرجو منك التكرم بتعطيلها ثم تحديث الصفحة.

شكرًا لدعمك وتقديرك.