رَامِي وَدَرْسُ الصَّبْرِ الْكَبِيرِ

رَامِي وَدَرْسُ الصَّبْرِ الْكَبِيرِ

كَانَ "رَامِي" يَجْلِسُ عَلَى حَافَّةِ الرَّصِيفِ الْخَشَبِيِّ، يُمْسِكُ بِصِنَّارَتِهِ الصَّغِيرَةِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْمَاءِ بِعَبُوسٍ. لَقَدْ مَرَّ وَقْتٌ طَوِيلٌ وَلَمْ تَعْلَقْ بِصِنَّارَتِهِ سَمَكَةٌ وَاحِدَةٌ. تَأَفَّفَ بِضَجَرٍ وَقَالَ: "لَا فَائِدَةَ! الْأَسْمَاكُ لَا تُحِبُّنِي الْيَوْمَ."

نَظَرَ إِلَيْهِ جَدُّهُ الْجَالِسُ بِجَانِبِهِ بِهُدُوءٍ، وَابْتَسَمَ ابْتِسَامَةً دَافِئَةً. قَالَ بِصَوْتٍ هَادِئٍ: "الصَّيْدُ يُعَلِّمُنَا الصَّبْرَ يَا رَامِي. تَحَلَّ بِالصَّبْرِ وَالْهُدُوءِ، فَالْأَسْمَاكُ تَخَافُ مِنَ الْحَرَكَةِ وَالضَّجِيجِ." أَخَذَ رَامِي نَفَسًا عَمِيقًا وَحَاوَلَ أَنْ يَبْقَى هَادِئًا مِثْلَ جَدِّهِ.

بَعْدَ فَتْرَةٍ وَجِيزَةٍ، وَبَيْنَمَا كَانَ عَلَى وَشْكِ الْمَلَلِ مَرَّةً أُخْرَى، شَعَرَ رَامِي بِشَيْءٍ يَسْحَبُ الْخَيْطَ بِقُوَّةٍ! "جَدِّي! هُنَاكَ شَيْءٌ!" صَاحَ بِحَمَاسٍ. بَدَأَتِ الصِّنَّارَةُ تَرْتَجُّ بِعُنْفٍ فِي يَدَيْهِ. حَاوَلَ رَامِي أَنْ يَسْحَبَهَا، لَكِنَّهَا كَانَتْ قَوِيَّةً جِدًّا، وَكَادَتْ أَنْ تَسْحَبَهُ هُوَ إِلَى الْمَاءِ.

"لَا تَسْتَسْلِمْ! أَمْسِكْ بِهَا بِقُوَّةٍ!" قَالَ الْجَدُّ وَهُوَ يُسْرِعُ لِمُسَاعَدَتِهِ. أَمْسَكَ الْجَدُّ بِالصِّنَّارَةِ مَعَ رَامِي، وَبَدَآ بِالسَّحْبِ مَعًا بِكُلِّ قُوَّتِهِمَا. كَانَ الْخَيْطُ يَتَأَرْجَحُ يَمِينًا وَيَسَارًا، وَكَانَ الشَّيْءُ الْعَالِقُ يُقَاوِمُ بِشَرَاسَةٍ.

بَعْدَ جُهْدٍ كَبِيرٍ وَلَحَظَاتٍ مِنْ شَدِّ الْأَنْفَاسِ، تَمَكَّنَا أَخِيرًا مِنْ إِخْرَاجِ الصِّنَّارَةِ مِنَ الْمَاءِ. كَانَتْ هُنَاكَ سَمَكَةٌ فِضِّيَّةٌ ضَخْمَةٌ تَلْمَعُ تَحْتَ أَشِعَّةِ الشَّمْسِ، أَكْبَرُ مِنْ أَيِّ سَمَكَةٍ رَآهَا رَامِي فِي حَيَاتِهِ!

قَفَزَ رَامِي مِنْ فَرْطِ الْفَرَحِ وَالذُّهُولِ. عَانَقَ جَدَّهُ بِقُوَّةٍ وَقَالَ: "شُكْرًا لَكَ يَا جَدِّي! لَقَدْ كُنْتَ عَلَى حَقٍّ. الْيَوْمَ لَمْ أَصْطَدْ سَمَكَةً فَقَطْ، بَلْ تَعَلَّمْتُ أَيْضًا أَنَّ الصَّبْرَ وَالْعَمَلَ بِصَمْتٍ هُمَا أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِتَحْقِيقِ أَكْبَرِ الْأَهْدَافِ."

القيم والدروس الأخلاقية

  • قِيمَةُ الصَّبْرِ: الْأَهْدَافُ الْكَبِيرَةُ وَالنَّتَائِجُ الْجَيِّدَةُ تَحْتَاجُ إِلَى الصَّبْرِ وَعَدَمِ الِاسْتِسْلَامِ بِسُهُولَةٍ.
  • حِكْمَةُ الْكِبَارِ: الِاسْتِمَاعُ لِنَصَائِحِ مَنْ هُمْ أَكْبَرُ مِنَّا سِنًّا وَأَكْثَرُ خِبْرَةً يُمْكِنُ أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى تَحْقِيقِ النَّجَاحِ.
  • الْعَمَلُ بِهُدُوءٍ: فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ، الْهُدُوءُ وَالتَّرْكِيزُ أَفْضَلُ مِنَ الضَّجِيجِ وَالتَّذَمُّرِ لِلْوُصُولِ إِلَى مَا نُرِيدُ.
  • التَّعَاوُنُ وَالْمُسَاعَدَةُ: عِنْدَمَا كَانَتِ الْمُهِمَّةُ صَعْبَةً، سَاعَدَ الْجَدُّ حَفِيدَهُ، وَبِالْعَمَلِ مَعًا تَمَكَّنَا مِنْ تَحْقِيقِ هَدَفِهِمَا.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. مَاذَا كَانَ يَفْعَلُ رَامِي فِي بِدَايَةِ الْقِصَّةِ؟
  2. بِمَاذَا نَصَحَ الْجَدُّ حَفِيدَهُ رَامِي؟
  3. مَاذَا شَعَرَ رَامِي فِي صِنَّارَتِهِ بَعْدَ أَنْ تَحَلَّى بِالصَّبْرِ؟
  4. لِمَاذَا طَلَبَ رَامِي الْمُسَاعَدَةَ مِنْ جَدِّهِ؟
  5. مَاذَا اصْطَادَ رَامِي وَجَدُّهُ فِي النِّهَايَةِ؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. لِمَاذَا تَعْتَقِدُ أَنَّ "الصَّبْرَ وَالْهُدُوءَ" مُهِمَّانِ فِي الصَّيْدِ وَفِي أُمُورٍ أُخْرَى فِي الْحَيَاةِ؟
  2. لَوْ أَنَّ رَامِي اسْتَسْلَمَ وَذَهَبَ، مَاذَا كَانَ سَيَفُوتُهُ؟
  3. كَيْفَ أَظْهَرَ الْجَدُّ حِكْمَتَهُ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. اذْكُرْ مَرَّةً كُنْتَ فِيهَا صَبُورًا وَحَصَلْتَ عَلَى نَتِيجَةٍ جَيِّدَةٍ.
  2. مَنْ هُوَ الشَّخْصُ الَّذِي تَسْتَمِعُ لِنَصَائِحِهِ دَائِمًا؟ وَلِمَاذَا؟
  3. مَا هُوَ الْهَدَفُ الْكَبِيرُ الَّذِي تَحْتَاجُ فِيهِ إِلَى الصَّبْرِ وَالْعَمَلِ بِجِدٍّ لِتَحْقِيقِهِ؟

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • اصْنَعْ سَمَكَتَكَ الْكَبِيرَةَ: بِاسْتِخْدَامِ الْوَرَقِ الْمُقَوَّى وَأَقْلَامِ التَّلْوِينِ، اصْنَعْ سَمَكَةً كَبِيرَةً وَمُلَوَّنَةً. يُمْكِنُكَ تَزْيِينُهَا بِقُصَاصَاتٍ لَامِعَةٍ لِتَبْدُوَ كَأَنَّهَا تَلْمَعُ تَحْتَ الشَّمْسِ.
  • لُعْبَةُ الصَّبْرِ: ابْنِ بُرْجًا طَوِيلًا بِاسْتِخْدَامِ أَوْرَاقِ اللَّعِبِ أَوْ قِطَعِ الدُّومِينُو. هَذِهِ اللُّعْبَةُ تَتَطَلَّبُ الْكَثِيرَ مِنَ الْهُدُوءِ وَالصَّبْرِ وَالتَّرْكِيزِ!
  • تَمْثِيلُ مَشْهَدِ الصَّيْدِ: مَثِّلْ مَشْهَدَ سَحْبِ السَّمَكَةِ الْكَبِيرَةِ. أَظْهِرْ كَيْفَ كَانَتْ قَوِيَّةً وَكَيْفَ تَعَاوَنَ رَامِي وَجَدُّهُ لِإِخْرَاجِهَا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم