سَمُّوكَةُ وَمَمْلَكَتُهَا الْآمِنَةُ
فِي بُحَيْرَةٍ جَمِيلَةٍ تَلْمَعُ مِيَاهُهَا تَحْتَ الشَّمْسِ، عَاشَتْ سَمَكَةٌ صَغِيرَةٌ فِضِّيَّةٌ اسْمُهَا "سَمُّوكَةُ" مَعَ أُمِّهَا وَأَخَوَاتِهَا. كَانَتْ حَيَاتُهُنَّ هَادِئَةً فِي وَسَطِ الْبُحَيْرَةِ، لَكِنَّ سَمُّوكَةَ كَانَتْ دَائِمًا تَتَذَمَّرُ. "هَذَا الْمَكَانُ مُمِلٌّ!" كَانَتْ تَقُولُ لِأُمِّهَا. "أُرِيدُ أَنْ أَرَى مَاذَا يُوجَدُ فِي الْأَسْفَلِ الْعَمِيقِ أَوْ فِي الْأَعْلَى الْبَعِيدِ."
فِي أَحَدِ الْأَيَّامِ، بَيْنَمَا كَانَتِ الْأُمُّ مَشْغُولَةً، قَرَّرَتْ سَمُّوكَةُ أَنْ تَقُومَ بِأَوَّلِ مُغَامَرَاتِهَا. سَبَحَتْ بَعِيدًا عَنْ أَخَوَاتِهَا وَغَاصَتْ نَحْوَ قَاعِ الْبُحَيْرَةِ الْمُظْلِمِ. هُنَاكَ، كَانَتِ النَّبَاتَاتُ غَرِيبَةً وَالْأَضْوَاءُ خَافِتَةً. فَجْأَةً، رَأَتْ أَسْمَاكًا ضَخْمَةً بِأَسْنَانٍ حَادَّةٍ لَمْ تَرَهَا مِنْ قَبْلُ. وَقَبْلَ أَنْ تَسْتَوْعِبَ الْخَطَرَ، فَتَحَتْ إِحْدَى الْأَسْمَاكِ فَمَهَا الْكَبِيرَ لِتَبْتَلِعَهَا!
فِي اللَّحْظَةِ الْأَخِيرَةِ، انْطَلَقَتْ أُمُّهَا كَالسَّهْمِ وَدَفَعَتْ سَمُّوكَةَ بَعِيدًا، ثُمَّ سَحَبَتْهَا بِسُرْعَةٍ إِلَى مَنْطَقَتِهِمُ الْآمِنَةِ. قَالَتْ وَهِيَ تَلْهَثُ: "أَلَمْ أُحَذِّرْكِ؟ الْأَسْفَلُ لَيْسَ مَكَانًا لَنَا." لَكِنَّ سَمُّوكَةَ، وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ خَوْفِهَا، لَمْ تَتَعَلَّمِ الدَّرْسَ كَامِلًا.
فِي الْيَوْمِ التَّالِي، قَالَتْ لِنَفْسِهَا: "إِذَا كَانَ الْأَسْفَلُ خَطِيرًا، فَرُبَّمَا يَكُونُ الْأَعْلَى أَجْمَلَ!" وَمَرَّةً أُخْرَى، تَسَلَّلَتْ بَعِيدًا وَسَبَحَتْ نَحْوَ سَطْحِ الْمَاءِ. انْبَهَرَتْ بِمَا رَأَتْ؛ السَّمَاءُ الزَّرْقَاءُ الشَّاسِعَةُ، الْأَشْجَارُ الْخَضْرَاءُ عَلَى الضِّفَافِ، وَالْأَزْهَارُ الْمُلَوَّنَةُ.
لَكِنَّهَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ أَنَّ هُنَاكَ عُيُونًا تُرَاقِبُهَا مِنْ فَوْقُ. طَائِرٌ كَبِيرٌ ذُو مِنْقَارٍ حَادٍّ رَآهَا وَانْقَضَّ عَلَيْهَا كَالصَّاعِقَةِ! بِفَضْلِ حَجْمِهَا الصَّغِيرِ وَحَظِّهَا الْجَيِّدِ، تَمَكَّنَتْ سَمُّوكَةُ مِنَ الْغَوْصِ فِي الْمَاءِ فِي آخِرِ لَحْظَةٍ، وَمَرَّتْ مَخَالِبُ الطَّائِرِ عَلَى بُعْدِ شَعْرَةٍ مِنْهَا.
عَادَتْ سَمُّوكَةُ إِلَى أُمِّهَا وَأَخَوَاتِهَا وَهِيَ تَرْتَجِفُ مِنَ الْخَوْفِ. بَعْدَ أَنْ نَجَتْ مِنَ الْمَوْتِ مَرَّتَيْنِ، أَدْرَكَتْ أَخِيرًا الْحَقِيقَةَ. وَسَطُ الْبُحَيْرَةِ، حَيْثُ تَعِيشُ عَائِلَتُهَا، لَمْ يَكُنْ مُمِلًّا، بَلْ كَانَ مَمْلَكَتَهَا الْآمِنَةَ.
عَانَقَتْ أُمَّهَا وَقَالَتْ: "أَنَا آسِفَةٌ يَا أُمِّي. لَنْ أَبْتَعِدَ عَنْكُمْ مَرَّةً أُخْرَى." وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ، تَعَلَّمَتْ سَمُّوكَةُ أَنَّ السَّعَادَةَ وَالْأَمَانَ لَيْسَا فِي الْأَمَاكِنِ الْبَعِيدَةِ وَالْغَرِيبَةِ، بَلْ فِي الْقُرْبِ مِنَ الْأَشْخَاصِ الَّذِينَ يُحِبُّونَنَا وَيَحْمُونَنَا.
القيم والدروس الأخلاقية
- أَهَمِّيَّةُ طَاعَةِ الْوَالِدَيْنِ: نَصَائِحُ الْوَالِدَيْنِ تَأْتِي مِنْ خِبْرَتِهِمَا وَحُبِّهِمَا، وَهَدَفُهَا الْأَسَاسِيُّ هُوَ حِمَايَتُنَا.
- الْقَنَاعَةُ وَالرِّضَا: يَجِبُ أَنْ نُقَدِّرَ مَا لَدَيْنَا وَالْمَكَانَ الَّذِي نَنْتَمِي إِلَيْهِ، فَقَدْ يَكُونُ هُوَ أَفْضَلَ مَكَانٍ لَنَا.
- الْأَمَانُ فِي كَنَفِ الْعَائِلَةِ: الْعَائِلَةُ هِيَ مَلْجَؤُنَا الْآمِنُ وَمَصْدَرُ الْحُبِّ وَالْحِمَايَةِ.
- الْخِبْرَةُ أَفْضَلُ مُعَلِّمٍ: أَحْيَانًا، لَا نَتَعَلَّمُ الدَّرْسَ إِلَّا بَعْدَ خَوْضِ تَجَارِبَ صَعْبَةٍ تُظْهِرُ لَنَا الْحَقِيقَةَ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَا اسْمُ السَّمَكَةِ الصَّغِيرَةِ؟
- لِمَاذَا لَمْ تُحِبْ سَمُّوكَةُ مَكَانَ سَكَنِهَا؟
- مَا هُوَ الْخَطَرُ الَّذِي وَاجَهَتْهُ فِي أَسْفَلِ الْبُحَيْرَةِ؟
- مَا هُوَ الْخَطَرُ الَّذِي وَاجَهَتْهُ عَلَى سَطْحِ الْمَاءِ؟
- فِي النِّهَايَةِ، أَيْنَ وَجَدَتْ سَمُّوكَةُ أَنَّهُ الْمَكَانُ الْأَفْضَلُ لَهَا؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا لَمْ تَتَعَلَّمْ سَمُّوكَةُ الدَّرْسَ مِنَ الْمَرَّةِ الْأُولَى؟
- هَلْ كَانَ خَوْفُ الْأُمِّ مُبَرَّرًا؟ كَيْفَ نَعْرِفُ ذَلِكَ؟
- مَا الْفَرْقُ بَيْنَ "الشَّجَاعَةِ" وَ"التَّهَوُّرِ" فِي تَصَرُّفَاتِ سَمُّوكَةَ؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- هَلْ شَعَرْتَ بِالْمَلَلِ مِنْ قَبْلُ فِي مَنْزِلِكَ وَتَمَنَّيْتَ أَنْ تَذْهَبَ فِي مُغَامَرَةٍ؟
- صِفْ شُعُورَكَ عِنْدَمَا تَكُونُ مَعَ عَائِلَتِكَ. مَا الَّذِي يَجْعَلُكَ تَشْعُرُ بِالْأَمَانِ؟
- اذْكُرْ نَصِيحَةً قَدَّمَهَا لَكَ وَالِدَاكَ وَأَدْرَكْتَ لَاحِقًا أَنَّهَا كَانَتْ مُهِمَّةً جِدًّا.
أنشطة تفاعلية ممتعة
- ارْسُمْ مَمْلَكَتَكَ الْآمِنَةَ: ارْسُمْ صُورَةً لِمَنْزِلِكَ أَوْ لِمَكَانِكَ الْمُفَضَّلِ الَّذِي تَشْعُرُ فِيهِ بِالْأَمَانِ وَالسَّعَادَةِ، وَارْسُمْ نَفْسَكَ مَعَ أَفْرَادِ عَائِلَتِكَ فِيهِ.
- لُعْبَةُ "خَطَرٌ أَمْ آمِنٌ؟": يَذْكُرُ أَحَدُ الْوَالِدَيْنِ مَكَانًا أَوْ فِعْلًا (مِثْلَ: "اللَّعِبُ فِي الْحَدِيقَةِ مَعَ مَامَا"، "الذَّهَابُ بَعِيدًا مَعَ غَرِيبٍ") وَيَقْفِزُ الطِّفْلُ إِلَى الْيَمِينِ إِذَا كَانَ "آمِنًا" وَإِلَى الْيَسَارِ إِذَا كَانَ "خَطَرًا".
- صُنْعُ أَسْمَاكِ الْبُحَيْرَةِ: بِاسْتِخْدَامِ الْوَرَقِ الْمُلَوَّنِ وَالْمِقَصِّ، اصْنَعُوا أَسْمَاكًا صَغِيرَةً لِعَائِلَةِ سَمُّوكَةَ، وَسَمَكَةً كَبِيرَةً مُخِيفَةً، وَطَائِرًا. ثُمَّ أَعِيدُوا تَمْثِيلَ الْقِصَّةِ.