من يستحق العظمة؟!

القصة
مسابقة الأب البخيل
في يومٍ من الأيام، قال رجلٌ من البخلاء لأولاده: "اشتروا لي لحمًا!" سارع الأبناء فرحين، ظنًّا أنهم سيأكلون طعامًا دسمًا أخيرًا. اشتروا اللحم كما أمرهم، فجاء الأب وأمر بطبخه، وتولّى الإشراف عليه بنفسه حتى نضج تمامًا.
جلس إلى الطعام، والأبناء يحيطون به يرقبونه بعينٍ جائعة. لكن البخيل أكل اللحم قطعة بعد قطعة، حتى لم يُبقِ في الطبق إلا عظمة يتيمة. نظر إلى أولاده وابتسم بخبث، ثم قال: "لن أعطي هذه العظمة لأحدكم إلا لمن يُحسن وصف أكلها!"
الابن الأصغر يفوز
تقدّم الابن الأكبر، وقال: "أما أنا يا أبت، فأشمها وأمصّها حتى لا أدع للذر فيها مقيلًا!" فقال الأب: "لست بصاحبها!"
قال الأوسط: "ألوكها وألحسها حتى لا يُعرف، أهي من هذا العام أم من العام الماضي!" قال الأب: "لست بصاحبها!"
ثم تكلم الأصغر وقال: "أنا يا أبت أمصّها، ثم أدقّها حتى تصير كالدقيق، ثم أسفّها سفًّا!"
فضحك الأب وأعجبته إجابته وقال: "أنت صاحبها! خذها... زادك الله معرفةً وحزمًا!"
الدروس المستفادة
- البخل ليس مجرد صفة سيئة، بل هو أسلوب تفكير يمكن أن ينتقل من الآباء إلى الأبناء.
- في بيئة البخل، قد تتحول المنافسة من السعي للمعالي إلى التباهي بالحرمان.
- القصة تسخر من المنطق المعكوس للبخيل، الذي يرى في شدة البخل "حزمًا ومعرفة".
- قيمة الأشياء ليست في ثمنها، بل في كيفية الاستفادة منها، وهو ما فشل فيه الأب وأبناؤه.
أسئلة للمناقشة
- لماذا تعتقد أن الأب أقام هذه المسابقة الغريبة بدلًا من مشاركة الطعام مع أولاده؟
- ماذا تكشف إجابات الأبناء عن البيئة التي نشأوا فيها؟
- ماذا كان يقصد الأب عندما قال لابنه الأصغر "زادك الله معرفةً وحزمًا"؟ هل توافق على أن هذا حزم ومعرفة؟
- لو كنت أحد الأبناء، ماذا كنت ستقول لوالدك؟
أنشطة مقترحة
- اكتب نهاية مختلفة للقصة، يتصرف فيها أحد الأبناء بطريقة غير متوقعة ويرفض المشاركة في المسابقة.
- ارسم مشهد الأب وهو يستمع لإجابات أبنائه، وحاول أن تظهر مشاعر كل شخصية على وجهها.
- مع أصدقائك، ناقشوا الفرق بين "الاقتصاد والحرص" و"البخل والشح".