فِي قَرْيَةٍ صَغِيرَةٍ مُحَاطَةٍ بِالْغَابَاتِ الْخَضْرَاءِ، كَانَ يَعِيشُ طِفْلَانِ شُجَاعَانِ: سَامِر ذُو الثَّمَانِي سَنَوَاتٍ، وَأُخْتُهُ نُور ذَاتُ السِّتِّ سَنَوَاتٍ. كَانَا يَعِيشَانِ مَعَ أُمِّهِمَا الطَّيِّبَةِ فِي بَيْتٍ صَغِيرٍ لَكِنَّهُ مَلِيءٌ بِالْحُبِّ وَالدِّفْءِ.
مُغَامَرَةُ سَامِر وَنُور مَعَ أَقْزَامِ الْجَبَلِ السِّحْرِيّ 🏔️✨
فِي يَوْمٍ مُشْمِسٍ جَمِيلٍ، طَلَبَتْ الْأُمُّ مِنْ سَامِر وَنُور: "يَا أَحِبَّائِي، هَلْ يُمْكِنُكُمَا الذَّهَابُ إِلَى الْغَابَةِ لِجَمْعِ التُّوتِ الْبَرِّيِّ؟ سَنَبِيعُهُ فِي السُّوقِ لِنَشْتَرِيَ الْخُبْزَ وَالطَّعَامَ."
الرِّحْلَةُ إِلَى الْغَابَةِ
أَخَذَ الطِّفْلَانِ جَرَّتَيْنِ صَغِيرَتَيْنِ وَانْطَلَقَا بِفَرَحٍ نَحْوَ الْغَابَةِ. كَانَتْ أَشِعَّةُ الشَّمْسِ تَتَرَاقَصُ بَيْنَ أَوْرَاقِ الشَّجَرِ، وَالْعَصَافِيرُ تُغَرِّدُ أَلْحَانًا عَذْبَةً. قَالَ سَامِر بِحَمَاسٍ: "سَنَجْمَعُ أَكْبَرَ كَمِّيَّةٍ مِنَ التُّوتِ الْيَوْمَ!"
رَدَّتْ نُور وَهِيَ تَقْفِزُ بَيْنَ الْأَزْهَارِ: "نَعَمْ، وَسَتَفْرَحُ أُمِّي كَثِيرًا!"
جَمْعُ التُّوتِ اللَّذِيذِ
وَصَلَ الطِّفْلَانِ إِلَى مَكَانٍ سِرِّيٍّ فِي الْغَابَةِ، حَيْثُ تَنْمُو نَبَاتَاتُ التُّوتِ بِكَثْرَةٍ. بَدَأَا يَجْمَعَانِ الثِّمَارَ الْحَمْرَاءَ النَّاضِجَةَ بِعِنَايَةٍ. عَمِلَا بِجِدٍّ وَاجْتِهَادٍ حَتَّى امْتَلَأَتْ جَرَّتَاهُمَا بِالتُّوتِ اللَّذِيذِ.
قَالَ سَامِر وَهُوَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ جَبِينِهِ: "انْظُرِي يَا نُور! جَرَّتِي مُمْتَلِئَةٌ!"
نَظَرَتْ نُور إِلَى جَرَّتِهَا الَّتِي كَانَتْ نِصْفَ مُمْتَلِئَةٍ، فَسَاعَدَهَا سَامِر الطَّيِّبُ حَتَّى امْتَلَأَتْ جَرَّتُهَا أَيْضًا.
اللَّعِبُ فِي الْمَرْجِ
بَعْدَ الْعَمَلِ الشَّاقِّ، اكْتَشَفَ الطِّفْلَانِ مَرْجًا جَمِيلًا مَلِيئًا بِالْأَزْهَارِ الْمُلَوَّنَةِ. وَضَعَا الْجَرَّتَيْنِ خَلْفَ شَجَرَةٍ كَبِيرَةٍ وَبَدَأَا يَلْعَبَانِ وَيَرْكُضَانِ بَيْنَ الْفَرَاشَاتِ.
اخْتِفَاءُ الْجَرَّتَيْنِ الْغَامِض
عِنْدَمَا حَلَّ الْمَسَاءُ، عَادَ الطِّفْلَانِ إِلَى الشَّجَرَةِ لِيَأْخُذَا جَرَّتَيْهِمَا، لَكِنَّهُمَا لَمْ يَجِدَاهُمَا! بَحَثَا فِي كُلِّ مَكَانٍ، خَلْفَ كُلِّ شَجَرَةٍ وَشُجَيْرَةٍ، لَكِنْ دُونَ جَدْوَى.
بَدَأَتْ نُور تَبْكِي: "أَيْنَ ذَهَبَ التُّوتُ؟ مَاذَا سَنَقُولُ لِأُمِّي؟"
قَالَ سَامِر بِشَجَاعَةٍ: "لَا تَبْكِي يَا نُور. اذْهَبِي إِلَى الْبَيْتِ وَأَخْبِرِي أُمِّي. سَأَبْقَى هُنَا وَأَبْحَثُ عَنِ الْجَرَّتَيْنِ."
الضَّوْءُ الْغَرِيبُ فِي اللَّيْلِ
بَقِيَ سَامِر وَحِيدًا فِي الْغَابَةِ الْمُظْلِمَةِ. فَجْأَةً، رَأَى ضَوْءًا سَاطِعًا يَتَحَرَّكُ قُرْبَ جَبَلٍ صَغِيرٍ. اقْتَرَبَ بِحَذَرٍ وَرَأَى قَزْمًا صَغِيرًا يَرْتَدِي مِعْطَفًا فِضِّيًّا وَقُبَّعَةً حَمْرَاءَ عَلَيْهَا جَوْهَرَةٌ مُضِيئَةٌ!
كَانَ الْقَزْمُ يُحَاوِلُ دَفْعَ شَيْءٍ إِلَى دَاخِلِ فُتْحَةٍ فِي الْجَبَلِ. وَعِنْدَمَا اقْتَرَبَ سَامِر أَكْثَرَ، اكْتَشَفَ أَنَّهُ جَرَّتُهُ!
مُوَاجَهَةُ الْقَزْمِ
صَاحَ سَامِر: "تَوَقَّفْ! هَذِهِ جَرَّتِي!"
فَزِعَ الْقَزْمُ وَحَاوَلَ الْهُرُوبَ، لَكِنَّ سَامِر أَمْسَكَ بِهِ. قَالَ الْقَزْمُ بِصَوْتٍ رَفِيعٍ: "مَعْذِرَةً! كُنَّا نُحَضِّرُ لِحَفْلَةٍ كَبِيرَةٍ وَنَحْتَاجُ التُّوتَ."
قَالَ سَامِر: "لَكِنَّ هَذَا التُّوتَ لَنَا! نَحْتَاجُهُ لِشِرَاءِ الطَّعَامِ."
مَمْلَكَةُ الْأَقْزَامِ السِّحْرِيَّة
قَادَ الْقَزْمُ سَامِر عَبْرَ مَمَرَّاتٍ سِرِّيَّةٍ دَاخِلَ الْجَبَلِ. وَصَلَا إِلَى قَاعَةٍ عَظِيمَةٍ مُضَاءَةٍ بِآلَافِ الْأَحْجَارِ الْكَرِيمَةِ الْمُتَلَأْلِئَةِ. كَانَ هُنَاكَ عَشَرَاتُ الْأَقْزَامِ يَرْقُصُونَ وَيَحْتَفِلُونَ.
جَلَسَ مَلِكُ الْأَقْزَامِ عَلَى عَرْشٍ أَخْضَرَ، يَرْتَدِي عَبَاءَةً ذَهَبِيَّةً وَتَاجًا مُرَصَّعًا بِالْجَوَاهِرِ. قَالَ بِصَوْتٍ عَمِيقٍ: "أَهْلًا بِكَ أَيُّهَا الطِّفْلُ الشُّجَاعُ! سَأَشْتَرِي مِنْكَ التُّوتَ بِثَمَنٍ عَادِلٍ."
كُنُوزُ الْأَقْزَامِ
أَخَذَ الْمَلِكُ سَامِر فِي جَوْلَةٍ عَبْرَ غُرَفٍ مَلِيئَةٍ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْأَحْجَارِ الْكَرِيمَةِ. رَأَى سَامِر نَافُورَةً تَتَدَفَّقُ مِنْهَا ثَلَاثَةُ أَنْهَارٍ: ذَهَبٌ سَائِلٌ، وَفِضَّةٌ لَامِعَةٌ، وَنُحَاسٌ بَرَّاقٌ!
الْحَفْلَةُ الْعَجِيبَة
شَارَكَ سَامِر فِي حَفْلَةِ الْأَقْزَامِ. أَكَلَ مِنْ أَطْبَاقٍ ذَهَبِيَّةٍ صَغِيرَةٍ، وَرَقَصَ مَعَ فَتَيَاتِ الْأَقْزَامِ اللَّوَاتِي كُنَّ يَرْتَدِينَ أَكَالِيلَ مِنَ الْأَزْهَارِ الْمُتَلَأْلِئَةِ. وَضَعَتْ إِحْدَاهُنَّ إِكْلِيلًا جَمِيلًا عَلَى رَأْسِهِ.
الْعَوْدَةُ الْغَامِضَة
عِنْدَمَا طَلَبَ سَامِر الْعَوْدَةَ، وَعَدَهُ الْمَلِكُ بِدَفْعِ ثَمَنِ التُّوتِ. لَكِنَّ سَامِر كَانَ مُتْعَبًا جِدًّا، فَجَلَسَ عَلَى الْعَرْشِ وَنَامَ.
اسْتَيْقَظَ فِي الصَّبَاحِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ نَفْسِهَا! ظَنَّ أَنَّهُ كَانَ يَحْلُمُ، لَكِنْ عِنْدَمَا عَادَ إِلَى الْبَيْتِ، سَقَطَ الْإِكْلِيلُ السِّحْرِيُّ مِنْ رَأْسِهِ!
الْكَنْزُ الْحَقِيقِيّ
اكْتَشَفَتِ الْأُمُّ أَنَّ الْإِكْلِيلَ مَصْنُوعٌ مِنْ أَحْجَارٍ كَرِيمَةٍ حَقِيقِيَّةٍ! بَاعَتْ غُصْنًا صَغِيرًا مِنْهُ وَحَصَلَتْ عَلَى كِيسٍ مِنَ الذَّهَبِ.
عَاشَتِ الْأُسْرَةُ فِي سَعَادَةٍ وَرَخَاءٍ، لَكِنَّهُمْ ظَلُّوا مُتَوَاضِعِينَ وَطَيِّبِينَ، يُسَاعِدُونَ الْفُقَرَاءَ وَيَتَذَكَّرُونَ دَائِمًا مُغَامَرَتَهُمُ الْعَجِيبَةَ.
الدُّرُوسُ وَالْعِبَر 🌟
- الشَّجَاعَةُ: أَظْهَرَ سَامِر شَجَاعَةً كَبِيرَةً عِنْدَمَا بَقِيَ وَحْدَهُ فِي الْغَابَةِ
- الْمُثَابَرَةُ: لَمْ يَسْتَسْلِمِ الطِّفْلَانِ رَغْمَ الصُّعُوبَاتِ
- الْكَرَمُ: شَارَكَتِ الْأُسْرَةُ ثَرْوَتَهَا مَعَ الْمُحْتَاجِينَ
- الصِّدْقُ: أَخْبَرَ سَامِر أُمَّهُ بِكُلِّ مَا حَدَثَ
أَسْئِلَةُ الْفَهْمِ 📚
- لِمَاذَا ذَهَبَ سَامِر وَنُور إِلَى الْغَابَةِ؟
- مَاذَا وَجَدَ سَامِر عِنْدَمَا اخْتَفَتِ الْجَرَّتَانِ؟
- كَيْفَ بَدَتْ مَمْلَكَةُ الْأَقْزَامِ؟
- مَا الْهَدِيَّةُ الَّتِي حَصَلَ عَلَيْهَا سَامِر؟
- كَيْفَ تَغَيَّرَتْ حَيَاةُ الْأُسْرَةِ فِي النِّهَايَةِ؟
أَسْئِلَةُ التَّفْكِيرِ النَّقْدِيّ 🤔
- هَلْ كَانَ مِنَ الصَّوَابِ أَنْ يَبْقَى سَامِر وَحْدَهُ فِي الْغَابَةِ؟ لِمَاذَا؟
- لَوْ كُنْتَ مَكَانَ سَامِر، هَلْ كُنْتَ سَتَدْخُلُ مَعَ الْقَزْمِ إِلَى الْجَبَلِ؟
- لِمَاذَا تَعْتَقِدُ أَنَّ الْأَقْزَامَ أَعْطَوْا سَامِر الْإِكْلِيلَ الثَّمِينَ؟
اُرْبُطِ الْقِصَّةَ بِحَيَاتِكَ 💭
- هَلْ سَاعَدْتَ يَوْمًا أُسْرَتَكَ فِي عَمَلٍ مُهِمٍّ مِثْلَ سَامِر وَنُور؟
- كَيْفَ تَتَصَرَّفُ عِنْدَمَا تُوَاجِهُ مُشْكِلَةً صَعْبَةً؟
- إِذَا وَجَدْتَ كَنْزًا، مَاذَا سَتَفْعَلُ بِهِ؟
أَنْشِطَةٌ مُمْتِعَة 🎨
- الرَّسْمُ: اُرْسُمْ مَمْلَكَةَ الْأَقْزَامِ السِّحْرِيَّةَ بِأَلْوَانِهَا الْمُتَلَأْلِئَةِ
- التَّمْثِيلُ: مَثِّلْ مَعَ أَصْدِقَائِكَ مَشْهَدَ لِقَاءِ سَامِر بِالْقَزْمِ
- الْإِبْدَاعُ: اخْتَرِعْ نِهَايَةً جَدِيدَةً لِلْقِصَّةِ