جحا والخروف المسكين: قصة عن المكر والعدل 🐐⚖️
مقدمة
هل سمعت يوماً عن رجل استخدم ذكاءه ومكره لاستعادة حقه بطريقة لم يتوقعها أحد؟ انضموا إلينا في هذه القصة التعليمية من حكايات جحا الطريفة لنتعلم أن العدل قد يأتي بطرق غير متوقعة.
القصة
جحا وخروفه الوفي
في قرية هادئة تقع بين التلال الخضراء، كان يعيش رجل طيب القلب ومرح اسمه جحا. كان لدى جحا خروف سمين ولطيف، رباه منذ أن كان صغيراً. كان جحا يهتم بخروفه كثيراً، يطعمه بيده ويدلله كأنه أفضل صديق له. كبر الخروف وأصبح ضخماً وثقيلاً، لكنه ظل الرفيق الأقرب إلى قلب جحا.
كان جيران جحا يرون الخروف كل يوم، ويشجعونه على ذبحه وإقامة وليمة كبيرة. لكن جحا كان يرفض دائماً ويقول بحزن: "هذا الخروف هو سلوتي في وحدتي، لا يمكنني الاستغناء عنه!". فهم الجيران أن جحا لن يذبح خروفه أبداً، فخططوا لسرقته. وفي إحدى الليالي المظلمة، تسللوا إلى حظيرة جحا، وسرقوا الخروف، وذبحوه، وأقاموا به وليمة سرية لأنفسهم.
انتقام جحا الذكي
شعر جحا بحزن شديد عندما اكتشف سرقة خروفه، لكنه تظاهر بعدم الاهتمام حتى لا يكشف حزنه. بدأ جحا يبحث في السر والتحري، حتى عرف من هم اللصوص. ومن بينهم، كان جار بخيل يملك نعجة صغيرة.
مرت الأيام، وذات صباح، عندما غاب الجار البخيل عن منزله، اغتنم جحا الفرصة، وأخذ النعجة وأكلها بأكملها دون أن يترك أي أثر.
حزن الجار على نعجته كثيراً، وراح يبكي ويصفها أمام الجميع بعبارات مبالغ فيها. كان يقول: "آه من نعجتي التي كان صوفها أبيض كالثلج، وجلدها نادراً!". كان جحا يستمع إليه في صمت، وهو يتألم داخلياً متذكراً خروفه المسكين الذي سرقوه.
وفي إحدى الأمسيات، اجتمع الجيران في مجلس عند جحا، وكان الجار البخيل من بينهم. لم يتوقف الجار عن المبالغة في وصف نعجته، حتى قال جحا بابتسامة ماكرة: "كفى مبالغة يا صديقي، دعنا نتحقق من الأمر!".
نادى جحا ابنه وقال له: "يا بني، اذهب إلى المخزن وأحضر جلد تلك النعجة التي يصفها جارنا". ذهب الغلام وعاد بجلد النعجة. عندما رأى الناس الجلد، أدركوا فوراً أن الجار كان يبالغ كثيراً، وأن النعجة لم تكن كما وصفها. في تلك اللحظة، فهم الجار أن جحا قد انتقم منه، وأنه استبدل خروفه المسكين بنعجته. ضحك الجميع، وقال جحا بذكاء: "يا جيراني، من سرق خروفي... أكلت نعجته رداً لاعتباري!".
---الدروس المستفادة
- **العدل يأتي بأشكال مختلفة:** لم يغضب جحا مباشرة، بل استخدم ذكاءه ومكره لإعادة التوازن.
- **لا تأخذ ما ليس لك:** الجيران ارتكبوا خطأ كبيراً بسرقة خروف جحا، وكانت النتيجة أنهم خسروا شيئاً من ممتلكاتهم.
- **الحكمة أفضل من الغضب:** لم يواجه جحا الجيران بعنف، بل انتظر الفرصة المناسبة واستخدم الذكاء.
أسئلة للمناقشة
- ماذا كان رد فعل جحا عندما طلب منه جيرانه أن يذبح الخروف؟
- ماذا فعل جحا للانتقام من الجار البخيل؟
- ماذا كان رد فعل الجار عندما سمع جحا يطلب إحضار جلد النعجة؟
- ما هو الدرس الذي تعلمه الجميع في نهاية القصة؟
أنشطة مقترحة
- **الرسم:** ارسم جحا بابتسامة ماكرة وهو يشير إلى ابنه ليحضر جلد النعجة، والجار البخيل ينظر بدهشة.
- **لعبة "كن جحا":** قدم للطفل مواقف بسيطة (مثل: شخص أخذ لعبة دون إذنك) واطلب منه أن يفكر بطريقة ذكية لحل المشكلة دون أن يغضب.
- **صنع قناع:** استخدم الورق المقوى لصنع قناع لوجه جحا أو الخروف، وقم بتمثيل القصة.