حِكَايَةُ نِهَايَةِ الطَّمَعِ

حِكَايَةُ نِهَايَةِ الطَّمَعِ

كَانَ الطِّفْلُ الصَّغِيرُ "سَامِي" يَتَلَوَّى فِي فِرَاشِهِ وَيُمْسِكُ بَطْنَهُ بِأَلَمٍ. "آهٍ يَا بَطْنِي!" تَأَوَّهَ. نَظَرَتْ إِلَيْهِ أُمُّهُ بِحُبٍّ وَقَالَتْ وَهِيَ تَرَى عُلْبَةَ الشُّوكُولَاتَةِ الْفَارِغَةَ بِجَانِبِهِ: "أَرَى أَنَّ الطَّمَعَ قَدْ سَبَّبَ لَكَ الْأَلَمَ يَا صَغِيرِي. دَعْنِي أَحْكِ لَكَ حِكَايَةً عَنْ نِهَايَةِ الطَّمَعِ."

فِي غَابَةٍ بَعِيدَةٍ، كَانَتْ تَعِيشُ بُومَةٌ عَجُوزٌ حَكِيمَةٌ تُدْعَى "حِكْمَةُ". عَلِمَتْ حِكْمَةُ بِوُجُودِ كَنْزٍ مِنْ الْأَلْمَاسِ الْبَرَّاقِ تَحْتَ جُذُورِ شَجَرَةِ بَلُّوطٍ قَدِيمَةٍ، لَكِنَّهَا كَانَتْ كَبِيرَةً فِي السِّنِّ وَلَا تَقْوَى عَلَى الْحَفْرِ. اسْتَدْعَتِ الْقِرْدَ "شَقِيَّ" وَالسِّنْجَابَ "فُسْتُقَ"، وَقَالَتْ لَهُمَا: "إِذَا حَفَرْتُمَا وَأَخْرَجْتُمَا الْأَلْمَاسَ، سَنَقْتَسِمُهُ بِالتَّسَاوِي بَيْنَنَا نَحْنُ الثَّلَاثَةَ." وَافَقَا بِحَمَاسٍ.

بَدَأَ الصَّدِيقَانِ بِالْحَفْرِ، كُلٌّ فِي حُفْرَتِهِ. لَكِنَّ الطَّمَعَ بَدَأَ يَتَسَلَّلُ إِلَى قَلْبِ شَقِيَّ. "لِمَاذَا أَتْقَاسَمُ الْكَنْزَ مَعَهُمَا؟ يُمْكِنُنِي الْحُصُولُ عَلَيْهِ كُلِّهِ لِنَفْسِي!" فَكَّرَ بِمَكْرٍ.

فِي هَذِهِ الْأَثْنَاءِ، لَمَعَ شَيْءٌ فِي حُفْرَةِ فُسْتُقَ! كَانَتْ قِطْعَةُ أَلْمَاسٍ كَبِيرَةٌ. لَكِنَّ فُسْتُقَ كَانَ ذَكِيًّا وَلَاحَظَ نَظَرَاتِ الطَّمَعِ فِي عَيْنَيْ شَقِيَّ. فَصَاحَ بِخِدْعَةٍ: "لَقَدْ وَجَدْتُهَا! وَجَدْتُ قِطْعَةَ أَلْمَاسٍ هُنَا!" رَكَضَ شَقِيُّ نَحْوَهُ لِيَرَى، وَفِي اللَّحْظَةِ الْمُنَاسِبَةِ، سَحَبَ شَقِيُّ السُّلَّمَ مِنْ حُفْرَةِ فُسْتُقَ وَتَرَكَهُ عَالِقًا فِي الْأَسْفَلِ، ثُمَّ هَرَبَ وَهُوَ يَحْمِلُ قِطْعَةَ الْأَلْمَاسِ.

وَبَيْنَمَا كَانَ يَرْكُضُ، رَأَى الْبُومَةَ حِكْمَةَ تُرَاقِبُهُ مِنْ أَعْلَى. ارْتَبَكَ وَحَاوَلَ تَغْيِيرَ طَرِيقِهِ، لَكِنَّهَا نَزَلَتْ أَمَامَهُ وَقَالَتْ بِصَوْتٍ هَادِئٍ وَحَازِمٍ: "أَيْنَ تَذْهَبُ يَا شَقِيُّ؟ أَلَمْ نَتَّفِقْ؟ أَرِنِي الْقِطْعَةَ." أَخَذَتْهَا مِنْهُ وَقَالَتْ بِسُخْرِيَةٍ: "هَذِهِ مُجَرَّدُ قِطْعَةِ زُجَاجٍ!" وَقَبْلَ أَنْ يَعْتَرِضَ شَقِيُّ، طَارَتْ بِهَا بَعِيدًا. لَكِنَّ طَمَعَهَا أَعْمَاهَا، فَاصْطَدَمَتْ بِشَجَرَةٍ وَسَقَطَتْ عَلَى الْأَرْضِ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا، وَسَقَطَتْ قِطْعَةُ الْأَلْمَاسِ فِي النَّهْرِ. قَفَزَ شَقِيُّ الطَّمَّاعُ خَلْفَهَا فِي النَّهْرِ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُجِيدُ السِّبَاحَةَ، فَاخْتَفَى تَحْتَ الْمَاءِ. أَمَّا الْبُومَةُ، فَقَدْ كُسِرَ جَنَاحُهَا وَأَصْبَحَتْ عَاجِزَةً.

فِي الْأَسْفَلِ، لَمْ يَيْأَسْ فُسْتُقُ. حَفَرَ نَفَقًا صَغِيرًا مِنْ حُفْرَتِهِ إِلَى حُفْرَةِ شَقِيَّ، فَوَجَدَ السُّلَّمَ وَكُلَّ حَبَّاتِ الْأَلْمَاسِ الْأُخْرَى! صَعِدَ إِلَى الْأَعْلَى وَوَجَدَ نَفْسَهُ مَالِكًا لِلْكَنْزِ كُلِّهِ لِأَنَّهُ كَانَ صَادِقًا وَلَمْ يُفَكِّرْ فِي خِيَانَةِ أَصْدِقَائِهِ.

أَغْلَقَ سَامِي عَيْنَيْهِ وَقَدْ غَلَبَهُ النُّعَاسُ، وَهَمَسَ: "لَنْ أَكُونَ طَمَّاعًا مِثْلَ الْقِرْدِ وَالْبُومَةِ يَا أُمِّي." لَقَدْ تَعَلَّمَ دَرْسًا لَنْ يَنْسَاهُ أَبَدًا.

القيم والدروس الأخلاقية

  • الطَّمَعُ يُؤَدِّي إِلَى الْهَلَاكِ: الْجَشَعُ وَالرَّغْبَةُ فِي الْحُصُولِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَا إِلَى خَسَارَةِ كُلِّ شَيْءٍ.
  • الْأَمَانَةُ وَالصِّدْقُ يُكَافَآنِ: عَلَى الرَّغْمِ مِنْ خِيَانَةِ الْآخَرِينَ، فَإِنَّ صِدْقَ السِّنْجَابِ وَنِيَّتَهُ الطَّيِّبَةَ كَانَا سَبَبًا فِي نَجَاتِهِ وَنَجَاحِهِ.
  • الْخِيَانَةُ لَا تُفِيدُ: خِيَانَةُ الْأَصْدِقَاءِ مِنْ أَجْلِ مَكْسَبٍ شَخْصِيٍّ تَنْتَهِي دَائِمًا بِنَتَائِجَ سَيِّئَةٍ.
  • التَّأَنِّي وَالتَّفْكِيرُ: تَسَرُّعُ الْقِرْدِ وَالْبُومَةِ بِسَبَبِ الطَّمَعِ أَدَّى إِلَى ارْتِكَابِهِمَا أَخْطَاءً قَاتِلَةً.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. مَنْ أَخْبَرَ الْقِرْدَ وَالسِّنْجَابَ عَنْ مَكَانِ الْأَلْمَاسِ؟
  2. مَا هِيَ الْخُدْعَةُ الَّتِي فَعَلَهَا الْقِرْدُ لِيَتْرُكَ السِّنْجَابَ فِي الْحُفْرَةِ؟
  3. مَاذَا قَالَتِ الْبُومَةُ لِلْقِرْدِ عَنْ قِطْعَةِ الْأَلْمَاسِ؟
  4. مَاذَا حَدَثَ لِلْقِرْدِ وَالْبُومَةِ فِي النِّهَايَةِ؟
  5. كَيْفَ نَجَا السِّنْجَابُ مِنَ الْحُفْرَةِ؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. لِمَاذَا تَعْتَقِدُ أَنَّ السِّنْجَابَ لَمْ يُفَكِّرْ فِي الطَّمَعِ مِثْلَ الْقِرْدِ وَالْبُومَةِ؟
  2. هَلْ كَانَتْ نِهَايَةُ الْقِرْدِ وَالْبُومَةِ عَادِلَةً؟ لِمَاذَا؟
  3. لَوْ أَنَّ الثَّلَاثَةَ تَقَاسَمُوا الْأَلْمَاسَ بِالتَّسَاوِي، كَيْفَ كَانَتْ سَتَكُونُ نِهَايَةُ الْقِصَّةِ؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. اذْكُرْ مَوْقِفًا شَعَرْتَ فِيهِ بِالطَّمَعِ وَنَدِمْتَ عَلَيْهِ.
  2. مَاذَا تَعْنِي لَكَ "الْأَمَانَةُ" فِي تَعَامُلِكَ مَعَ أَصْدِقَائِكَ؟
  3. إِذَا وَجَدْتَ شَيْئًا ثَمِينًا، هَلْ سَتُشَارِكُهُ مَعَ أَصْدِقَائِكَ أَمْ سَتَحْتَفِظُ بِهِ لِنَفْسِكَ؟

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • ارسم النهاية المختلفة: ارْسُمْ صُورَةً تُظْهِرُ كَيْفَ كَانَتْ سَتَبْدُو الْقِصَّةُ لَوْ أَنَّ الْبُومَةَ وَالْقِرْدَ وَالسِّنْجَابَ تَقَاسَمُوا الْأَلْمَاسَ بِسَعَادَةٍ.
  • لعبة "الثقة والكنز": ضَعْ قِطَعًا صَغِيرَةً (مِثْلَ أزرار) فِي مُنْتَصَفِ الدَّائِرَةِ. يَتَنَاوَبُ الْأَطْفَالُ عَلَى أَخْذِ قِطْعَةٍ وَاحِدَةٍ فِي كُلِّ مَرَّةٍ. مَنْ يَأْخُذُ أَكْثَرَ مِنْ وَاحِدَةٍ (يَطْمَعُ) يَخْرُجُ مِنَ اللُّعْبَةِ.
  • تمثيل مشهد الخداع: قُمْ بِتَمْثِيلِ الْمَشْهَدِ الَّذِي يَخْدَعُ فِيهِ السِّنْجَابُ الْقِرْدَ الطَّمَّاعَ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم