يَجْمَعُ أَرْنُوبُ الْمَالَ لِشِرَاءِ كُرَةٍ، لَكِنَّهُ يُلَاحِظُ تَعَبَ أُمِّهِ فَيُقَرِّرُ تَأْجِيلَ حُلْمِهِ لِيُقَدِّمَ لَهَا هَدِيَّةً تَحْمِلُ كُلَّ الْحُبِّ.
أَرْنُوبُ وَأَغْلَى هَدِيَّةٍ
دَخَلَ الْأَرْنَبُ الصَّغِيرُ "أَرْنُوبُ" الْبَيْتَ وَهُوَ يَقْفِزُ مِنْ شِدَّةِ الْحَمَاسِ. صَاحَ بِفَرَحٍ: "أُمِّي، أُمِّي! أَخِيرًا جَمَعْتُ ثَمَنَ الْكُرَةِ الَّتِي كُنْتُ أَحْلُمُ بِهَا! سَأَذْهَبُ لِشِرَائِهَا الْآنَ!" فَرِحَتِ الْأُمُّ لِفَرَحِهِ وَقَالَتْ: "حَسَنًا يَا حَبِيبِي، اذْهَبْ بِحَذَرٍ."
ذَهَبَ أَرْنُوبُ إِلَى الْمَتْجَرِ، لَكِنَّهُ عَادَ بَعْدَ فَتْرَةٍ وَيَدَاهُ فَارِغَتَانِ. لَاحَظَتْ أُمُّهُ ذَلِكَ وَسَأَلَتْهُ بِفُضُولٍ: "أَيْنَ الْكُرَةُ يَا أَرْنُوبُ؟" أَجَابَ بِهُدُوءٍ: "لَقَدْ أَجَّلْتُ الْفِكْرَةَ قَلِيلًا، لَدَيَّ مَشْرُوعٌ آخَرُ أَكْثَرُ أَهَمِّيَّةً الْآنَ."
مَرَّتِ الْأَيَّامُ، وَأَرْنُوبُ لَمْ يَصْرِفْ مَالَهُ. كَانَتِ الْأُمُّ تَرَاهُ يَعُدُّ نُقُودَهُ وَيُضِيفُ إِلَيْهَا كُلَّ يَوْمٍ، وَازْدَادَتْ حَيْرَتُهَا وَفُضُولُهَا حَوْلَ مَا يُخَطِّطُ لَهُ ابْنُهَا الصَّغِيرُ.
وَبَعْدَ أُسْبُوعٍ، عَادَ أَرْنُوبُ إِلَى الْبَيْتِ وَهُوَ يُخَبِّئُ شَيْئًا خَلْفَ ظَهْرِهِ. وَقَفَ أَمَامَ أُمِّهِ وَقَالَ بِابْتِسَامَةٍ كَبِيرَةٍ: "هَذِهِ لَكِ يَا أُمِّي!" وَقَدَّمَ لَهَا هَدِيَّةً مُغَلَّفَةً بِشَكْلٍ جَمِيلٍ. فَتَحَتِ الْأُمُّ الْهَدِيَّةَ بِدَهْشَةٍ لِتَجِدَ بِدَاخِلِهَا مِرْيَلَةَ مَطْبَخٍ جَمِيلَةً وَمُلَوَّنَةً.
سَأَلَتْهُ وَالدُّمُوعُ تَلْمَعُ فِي عَيْنَيْهَا: "وَلَكِنْ... لِمَاذَا يَا أَرْنُوبُ؟ وَكُرَتُكَ؟" أَجَابَهَا بِصَوْتٍ مَلِيءٍ بِالْحُبِّ: "لَقَدْ لَاحَظْتُ أَنَّ مَلَابِسَكِ تَتَبَلَّلُ بِالْمَاءِ دَائِمًا أَثْنَاءَ غَسْلِ الْأَطْبَاق
