أرنوب وصديقه راكون الحسود

أَرْنُوبُ وَصَدِيقُهُ رَاكُونُ "الْحَسُودُ"

القصة

كَانَ "أَرْنُوبُ" وَ"بَطُّوطُ" يَعْمَلَانِ مَعًا لِبِنَاءِ سُورٍ صَغِيرٍ حَوْلَ بِئْرِ الْمَاءِ لِحِمَايَةِ الْجَمِيعِ مِنَ السُّقُوطِ فِيهِ. وَبَيْنَمَا كَانَ أَرْنُوبُ يَحْمِلُ حَجَرًا ثَقِيلًا، قَالَ صَدِيقُهُمَا "رَاكُونُ" بِإِعْجَابٍ: "يَا لَكَ مِنْ قَوِيٍّ يَا أَرْنُوبُ!" فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ، انْزَلَقَ الْحَجَرُ وَسَقَطَ عَلَى إِصْبَعِ أَرْنُوبَ، فَصَرَخَ مِنَ الْأَلَمِ.

بَدَأَ الْأَصْدِقَاءُ يُلَاحِظُونَ أَنَّ أَحْدَاثًا مُؤْسِفَةً تَقَعُ دَائِمًا بَعْدَ أَنْ يُثْنِيَ رَاكُونُ عَلَى شَيْءٍ. فَفِي أَحَدِ الْأَيَّامِ، قَالَ لِأُمِّ أَرْنُوبَ وَهِيَ تَقْطِفُ الْعِنَبَ: "يَا لَرَشَاقَتِكِ!" فَسَقَطَتْ مِن عَلَى السُّلَّمِ. وَعِنْدَمَا قَالَ لِأَرْنُوبَ فِي سِبَاقِ الدَّرَّاجَاتِ: "يَا لَسُرْعَتِكَ الْفَائِقَةِ!"، ارْتَطَمَ أَرْنُوبُ بِشَجَرَةٍ عَلَى الْفَوْرِ.

حَاوَلَ أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ إِقْنَاعَ رَاكُونَ بِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ يُصِيبُ الْآخَرِينَ بِالْعَيْنِ دُونَ قَصْدٍ. لَكِنَّ رَاكُونَ رَفَضَ بِغَضَبٍ قَائِلًا: "هَذِهِ مُجَرَّدُ صُدَفٍ!" وَلَكِنْ، بَعْدَ أَنْ بَدَأَ الْأَصْدِقَاءُ يَتَجَنَّبُونَهُ، شَعَرَ بِالْوَحْدَةِ وَبَدَأَ يُفَكِّرُ فِي كَلَامِهِمْ.

بَعْدَ حَادِثَةِ الدَّرَّاجَةِ، أَدْرَكَ رَاكُونُ أَنَّ الْمَشْكَلَةَ حَقِيقِيَّةٌ. ذَهَبَ إِلَى وَالِدَةِ أَرْنُوبَ وَطَلَبَ مِنْهَا الْمُسَاعَدَةَ بِحُزْنٍ. عَلَّمَتْهُ أُمُّ أَرْنُوبَ بِحَنَانٍ أَنْ يَقُولَ عِبَارَاتٍ جَمِيلَةً عِنْدَ رُؤْيَةِ مَا يُعْجِبُهُ، مِثْلَ: "مَا شَاءَ اللهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ" وَ"تَبَارَكَ اللهُ".

بَدَأَ رَاكُونُ بِتَطْبِيقِ مَا تَعَلَّمَهُ. وَعِنْدَمَا رَأَى أَرْنُوبَ يَقْفِزُ بِبَرَاعَةٍ، صَاحَ عَلَى الْفَوْرِ: "مَا شَاءَ اللهُ! تَبَارَكَ اللهُ!" وَلَمْ يَحْدُثْ شَيْءٌ سَيِّئٌ. فَرِحَ رَاكُونُ كَثِيرًا وَأَخَذَ يُرَدِّدُ هَذِهِ الْعِبَارَاتِ دَائِمًا.

فَرِحَ الْأَصْدِقَاءُ بِتَغَيُّرِ رَاكُونَ وَعَادُوا لِلَّعِبِ مَعَهُ بِسَعَادَةٍ. وَهَكَذَا، يَا أَطْفَالُ، يَجِبُ أَنْ نَحْفَظَ هَذِهِ الْعِبَارَاتِ وَنُرَدِّدَهَا دَائِمًا عِنْدَ رُؤْيَةِ مَا يُعْجِبُنَا لِنَحْمِيَ أَنْفُسَنَا وَأَحِبَّاءَنَا.

القيم والدروس الأخلاقية

  • ذِكْرُ اللهِ عِنْدَ الْإِعْجَابِ: تُعَلِّمُنَا الْقِصَّةُ أَهَمِّيَّةَ قَوْلِ "مَا شَاءَ اللهُ" أَوْ "تَبَارَكَ اللهُ" عِنْدَ رُؤْيَةِ شَيْءٍ جَمِيلٍ لِحِمَايَتِهِ مِنَ الْعَيْنِ وَالْحَسَدِ.
  • الِاعْتِرَافُ بِالْمُشْكِلَةِ: رَفَضَ رَاكُونُ الِاعْتِرَافَ بِمُشْكِلَتِهِ فِي الْبِدَايَةِ، لَكِنَّ اعْتِرَافَهُ كَانَ أَوَّلَ خُطْوَةٍ نَحْوَ الْحَلِّ.
  • طَلَبُ الْمُسَاعَدَةِ مِنَ الْكِبَارِ: عِنْدَمَا نُوَاجِهُ مُشْكِلَةً لَا نَعْرِفُ حَلَّهَا، مِنَ الْحِكْمَةِ أَنْ نَلْجَأَ لِمَنْ هُمْ أَكْبَرُ مِنَّا وَأَكْثَرُ خِبْرَةً.
  • الصَّدَاقَةُ هِيَ النُّصْحُ وَالصَّبْرُ: لَمْ يَتَخَلَّ الْأَصْدِقَاءُ عَنْ رَاكُونَ، بَلْ حَاوَلُوا نُصْحَهُ وَصَبَرُوا عَلَيْهِ حَتَّى تَغَيَّرَ.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. مَاذَا كَانَ أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ يَبْنِيَانِ؟
  2. اذْكُرْ حَادِثَتَيْنِ وَقَعَتَا بِسَبَبِ إِعْجَابِ رَاكُونَ.
  3. هَلْ صَدَّقَ رَاكُونُ كَلَامَ أَصْدِقَائِهِ فِي الْبِدَايَةِ؟
  4. مَنْ سَاعَدَ رَاكُونَ فِي حَلِّ مُشْكِلَتِهِ؟
  5. مَا هِيَ الْعِبَارَاتُ الَّتِي تَعَلَّمَهَا رَاكُونُ؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. لِمَاذَا كَانَ رَاكُونُ يَرْفُضُ الِاعْتِرَافَ بِمُشْكِلَتِهِ؟
  2. كَيْفَ أَثَّرَتْ وَحْدَةُ رَاكُونَ وَابْتِعَادُ أَصْدِقَائِهِ عَنْهُ فِي قَرَارِهِ بِطَلَبِ الْمُسَاعَدَةِ؟
  3. هَلْ كَانَ الْخَطَأُ خَطَأَ رَاكُونَ وَحْدَهُ؟ أَمْ أَنَّهُ كَانَ يَجِبُ عَلَى الْأَصْدِقَاءِ تَعْلِيمَهُ مُنْذُ الْبِدَايَةِ؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. مَاذَا تَقُولُ عِنْدَمَا تَرَى شَيْئًا جَمِيلًا يُعْجِبُكَ؟
  2. اذْكُرْ مَرَّةً تَرَدَّدْتَ فِيهَا فِي الِاعْتِرَافِ بِخَطَأٍ ارْتَكَبْتَهُ.
  3. كَيْفَ يُمْكِنُكَ أَنْ تُسَاعِدَ صَدِيقًا لَدَيْهِ عَادَةٌ سَيِّئَةٌ دُونَ أَنْ تَجْرَحَ مَشَاعِرَهُ؟

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • صُنْعُ لَوْحَةِ "الْكَلِمَاتِ الطَّيِّبَةِ": اصْنَعُوا لَوْحَةً جَمِيلَةً وَاكْتُبُوا عَلَيْهَا بِخَطٍّ كَبِيرٍ "مَا شَاءَ اللهُ" وَ"تَبَارَكَ اللهُ". زَيِّنُوهَا بِالْأَزْهَارِ وَالرُّسُومَاتِ وَعَلِّقُوهَا فِي الْغُرْفَةِ لِتَتَذَكَّرُوهَا دَائِمًا.
  • تَمْثِيلُ "مَشْهَدِ النُّصْحِ": قُمْ بِتَمْثِيلِ الْمَشْهَدِ الَّذِي تَشْرَحُ فِيهِ أُمُّ أَرْنُوبَ لِرَاكُونَ أَهَمِّيَّةَ ذِكْرِ اللهِ.
  • لُعْبَةُ "أَرَى شَيْئًا جَمِيلًا": يَقُولُ أَحَدُكُمْ: "أَرَى شَيْئًا جَمِيلًا، إِنَّهَا لُعْبَتُكَ الْجَدِيدَةُ!" وَيَجِبُ عَلَى الْآخَرِ أَنْ يَرُدَّ بِسُرْعَةٍ: "قُلْ مَا شَاءَ اللهُ!"

إرسال تعليق

أحدث أقدم

لحظة من فضلك!

يبدو أنك تستخدم أداة لمنع الإعلانات. لدعم استمرارية الموقع، نرجو منك التكرم بتعطيلها ثم تحديث الصفحة.

شكرًا لدعمك وتقديرك.