تَحْلُمُ سُلَحْفَاةٌ صَغِيرَةٌ بِالطَّيَرَانِ، وَعِنْدَمَا تُسَاعِدُ إِوَزَّةً مُصَابَةً، يُكَافِئُهَا لُطْفُهَا بِتَحْقِيقِ حُلْمِهَا فِي رِحْلَةٍ لَا تُنْسَى.
السُّلَحْفَاةُ الَّتِي حَلَّقَتْ فِي السَّمَاءِ
كَانَتْ هُنَاكَ سُلَحْفَاةٌ صَغِيرَةٌ وَطَيِّبَةٌ تَقْضِي أَيَّامَهَا فِي التَّجَوُّلِ بِبُطْءٍ فِي الْغَابَةِ. لَكِنْ كَانَ لَدَيْهَا حُلْمٌ كَبِيرٌ وَسِرِّيٌّ: كَانَتْ تَتَمَنَّى أَنْ تَطِيرَ. كَانَتْ تُشَاهِدُ الطُّيُورَ وَهِيَ تُحَلِّقُ بِخِفَّةٍ بَيْنَ الْغُيُومِ وَتَشْعُرُ بِغَيْرَةٍ لَطِيفَةٍ.
فِي أَحَدِ الْأَيَّامِ، وَبَيْنَمَا كَانَتْ تَسِيرُ، سَمِعَتْ صَوْتَ أَنِينٍ مُتَأَلِّمٍ. اقْتَرَبَتْ لِتَجِدَ إِوَزَّةً بَيْضَاءَ جَمِيلَةً مُلْقَاةً عَلَى الْأَرْضِ وَجَنَاحُهَا مَكْسُورٌ. أَسْرَعَتِ السُّلَحْفَاةُ لِمُسَاعَدَتِهَا وَقَالَتْ: "لَا تَخَافِي، سَأَعْتَنِي بِكِ."
قَامَتِ السُّلَحْفَاةُ بِتَضْمِيدِ الْجَنَاحِ الْمَكْسُورِ بِأَوْرَاقِ الشَّجَرِ الطَّرِيَّةِ، وَأَحْضَرَتْ لَهَا الْمَاءَ فِي قِشْرَةِ جَوْزَةِ هِنْدٍ، وَجَمَعَتْ لَهَا أَطْيَبَ الثِّمَارِ لِتَأْكُلَهَا. بَقِيَتْ بِجَانِبِهَا لِعِدَّةِ أَيَّامٍ، تَرْعَاهَا بِحُبٍّ وَاهْتِمَامٍ.
بَعْدَ فَتْرَةٍ، تَعَافَتِ الْإِوَزَّةُ تَمَامًا. وَقَفَتْ وَحَرَّكَتْ جَنَاحَيْهَا بِقُوَّةٍ وَنَشَاطٍ. شَكَرَتِ السُّلَحْفَاةَ بِحَرَارَةٍ وَقَالَتْ: "لَنْ أَنْسَى مَعْرُوفَكِ هَذَا أَبَدًا." حَزِنَتِ السُّلَحْفَاةُ قَلِيلًا لِأَنَّ صَدِيقَتَهَا سَتُغَادِرُهَا.
لَاحَظَتِ الْإِوَزَّةُ حُزْنَهَا فَقَالَتْ بِابْتِسَامَةٍ: "أُرِيدُ أَنْ أُكَافِئَكِ. مَا هِيَ أَكْبَرُ أُمْنِيَاتِكِ؟" أَجَابَتِ السُّلَحْفَاةُ بِخَجَلٍ: "أَحْلُمُ دَائِمًا بِأَنْ أَطِيرَ وَأَرَى الْغَابَةَ مِنَ الْأَعْلَى." ضَحِكَتِ الْإِوَزَّةُ وَقَالَتْ: "سَأُحَقِّقُ لَكِ حُلْمَكِ! اصْعَدِي عَلَى ظَهْرِي."
صَعِدَتِ السُّلَحْفَاةُ عَلَى ظَهْرِ الْإِوَزَّةِ وَتَمَسَّكَتْ بِقُوَّةٍ. وَبِحَرَكَةِ أَجْنِحَةٍ قَوِيَّةٍ، انْطَلَقَتَا مَعًا نَحْوَ السَّمَاءِ. كَانَ الشُّعُورُ لَا يُصَدَّقُ! رَأَتِ السُّلَحْفَاةُ الْأَشْجَارَ كَأَنَّهَا نَبَاتَاتٌ صَغِيرَةٌ وَالْغُيُومَ كَأَنَّهَا قُطْنٌ نَاعِمٌ. كَانَتْ أَجْمَلَ رِحْلَةٍ فِي حَيَاتِهَا.
بَعْدَ أَنْ حَلَّقَتَا طَوِيلًا، هَبَطَتَا بِسَلَامٍ. فَرِحَتِ السُّلَحْفَاةُ كَثِيرًا وَشَكَرَتِ الْإِوَزَّةَ عَلَى هَذِهِ الْهَدِيَّةِ الرَّائِعَةِ. لَقَدْ تَعَلَّمَتْ أَنَّ فِعْلَ الْخَيْرِ وَمُسَاعَدَةَ الْآخَرِينَ يُمْكِنُ أَنْ يَجْلِبَ لَنَا أَجْمَلَ الْمُكَافَآتِ وَيُحَقِّقَ أَحْلَامَنَا بِطُرُقٍ لَمْ نَتَوَقَّعْهَا.
القيم والدروس الأخلاقية
- الْعَطْفُ عَلَى الْآخَرِينَ: مُسَاعَدَةُ مَنْ هُمْ فِي وَرْطَةٍ هُوَ فِعْلٌ نَبِيلٌ يُظْهِرُ طِيبَةَ الْقَلْبِ.
- الْخَيْرُ لَا يَضِيعُ: عِنْدَمَا نَفْعَلُ الْخَيْرَ، فَإِنَّهُ يَعُودُ إِلَيْنَا بِطُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ وَجَمِيلَةٍ.
- الصَّدَاقَةُ الْحَقِيقِيَّةُ: الصَّدَاقَةُ يُمْكِنُ أَنْ تَنْشَأَ بَيْنَ أَكْثَرِ الْكَائِنَاتِ اخْتِلَافًا، وَهِيَ تَقُومُ عَلَى الْمُسَاعَدَةِ وَالِامْتِنَانِ.
- تَحْقِيقُ الْأَحْلَامِ: أَحْيَانًا، تَأْتِي فُرْصَةُ تَحْقِيقِ أَحْلَامِنَا مِنْ حَيْثُ لَا نَحْتَسِبُ، غَالِبًا نَتِيجَةً لِأَعْمَالِنَا الطَّيِّبَةِ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَا هُوَ الْحُلْمُ الْكَبِيرُ لِلسُّلَحْفَاةِ؟
- مَنْ وَجَدَتِ السُّلَحْفَاةُ مُصَابًا فِي الْغَابَةِ؟
- كَيْفَ سَاعَدَتِ السُّلَحْفَاةُ الْإِوَزَّةَ؟
- مَاذَا عَرَضَتِ الْإِوَزَّةُ عَلَى السُّلَحْفَاةِ لِتُكَافِئَهَا؟
- هَلْ تَحَقَّقَ حُلْمُ السُّلَحْفَاةِ فِي النِّهَايَةِ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا لَمْ تَتَجَاهَلِ السُّلَحْفَاةُ الْإِوَزَّةَ الْمُصَابَةَ وَتُكْمِلْ طَرِيقَهَا؟
- كَيْفَ تُظْهِرُ هَذِهِ الْقِصَّةُ أَنَّ الْمُسَاعَدَةَ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ مُتَبَادَلَةً حَتَّى لَوْ كُنَّا مُخْتَلِفِينَ؟
- مَاذَا كَانَ سَيَحْدُثُ لَوْ أَنَّ السُّلَحْفَاةَ لَمْ تُسَاعِدِ الْإِوَزَّةَ؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- مَا هُوَ أَكْبَرُ حُلْمٍ لَدَيْكَ؟
- اذْكُرْ مَرَّةً سَاعَدْتَ فِيهَا شَخْصًا مَا، وَكَيْفَ كَانَ شُعُورُكَ بَعْدَ ذَلِكَ.
- هَلْ سَبَقَ أَنْ سَاعَدَكَ شَخْصٌ مَا بِطَرِيقَةٍ لَمْ تَتَوَقَّعْهَا؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- ارْسُمِ الرِّحْلَةَ: ارْسُمْ صُورَةً لِلسُّلَحْفَاةِ وَهِيَ تَطِيرُ بِسَعَادَةٍ عَلَى ظَهْرِ الْإِوَزَّةِ فَوْقَ الْغَابَةِ الْخَضْرَاءِ.
- صُنْعُ أَجْنِحَةٍ: بِاسْتِخْدَامِ الْوَرَقِ الْمُقَوَّى وَالْخُيُوطِ، اصْنَعْ أَجْنِحَةً يُمْكِنُكَ ارْتِدَاؤُهَا وَتَخَيَّلْ أَنَّكَ تُحَلِّقُ فَوْقَ الْعَالَمِ.
- تَمْثِيلُ "الْمُسَاعِدِ الصَّغِيرِ": تَخَيَّلْ أَنَّ إِحْدَى أَلْعَابِكَ "مُصَابَةٌ". قُمْ بِدَوْرِ الْمُسَاعِدِ الطَّيِّبِ وَاعْتَنِ بِهَا، ضَمِّدْ جِرَاحَهَا وَقَدِّمْ لَهَا الطَّعَامَ.