يُخْطِئُ أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ بِالسُّخْرِيَةِ مِنْ صَدِيقِهِمَا الْمُتَأَلِّمِ، فَيَتَعَلَّمَانِ أَنَّ الصَّدَاقَةَ الْحَقِيقِيَّةَ تَتَطَلَّبُ تَعَاطُفًا وَلَيْسَ ضَحِكًا.
الْأَصْدِقَاءُ الثَّلَاثَةُ وَالضَّحِكُ فِي الْوَقْتِ الْخَطَأِ
القصة
فِي يَوْمٍ مُشْمِسٍ جَمِيلٍ، خَرَجَ الْأَصْدِقَاءُ الثَّلَاثَةُ، "أَرْنُوبُ" الْأَرْنَبُ وَ"بَطُّوطُ" الْبَطَّةُ وَ"قُنْفُذُ" الْقُنْفُذُ، إِلَى السَّاحَةِ لِيَلْعَبُوا وَيَمْرَحُوا. بَدَأُوا يَلْعَبُونَ بِالْكُرَةِ بِحَمَاسٍ، يَتَنَاقَلُونَهَا فِيمَا بَيْنَهُمْ بِسُرْعَةٍ وَمَهَارَةٍ.
فِي غَمْرَةِ اللَّعِبِ، ضَرَبَ بَطُّوطُ الْكُرَةَ بِقُوَّةٍ كَبِيرَةٍ، فَطَارَتْ فِي الْهَوَاءِ وَاصْطَدَمَتْ بِوَجْهِ قُنْفُذَ بِالْخَطَأِ! صَرَخَ قُنْفُذُ مُتَأَلِّمًا وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى وَجْهِهِ. بَدَلًا مِنْ أَنْ يَطْمَئِنَّا عَلَيْهِ، انْفَجَرَ أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ فِي الضَّحِكِ وَهُمَا يُشِيرَانِ إِلَيْهِ وَيَقُولَانِ: "يَا لَشَكْلِكَ الْمُضْحِكِ!"
شَعَرَ قُنْفُذُ بِغَضَبٍ وَحُزْنٍ عَمِيقَيْنِ. لَقَدْ كَانَ يَتَوَقَّعُ مِنْهُمَا أَنْ يُوَاسِيَاهُ، لَا أَنْ يَسْخَرَا مِنْ أَلَمِهِ. غَادَرَ الْمَكَانَ غَاضِبًا وَعَادَ إِلَى مَنْزِلِهِ.
عِنْدَمَا انْتَهَى يَوْمُهُمَا، عَادَ أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ إِلَى مَنْزِلَيْهِمَا. وَهُنَاكَ، بَدَأَ كُلٌّ مِنْهُمَا يُفَكِّرُ فِيمَا حَدَثَ. أَدْرَكَا أَنَّهُمَا أَخْطَآ فِي حَقِّ صَدِيقِهِمَا. كَانَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَهْتَمَّا لِصِحَّتِهِ أَوَّلًا. شَعَرَا بِالنَّدَمِ وَقَرَّرَا الذَّهَابَ لِطَلَبِ السَّمَاحِ مِنْهُ.
طَرَقَا بَابَ قُنْفُذَ، وَعِنْدَمَا فَتَحَ، قَالَ أَرْنُوبُ بِأَسَفٍ: "نَحْنُ آسِفَانِ يَا قُنْفُذُ." فِي الْبِدَايَةِ، رَفَضَ قُنْفُذُ اعْتِذَارَهُمَا لِأَنَّهُ كَانَ لَا يَزَالُ حَزِينًا. لَكِنَّهُمَا تَوَسَّلَا إِلَيْهِ وَأَصَرَّا عَلَى أَنَّهُمَا أَخْطَآ وَأَنَّ صَدَاقَتَهُ أَغْلَى مِنْ أَيِّ شَيْءٍ.
رَقَّ قَلْبُ قُنْفُذَ لِصِدْقِهِمَا وَقَبِلَ اعْتِذَارَهُمَا. عَادَ الْأَصْدِقَاءُ الثَّلَاثَةُ لِيَلْعَبُوا وَيَمْرَحُوا مَعًا مَرَّةً أُخْرَى. وَتَعَلَّمَ أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ دَرْسًا مُهِمًّا: أَنَّ لِلضَّحِكِ وَالْمُزَاحِ وَقْتَهُ، وَأَنَّهُ لَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ أَبَدًا عَلَى حِسَابِ مَشَاعِرِ الْآخَرِينَ وَأَلَمِهِمْ.
القيم والدروس الأخلاقية
- التَّعَاطُفُ مَعَ الْآخَرِينَ: عِنْدَمَا يَتَأَلَّمُ صَدِيقُنَا، يَجِبُ أَنْ نُظْهِرَ لَهُ التَّعَاطُفَ وَالْمُوَاسَاةَ، لَا السُّخْرِيَةَ.
- الِاعْتِرَافُ بِالْخَطَأِ وَالِاعْتِذَارُ: مِنَ الشَّجَاعَةِ أَنْ نَعْتَرِفَ بِأَخْطَائِنَا وَنَطْلُبَ السَّمَاحَ مِمَّنْ أَسَأْنَا إِلَيْهِمْ.
- التَّسَامُحُ بَيْنَ الْأَصْدِقَاءِ: قُبُولُ الِاعْتِذَارِ الصَّادِقِ وَالْعَفْوُ عَنِ الْأَصْدِقَاءِ يُقَوِّي رَوَابِطَ الصَّدَاقَةِ.
- احْتِرَامُ الْمَشَاعِرِ: الْمُزَاحُ يَكُونُ جَمِيلًا فَقَطْ عِنْدَمَا يَضْحَكُ الْجَمِيعُ، وَلَيْسَ عِنْدَمَا نَضْحَكُ عَلَى أَحَدٍ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَنْ هُمُ الْأَصْدِقَاءُ الثَّلَاثَةُ؟
- مَاذَا حَدَثَ لِقُنْفُذَ أَثْنَاءَ اللَّعِبِ؟
- كَيْفَ كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ أَرْنُوبَ وَبَطُّوطَ فِي الْبِدَايَةِ؟
- لِمَاذَا شَعَرَ أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ بِالنَّدَمِ لَاحِقًا؟
- هَلْ سَامَحَ قُنْفُذُ صَدِيقَيْهِ فِي النِّهَايَةِ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا يُعْتَبَرُ الضَّحِكُ عَلَى شَخْصٍ يَتَأَلَّمُ فِعْلًا مُؤْذِيًا؟
- هَلْ كَانَ مِنْ حَقِّ قُنْفُذَ أَنْ يَرْفُضَ الِاعْتِذَارَ فِي الْبِدَايَةِ؟ لِمَاذَا؟
- مَا الَّذِي كَانَ يَجِبُ عَلَى أَرْنُوبَ وَبَطُّوطَ فِعْلُهُ مُبَاشَرَةً بَعْدَ إِصَابَةِ قُنْفُذَ؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- هَلْ سَبَقَ أَنْ ضَحِكَ عَلَيْكَ أَحَدٌ عِنْدَمَا تَأَلَّمْتَ؟ كَيْفَ كَانَ شُعُورُكَ؟
- اذْكُرْ مَوْقِفًا اعْتَذَرْتَ فِيهِ لِصَدِيقٍ. كَيْفَ أَصْبَحَتْ عَلَاقَتُكُمَا بَعْدَ ذَلِكَ؟
- مَتَى يَكُونُ الْمُزَاحُ مُضْحِكًا وَمَتَى يُصْبِحُ مُؤْذِيًا؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- ارْسُمِ الْمَشَاعِرَ الْمُخْتَلِفَةَ: ارْسُمْ ثَلَاثَةَ وُجُوهٍ لِقُنْفُذَ: وَاحِدًا وَهُوَ يَتَأَلَّمُ، وَآخَرَ وَهُوَ غَاضِبٌ، وَثَالِثًا وَهُوَ يُسَامِحُ أَصْدِقَاءَهُ وَيَبْتَسِمُ.
- لُعْبَةُ "مَاذَا سَتَفْعَلُ؟": قُمْ بِتَمْثِيلِ مَوَاقِفَ مُخْتَلِفَةٍ (مِثْلَ: صَدِيقُكَ سَقَطَ، صَدِيقُكَ حَزِينٌ) وَاسْأَلْ أَصْدِقَاءَكَ عَنِ التَّصَرُّفِ الصَّحِيحِ فِي كُلِّ مَوْقِفٍ.
- صُنْعُ بِطَاقَةِ "أَنَا آسِفٌ": تَعَلَّمُوا كَيْفِيَّةَ صُنْعِ بِطَاقَةِ اعْتِذَارٍ بَسِيطَةٍ. يُمْكِنُ اسْتِخْدَامُهَا عِنْدَمَا نُرِيدُ أَنْ نَطْلُبَ السَّمَاحَ مِنْ أَحَدٍ.