أَرْنُوبُ وَالْمَزْهَرِيَّةُ الْمَكْسُورَةُ

يَتَجَاهَلُ الْأَرْنَبُ الصَّغِيرُ أَرْنُوبُ تَحْذِيرَ أُمِّهِ وَيَلْعَبُ بِالْكُرَةِ دَاخِلَ الْمَنْزِلِ، فَيَتَعَلَّمُ دَرْسًا قَاسِيًا عَنْ الطَّاعَةِ.

أَرْنُوبُ وَالْمَزْهَرِيَّةُ الْمَكْسُورَةُ

أَرْنُوبُ وَالْمَزْهَرِيَّةُ الْمَكْسُورَةُ

كَانَ الْأَرْنَبُ الصَّغِيرُ "أَرْنُوبُ" يَرْكُضُ بِحَمَاسٍ دَاخِلَ الْمَنْزِلِ، وَيَرْكُلُ كُرَتَهُ الصَّغِيرَةَ بَيْنَ الْأَثَاثِ. فِي إِحْدَى رَكَلَاتِهِ الطَّائِشَةِ، طَارَتِ الْكُرَةُ وَاصْطَدَمَتْ بِالطَّاوِلَةِ، فَاهْتَزَّتْ مَزْهَرِيَّةُ الزُّهُورِ الْجَمِيلَةُ وَكَادَتْ أَنْ تَسْقُطَ، لَكِنَّهَا نَجَتْ بِأُعْجُوبَةٍ.

فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ، دَخَلَتْ أُمُّهُ وَرَأَتْهُ. قَالَتْ بِصَوْتٍ حَازِمٍ وَلَطِيفٍ: "أَرْنُوبُ! اللَّعِبُ بِالْكُرَةِ يَكُونُ فِي الْخَارِجِ، لَيْسَ فِي الْمَنْزِلِ. ضَعِ الْكُرَةَ جَانِبًا وَاذْهَبْ لِتَكْتُبَ وَاجِبَكَ." أَخَذَ أَرْنُوبُ الْكُرَةَ وَوَضَعَهَا تَحْتَ السَّرِيرِ بِتَذَمُّرٍ.

بَعْدَ أَنْ غَادَرَتْ أُمُّهُ، حَاوَلَ أَرْنُوبُ أَنْ يُرَكِّزَ فِي وَاجِبِهِ، لَكِنَّ الْكُرَةَ كَانَتْ تُنَادِيهِ. فَكَّرَ قَلِيلًا ثُمَّ هَمَسَ: "رَكْلَةٌ وَاحِدَةٌ أُخْرَى لَنْ تَضُرَّ." وَعَادَ لِلَّعِبِ بِالْكُرَةِ مَرَّةً أُخْرَى.

هَذِهِ الْمَرَّةَ، لَمْ يَكُنْ مَحْظُوظًا. رَكَلَ الْكُرَةَ بِقُوَّةٍ فَاصْطَدَمَتْ مُبَاشَرَةً بِالْمَزْهَرِيَّةِ، فَسَقَطَتْ عَلَى الْأَرْضِ وَتَحَطَّمَتْ إِلَى قِطَعٍ صَغِيرَةٍ وَتَنَاثَرَ الْمَاءُ وَالزُّهُورُ فِي كُلِّ مَكَانٍ.

سَمِعَ أَرْنُوبُ صَوْتَ خُطُوَاتِ أُمِّهِ، فَارْتَبَكَ وَأَسْرَعَ بِإِخْفَاءِ الْكُرَةِ خَلْفَ ظَهْرِهِ. عِنْدَمَا دَخَلَتْ، لَاحَظَتْ أَنَّ وَجْهَهُ أَحْمَرُ وَأَنَّهُ يَقِفُ بِشَكْلٍ غَرِيبٍ. سَأَلَتْهُ: "مَا بِكَ يَا أَرْنُوبُ؟" حَاوَلَ أَنْ يُجِيبَ، لَكِنَّهَا قَالَتْ: "أَرِنِي يَدَيْكَ."

اِكْتَشَفَتِ الْأُمُّ الْكُرَةَ الْمُخَبَّأَةَ، ثُمَّ رَأَتِ الْمَزْهَرِيَّةَ الْمَكْسُورَةَ عَلَى الْأَرْضِ. نَظَرَتْ إِلَى أَرْنُوبَ بِخَيْبَةِ أَمَلٍ وَقَالَتْ: "لَيْسَ فَقَطْ أَنَّكَ لَمْ تَسْتَمِعْ لِكَلَامِي، بَلْ حَاوَلْتَ إِخْفَاءَ خَطَئِكَ أَيْضًا. عِقَابُكَ هُوَ أَنْ تَدْفَعَ ثَمَنَ مَزْهَرِيَّةٍ جَدِيدَةٍ مِنْ مَصْرُوفِكَ، وَأَنْتَ مَحْرُومٌ مِنْ لَعِبِ الْكُرَةِ لِمُدَّةِ شَهْرٍ كَامِلٍ."

شَعَرَ أَرْنُوبُ بِالنَّدَمِ الشَّدِيدِ وَاعْتَذَرَ لِأُمِّهِ. لَقَدْ تَعَلَّمَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ دَرْسًا مُهِمًّا: أَنَّ طَاعَةَ الْوَالِدَيْنِ تَحْمِينَا مِنَ الْوُقُوعِ فِي الْخَطَأِ، وَأَنَّ إِخْفَاءَ الْحَقِيقَةِ يَجْعَلُ الْأُمُورَ أَسْوَأَ.

القيم والدروس الأخلاقية

  • طَاعَةُ الْوَالِدَيْنِ: تَحْذِيرَاتُ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ تَأْتِي مِنْ حُبِّهِمْ وَخَوْفِهِمْ عَلَيْنَا، وَطَاعَتُهُمْ تَحْمِينَا.
  • تَحَمُّلُ عَوَاقِبِ الْأَفْعَالِ: لِكُلِّ فِعْلٍ نَتِيجَةٌ، وَعِنْدَمَا نُخْطِئُ، يَجِبُ أَنْ نَتَحَمَّلَ مَسْؤُولِيَّةَ أَفْعَالِنَا.
  • خَطَرُ اللَّعِبِ دَاخِلَ الْمَنْزِلِ: هُنَاكَ أَمَاكِنُ مُخَصَّصَةٌ لِكُلِّ نَوْعٍ مِنَ اللَّعِبِ، وَاللَّعِبُ بِالْكُرَةِ دَاخِلَ الْبَيْتِ قَدْ يُسَبِّبُ الْحَوَادِثَ.
  • الصِّدْقُ وَعَدَمُ إِخْفَاءِ الْخَطَأِ: مُحَاوَلَةُ إِخْفَاءِ الْخَطَأِ تَجْعَلُ الْمُشْكِلَةَ أَكْبَرَ، بَيْنَمَا الِاعْتِرَافُ بِهِ هُوَ أَوَّلُ خُطْوَةٍ لِحَلِّهَا.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. مَاذَا كَانَ أَرْنُوبُ يَفْعَلُ فِي بِدَايَةِ الْقِصَّةِ؟
  2. بِمَاذَا طَلَبَتِ الْأُمُّ مِنْ أَرْنُوبَ أَنْ يَفْعَلَ؟
  3. هَلِ اسْتَمَعَ أَرْنُوبُ لِكَلَامِ أُمِّهِ؟
  4. مَاذَا حَدَثَ لِلْمَزْهَرِيَّةِ؟
  5. مَاذَا كَانَتْ عُقُوبَةُ أَرْنُوبَ؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. لِمَاذَا عَادَ أَرْنُوبُ لِلَّعِبِ بِالْكُرَةِ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ تَحْذِيرِ أُمِّهِ؟
  2. لِمَاذَا حَاوَلَ أَرْنُوبُ إِخْفَاءَ الْكُرَةِ؟ وَهَلْ كَانَ ذَلِكَ تَصَرُّفًا صَحِيحًا؟
  3. هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّ الْعُقُوبَةَ كَانَتْ عَادِلَةً؟ لِمَاذَا؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. اذْكُرْ قَاعِدَةً مُهِمَّةً مِنْ قَوَاعِدِ الْمَنْزِلِ يَطْلُبُهَا مِنْكَ وَالِدَاكَ دَائِمًا.
  2. هَلْ سَبَقَ لَكَ أَنْ أَخْفَيْتَ خَطَأً فَعَلْتَهُ؟ كَيْفَ كَانَ شُعُورُكَ؟
  3. مَا هُوَ مَكَانُكَ الْمُفَضَّلُ لِلَّعِبِ بِالْكُرَةِ؟

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • ارْسُمِ الْقَوَاعِدَ: عَلَى لَوْحَةٍ كَبِيرَةٍ، ارْسُمْ رَمْزًا لِكُلِّ قَاعِدَةٍ مِنْ قَوَاعِدِ الْمَنْزِلِ (مِثْلَ: عَلَامَةُ "مَمْنُوع" عَلَى كُرَةٍ دَاخِلَ الْمَنْزِلِ).
  • تَمْثِيلُ الْمَشْهَدِ: قُمْ بِتَمْثِيلِ الْمَشْهَدِ الَّذِي تَكْتَشِفُ فِيهِ الْأُمُّ الْمَزْهَرِيَّةَ الْمَكْسُورَةَ. حَاوِلْ أَنْ تُظْهِرَ مَشَاعِرَ أَرْنُوبَ (الْخَوْفَ ثُمَّ النَّدَمَ).
  • صُنْعُ مَزْهَرِيَّةٍ جَدِيدَةٍ: بِاسْتِخْدَامِ عُلْبَةٍ بِلَاسْتِيكِيَّةٍ فَارِغَةٍ وَوَرَقٍ مُلَوَّنٍ، اصْنَعُوا مَزْهَرِيَّةً جَدِيدَةً وَزَيِّنُوهَا بِالْأَزْهَارِ الْوَرَقِيَّةِ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم