مِيدُو وَالْقَرَارُ الصَّعْبُ

مِيدُو وَالْقَرَارُ الصَّعْبُ

كَانَ "مِيدُو" وَصَدِيقُهُ "هَانِي" يَرْكُضَانِ فِي الشَّارِعِ عَائِدَيْنِ مِنَ الْمَدْرَسَةِ، وَقَلْبَاهُمَا يَدُقَّانِ بِسُرْعَةٍ مِنَ الْحَمَاسِ. فَالْيَوْمُ هُوَ أَهمُّ يَوْمٍ فِي حَيَاتِهِمَا، يَوْمُ الْمُبَارَاةِ الِافْتِتَاحِيَّةِ لِبُطُولَةِ كُرَةِ الْقَدَمِ. وَفِي طَرِيقِهِمَا، لَمَحَا جَارَهُمَا الْعَجُوزَ "عَدْنَانَ" وَهُوَ يُحَاوِلُ جَاهِدًا حَمْلَ الْكَثِيرِ مِنَ الْأَكْيَاسِ الثَّقِيلَةِ.

هَمَسَ هَانِي لِمِيدُو: "يَجِبُ أَنْ نُسَاعِدَهُ يَا مِيدُو."
لَكِنَّ مِيدُو رَفَضَ بِعِنَادٍ وَقَالَ: "كَلَّا يَا هَانِي! لَيْسَ لَدَيْنَا وَقْتٌ، سَتَفُوتُنَا الْمُبَارَاةُ!" وَبِسُرْعَةٍ، سَحَبَ صَدِيقَهُ وَهَرَبَا مِنْ شَارِعٍ مُجَاوِرٍ وَهُمَا يَضْحَكَانِ، حَتَّى وَصَلَا إِلَى بَيْتِ مِيدُو.

طَرَقَ مِيدُو الْبَابَ مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ، لَكِنْ لَمْ يَفْتَحْ أَحَدٌ. "غَرِيبٌ، أُمِّي لَيْسَتْ هُنَا!" قَالَ بِقَلَقٍ. "لَا بُدَّ أَنَّهَا ذَهَبَتْ إِلَى الْمَلْعَبِ قَبْلِي." فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ، رَأَى هَانِي جَارَهُمَا عَدْنَانَ يَقْتَرِبُ، فَصَاحَ: "اخْتَبِئْ خَلْفَ الشَّجَرَةِ!"

اخْتَبَأَ الصَّدِيقَانِ، وَمَرَّ الْجَارُ عَدْنَانُ بِجَانِبِ حَدِيقَةِ مِيدُو. نَظَرَ نَحْوَ الشَّجَرَةِ لِلَحْظَةٍ ثُمَّ تَابَعَ سَيْرَهُ بِهُدُوءٍ. شَعَرَ مِيدُو بِأَنَّهُ قَدْ رَآهُمَا، وَبَدَأَ الْخَجَلُ يَتَسَلَّلُ إِلَى قَلْبِهِ. قَالَ هَانِي بِحُزْنٍ: "سَأَذْهَبُ أَنَا إِلَى الْمَلْعَبِ، رُبَّمَا أَلْحَقُ بِبِدَايَةِ الْمُبَارَاةِ." وَذَهَبَ، تَارِكًا مِيدُو وَحِيدًا وَحَزِينًا يَنْتَظِرُ أُمَّهُ أَمَامَ الْبَابِ الْمُغْلَقِ.

عِنْدَمَا عَادَتِ الْأُمُّ، سَأَلَهَا مِيدُو بِغَضَبٍ طُفُولِيٍّ: "أَيْنَ كُنْتِ؟ لَقَدْ فَاتَتْنِي الْمُبَارَاةُ بِسَبَبِكِ!"
أَجَابَتِ الْأُمُّ بِهُدُوءٍ: "كُنْتُ فِي بَيْتِ جَدِّكَ لِأَمْرٍ مُهِمٍّ يَا بُنَيَّ. لَقَدْ تَرَكْتُ حَقِيبَتَكَ الرِّيَاضِيَّةَ وَمَلَابِسَ الْفَرِيقِ عِنْدَ جَارِنَا السَّيِّدِ عَدْنَانَ لِيُعْطِيَهَا لَكَ."

اتَّسَعَتْ عَيْنَا مِيدُو صَدْمَةً. لَقَدْ أَدْرَكَ فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ أَنَّهُ لَمْ يَتَجَاهَلْ مُسَاعَدَةَ جَارِهِ فَحَسْبُ، بَلْ هَرَبَ مِنَ الشَّخْصِ الَّذِي كَانَ يَحْمِلُ مِفْتَاحَ ذَهَابِهِ إِلَى الْمُبَارَاةِ. شَعَرَ بِنَدَمٍ شَدِيدٍ، بَيْنَمَا كَانَ يَسْمَعُ أَصْوَاتَ الْجُمْهُورِ الْبَعِيدَةِ تَأْتِي مِنْ جِهَةِ الْمَلْعَبِ. لَقَدْ تَعَلَّمَ أَنَّ مُسَاعَدَةَ الْآخَرِينَ لَيْسَتْ تَأْخِيرًا، بَلْ هِيَ الطَّرِيقُ الْأَسْرَعُ لِلشُّعُورِ بِالسَّعَادَةِ الْحَقِيقِيَّةِ.

القيم والدروس الأخلاقية

  • الْإِحْسَانُ لِلْجَارِ: مُسَاعَدَةُ الْجِيرَانِ وَاجِبٌ وَلُطْفٌ يَعُودُ عَلَيْنَا بِالْخَيْرِ فِي النِّهَايَةِ.
  • الْأَنَانِيَّةُ تُؤَدِّي لِلْخَسَارَةِ: عِنْدَمَا نُفَكِّرُ فِي أَنْفُسِنَا فَقَطْ، قَدْ نَخْسَرُ أَشْيَاءَ أَكْثَرَ أَهَمِّيَّةً.
  • الْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ: التَّسَرُّعُ وَعَدَمُ التَّفْكِيرِ فِي الْعَوَاقِبِ قَدْ يُوقِعُنَا فِي أَخْطَاءٍ نَنْدَمُ عَلَيْهَا.
  • الصَّدَاقَةُ الْحَقِيقِيَّةُ تَدْعُو لِلْخَيْرِ: حَاوَلَ هَانِي أَنْ يَنْصَحَ صَدِيقَهُ بِفِعْلِ الصَّوَابِ، وَهَذَا مِنْ صِفَاتِ الصَّدِيقِ الْجَيِّدِ.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. إِلَى أَيْنَ كَانَ مِيدُو وَهَانِي مُسْرِعَيْنِ؟
  2. مَنْ رَأَيَا فِي الطَّرِيقِ يَحْتَاجُ لِلْمُسَاعَدَةِ؟
  3. هَلْ وَافَقَ مِيدُو عَلَى مُسَاعَدَةِ الْجَارِ؟ لِمَاذَا؟
  4. لِمَاذَا لَمْ يَسْتَطِعْ مِيدُو دُخُولَ مَنْزِلِهِ؟
  5. أَيْنَ تَرَكَتِ الْأُمُّ حَقِيبَةَ مِيدُو الرِّيَاضِيَّةَ؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. لِمَاذَا تَعْتَقِدُ أَنَّ هَانِي أَرَادَ مُسَاعَدَةَ الْجَارِ بَيْنَمَا رَفَضَ مِيدُو؟
  2. كَيْفَ كَانَ سَيَتَغَيَّرُ مَسَارُ الْقِصَّةِ لَوْ أَنَّ مِيدُو وَافَقَ عَلَى مُسَاعَدَةِ جَارِهِ؟
  3. مَا هُوَ الدَّرْسُ الْأَكْبَرُ الَّذِي تَعَلَّمَهُ مِيدُو فِي هَذَا الْيَوْمِ؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. هَلْ سَبَقَ لَكَ أَنْ فَضَّلْتَ اللَّعِبَ عَلَى مُسَاعَدَةِ شَخْصٍ مَا؟ كَيْفَ شَعَرْتَ بَعْدَ ذَلِكَ؟
  2. كَيْفَ تُسَاعِدُ جِيرَانَكَ فِي حَيِّكَ؟
  3. مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا طَلَبَ مِنْكَ صَدِيقُكَ أَنْ تَفْعَلَ شَيْئًا خَاطِئًا (مِثْلَ الْهَرَبِ مِنْ مُسَاعَدَةِ أَحَدٍ)؟

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • ارْسُمِ الطَّرِيقَيْنِ: ارْسُمْ صُورَتَيْنِ: الْأُولَى تُظْهِرُ مِيدُو وَهُوَ يَهْرُبُ مِنَ الْجَارِ وَيَنْتَهِي بِهِ الْأَمْرُ حَزِينًا أَمَامَ بَابِهِ. وَالثَّانِيَةَ تُظْهِرُهُ وَهُوَ يُسَاعِدُ الْجَارَ وَيَحْصُلُ عَلَى حَقِيبَتِهِ وَيَذْهَبُ لِلْمُبَارَاةِ سَعِيدًا.
  • لُعْبَةُ "الْجَارُ الطَّيِّبُ": مَثِّلْ مَشْهَدًا تَكُونُ فِيهِ جَارًا يَحْتَاجُ لِمُسَاعَدَةٍ (مِثْلَ حَمْلِ شَيْءٍ ثَقِيلٍ)، وَلْيَقُمْ صَدِيقُكَ أَوْ أَحَدُ أَفْرَادِ أُسْرَتِكَ بِدَوْرِ الشَّخْصِ الَّذِي يُقَرِّرُ أَنْ يُسَاعِدَكَ.
  • صُنْعُ بِطَاقَةِ "شُكْرًا يَا جَارِي": اصْنَعْ بِطَاقَةً جَمِيلَةً وَاكْتُبْ فِيهَا رِسَالَةَ شُكْرٍ لِأَحَدِ جِيرَانِكَ عَلَى شَيْءٍ لَطِيفٍ فَعَلَهُ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم