حَصِيفُ الثَّعْلَبُ الْمَغْرُورُ وَالنَّهْرُ الْهَائِجُ
فِي يَوْمٍ مُشْمِسٍ حَارٍّ، تَجَمَّعَتْ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الثَّعَالِبِ الْعَطْشَى عَلَى ضِفَّةِ نَهْرِ مِينْدَرْ الْكَبِيرِ. كَانَتِ الْمِيَاهُ تَتَدَفَّقُ بِسُرْعَةٍ وَصَوْتٍ عَالٍ، مُشَكِّلَةً دَوَّامَاتٍ صَغِيرَةً مُخِيفَةً. نَظَرَتِ الثَّعَالِبُ إِلَى بَعْضِهَا الْبَعْضِ بِتَرَدُّدٍ. هَمَسَ أَحَدُهُمْ: "الْمِيَاهُ قَوِيَّةٌ جِدًّا". وَأَضَافَ آخَرُ وَهُوَ يَتَرَاجَعُ خُطْوَةً لِلْخَلْفِ: "إِنَّهُ أَمْرٌ خَطِيرٌ".
وَلَكِنْ، كَانَ بَيْنَهُمْ ثَعْلَبٌ اسْمُهُ حَصِيفُ، كَانَ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ أَشْجَعُ وَأَذْكَى مِنَ الْجَمِيعِ. ضَحِكَ عِنْدَمَا رَأَى خَوْفَ رِفَاقِهِ وَقَالَ بِغُرُورٍ: "مَاذَا بِكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ أَرَانِبُ صَغِيرَةٌ خَائِفَةٌ؟ شَاهِدُوا وَتَعَلَّمُوا مِنْ أَجْرَأِ ثَعْلَبٍ عَلَى الْإِطْلَاقِ! قَلِيلٌ مِنَ الْمَاءِ لَنْ يُخِيفَنِي!". أَرَادَ أَنْ يُثْبِتَ لِلْجَمِيعِ أَنَّهُ الْأَفْضَلُ.
وَدُونَ تَفْكِيرٍ، رَكَضَ بِسُرْعَةٍ وَقَفَزَ قَفْزَةً بَهْلَوَانِيَّةً فِي النَّهْرِ. طَخْ! فَاجَأَتْهُ الْمِيَاهُ الْبَارِدَةُ وَالتَّيَّارُ الْقَوِيُّ عَلَى الْفَوْرِ. فِي لَحْظَةٍ، أَمْسَكَ بِهِ التَّيَّارُ وَبَدَأَ يَجْرُفُهُ بَعِيدًا نَحْوَ وَسَطِ النَّهْرِ، بَعِيدًا عَنِ الضِّفَّةِ الْآمِنَةِ. تَحَوَّلَ غُرُورُهُ إِلَى ذُعْرٍ.
رَآهُ الثَّعَالِبُ الْآخَرُونَ وَهُوَ فِي وَرْطَةٍ، فَرَكَضُوا عَلَى طُولِ الضِّفَّةِ صَارِخِينَ: "يَا حَصِيفُ، لَا تَذْهَبْ! عُدْ وَأَرِنَا مَكَانًا آمِنًا لِنَشْرَبَ جَمِيعًا!". كَانُوا قَلِقِينَ عَلَيْهِ، عَلَى الرَّغْمِ مِنْ غُرُورِهِ. لَكِنَّ حَصِيفَ، الَّذِي كَانَ التَّيَّارُ يَجْرُفُهُ وَهُوَ يَشْعُرُ بِالْخَجَلِ مِنَ اعْتِرَافِهِ بِخَطَئِهِ، صَاحَ مُخْتَلِقًا عُذْرًا: "لَا أَسْتَطِيعُ الْآنَ! يَجِبُ أَنْ أُوصِلَ رِسَالَةً عَاجِلَةً إِلَى مَدِينَةِ مِيلِيتُوس! عِنْدَمَا أَعُودُ، سَأُرِيكُمُ الْمَكَانَ!". وَهَكَذَا، حَمَلَهُ التَّيَّارُ بَعِيدًا، بَيْنَمَا بَقِيَتِ الثَّعَالِبُ الْأُخْرَى عَلَى الضِّفَّةِ، عَطْشَى وَلَكِنَّهَا فِي أَمَانٍ.
قِيَمٌ وَدُرُوسٌ فِي الْحَيَاةِ
- الْغُرُورُ خَطِيرٌ: التَّبَاهِي وَالتَّصَرُّفُ دُونَ تَفْكِيرٍ لِإِثَارَةِ إِعْجَابِ الْآخَرِينَ يُمْكِنُ أَنْ يُوقِعَنَا فِي الْمَتَاعِبِ.
- فَكِّرْ قَبْلَ أَنْ تَتَصَرَّفَ: مِنَ الْحِكْمَةِ دَائِمًا مُرَاقَبَةُ وَتَقْيِيمُ الْمَوْقِفِ قَبْلَ الِانْدِفَاعِ.
- التَّوَاضُعُ فَضِيلَةٌ: الِاعْتِرَافُ بِالْخَوْفِ أَوْ بِعَدَمِ الْمَعْرِفَةِ عَلَامَةُ قُوَّةٍ، وَلَيْسَتْ ضَعْفًا.
- الْأَعْذَارُ لَا تَحُلُّ الْمَشَاكِلَ: اخْتِلَاقُ الْأَعْذَارِ لَا يَمْحُو عَوَاقِبَ الْفِعْلِ الْخَاطِئِ.
أَسْئِلَةٌ حَوْلَ الْقِصَّةِ
أَسْئِلَةُ الْفَهْمِ:
- أَيْنَ تَجَمَّعَتِ الثَّعَالِبُ؟
- لِمَاذَا خَافَتِ الثَّعَالِبُ الْأُخْرَى مِنَ الشُّرْبِ مِنَ النَّهْرِ؟
- مَاذَا كَانَ اسْمُ الثَّعْلَبِ الْمَغْرُورِ وَمَاذَا فَعَلَ؟
- مَاذَا حَدَثَ لِحَصِيفَ بَعْدَ أَنْ قَفَزَ فِي النَّهْرِ؟
- مَا هُوَ الْعُذْرُ الَّذِي اخْتَلَقَهُ حَصِيفُ بَيْنَمَا كَانَ التَّيَّارُ يَجْرُفُهُ؟
أَسْئِلَةُ التَّفْكِيرِ النَّقْدِيِّ:
- لِمَاذَا شَعَرَ حَصِيفُ بِالْحَاجَةِ لِإِثْبَاتِ أَنَّهُ الْأَشْجَعُ فِي رَأْيِكَ؟
- مَاذَا كَانَ يُمْكِنُ لِحَصِيفَ أَنْ يَفْعَلَ بَدَلًا مِنَ الْقَفْزِ فِي النَّهْرِ؟
- هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّ الثَّعَالِبَ الْأُخْرَى تَعَلَّمَتْ شَيْئًا مِنْ خَطَأِ حَصِيفَ؟
أَسْئِلَةٌ عَنِ الْحَيَاةِ الْيَوْمِيَّةِ:
- هَلْ سَبَقَ لَكَ أَنْ فَعَلْتَ شَيْئًا مُتَهَوِّرًا فَقَطْ لِتَلْفِتَ الْأَنْظَارَ؟
- كَيْفَ تَشْعُرُ عِنْدَمَا يَسْخَرُ مِنْكَ صَدِيقٌ لِأَنَّكَ تَخَافُ مِنْ شَيْءٍ مَا؟
- مَنْ يُسَاعِدُكَ فِي مَعْرِفَةِ مَا إِذَا كَانَ مَوْقِفٌ مَا آمِنًا أَمْ خَطِرًا؟
أَنْشِطَةٌ مُسَلِّيَةٌ
- ارْسُمِ الْمَشْهَدَ: ارْسُمْ نَهْرَ مِينْدَرْ مَعَ الثَّعَالِبِ عَلَى الضِّفَّةِ. أَظْهِرِ الْوُجُوهَ الْقَلِقَةَ لِلثَّعَالِبِ الْحَذِرَةِ وَالْوَجْهَ الْوَاثِقَ جِدًّا لِحَصِيفَ قَبْلَ قَفْزَتِهِ.
- مَسْرَحُ الثَّعَالِبِ: مَثِّلِ الْمَشْهَدَ مَعَ أَصْدِقَائِكَ. يَلْعَبُ أَحَدُكُمْ دَوْرَ حَصِيفَ الْمُتَبَاهِي، وَيَلْعَبُ الْآخَرُونَ دَوْرَ الثَّعَالِبِ الْحَذِرَةِ الَّتِي تُحَاوِلُ تَحْذِيرَهُ.
- لُعْبَةُ "حِكْمَةٌ أَمْ تَهَوُّرٌ؟": يَصِفُ أَحَدُ الْكِبَارِ مَوْقِفًا (مِثْلَ "عُبُورُ الشَّارِعِ دُونَ النَّظَرِ"، "ارْتِدَاءُ الْخُوذَةِ عِنْدَ رُكُوبِ الدَّرَّاجَةِ"). وَعَلَيْكَ أَنْ تَقُولَ إِذَا كَانَ الْخِيَارُ "حِكْمَةً!" أَمْ "تَهَوُّرًا!".