أَرْنُوبُ يَتَعَلَّمُ كَيْفَ يَفُوزُ
القصة
كَانَ الْأَرْنَبُ الصَّغِيرُ "أَرْنُوبُ" يُحِبُّ اللَّعِبَ، لَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَقْبَلُ الْخَسَارَةَ أَبَدًا. فِي أَحَدِ الْأَيَّامِ، كَانَ يَلْعَبُ الشِّطْرَنْجَ مَعَ صَدِيقِهِ "بَطُّوطَ". وَعِنْدَمَا أَدْرَكَ أَنَّ بَطُّوطَ عَلَى وَشْكِ الْفَوْزِ، غَضِبَ أَرْنُوبُ وَبَعْثَرَ قِطَعَ الشِّطْرَنْجِ وَانْسَحَبَ مِنَ اللُّعْبَةِ مُتَذَمِّرًا.
بَعْدَ ذَلِكَ، رَأَى صَدِيقَهُ "قُنْفُذَ" يَقْفِزُ عَلَى الْحَبْلِ بِمَهَارَةٍ. فَتَحَدَّاهُ بِغُرُورٍ قَائِلًا: "أَنَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ أَفْضَلَ مِنْكَ!" لَكِنْ مَا إِنْ بَدَأَ حَتَّى تَعَثَّرَ بِالْحَبْلِ وَسَقَطَ عَلَى الْأَرْضِ. مَرَّةً أُخْرَى، غَضِبَ أَرْنُوبُ وَرَكَضَ إِلَى الْمَنْزِلِ.
لَاحَظَتْ وَالِدَتُهُ حُزْنَهُ وَسَأَلَتْهُ عَمَّا حَدَثَ. بَعْدَ أَنْ أَخْبَرَهَا، قَالَتْ لَهُ بِحَنَانٍ: "الْفَوْزُ لَا يَأْتِي بِالْغَضَبِ يَا أَرْنُوبُ، بَلْ بِالتَّدْرِيبِ وَالْمُثَابَرَةِ. إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ الْأَفْضَلَ، فَعَلَيْكَ أَنْ تَعْمَلَ بِجِدٍّ."
أَلْهَمَتْ كَلِمَاتُ أُمِّهِ أَرْنُوبَ. قَرَّرَ أَنْ يَتَّبِعَ نَصِيحَتَهَا. أَحْضَرَ رُقْعَةَ الشِّطْرَنْجِ وَبَدَأَ يَتَدَرَّبُ عَلَيْهَا كُلَّ يَوْمٍ، يَتَعَلَّمُ خُطَطًا جَدِيدَةً. وَأَخَذَ حَبْلَ الْقَفْزِ وَبَدَأَ يَتَدَرَّبُ فِي الْحَدِيقَةِ حَتَّى أَصْبَحَ قَفْزُهُ خَفِيفًا وَسَرِيعًا.
بَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ التَّدْرِيبِ الْمُسْتَمِرِّ، ذَهَبَ أَرْنُوبُ لِيَتَحَدَّى بَطُّوطَ مُجَدَّدًا. لَعِبَا مُبَارَاةً حَمَاسِيَّةً، وَهَذِهِ الْمَرَّةَ، بِفَضْلِ تَدْرِيبِهِ وَإِصْرَارِهِ، فَازَ أَرْنُوبُ. ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى قُنْفُذَ وَتَحَدَّاهُ فِي الْقَفْزِ عَلَى الْحَبْلِ، فَتَفَوَّقَ عَلَيْهِ أَيْضًا.
اعْتَرَفَ قُنْفُذُ بِهَزِيمَتِهِ وَصَافَحَ أَرْنُوبَ بِرُوحٍ رِيَاضِيَّةٍ. فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ، لَمْ يَكُنْ أَرْنُوبُ سَعِيدًا بِالْفَوْزِ فَقَطْ، بَلْ لِأَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ بِالْجُهْدِ وَالتَّعَبِ.
أَدْرَكَ أَرْنُوبُ فِي النِّهَايَةِ أَنَّ لَا شَيْءَ مُسْتَحِيلٌ مَعَ السَّعْيِ وَالْجِدِّ وَالِاجْتِهَادِ، وَأَنَّ طَعْمَ الْفَوْزِ يَكُونُ أَحْلَى عِنْدَمَا نَعْمَلُ بِجِدٍّ مِنْ أَجْلِهِ.
القيم والدروس الأخلاقية
- الْعَمَلُ الْجَادُّ وَالْمُثَابَرَةُ: النَّجَاحُ لَا يَأْتِي بِالْأُمْنِيَاتِ، بَلْ بِالتَّدْرِيبِ الْمُسْتَمِرِّ وَالْإِصْرَارِ عَلَى تَحْقِيقِ الْهَدَفِ.
- قُبُولُ الْخَسَارَةِ (الرُّوحُ الرِّيَاضِيَّةُ): الْخَسَارَةُ جُزْءٌ مِنَ اللَّعِبِ وَالْحَيَاةِ، وَيَجِبُ أَنْ نَتَقَبَّلَهَا وَنُهَنِّئَ الْفَائِزَ.
- الِاسْتِمَاعُ لِنَصِيحَةِ الْوَالِدَيْنِ: نَصَائِحُ الْكِبَارِ يُمْكِنُ أَنْ تُرْشِدَنَا إِلَى الطَّرِيقِ الصَّحِيحِ لِلنَّجَاحِ.
- الثِّقَةُ بِالنَّفْسِ تَأْتِي مِنَ الْإِنْجَازِ: شَعَرَ أَرْنُوبُ بِالثِّقَةِ الْحَقِيقِيَّةِ عِنْدَمَا حَقَّقَ الْفَوْزَ بِجُهْدِهِ وَلَيْسَ بِغُرُورِهِ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَا هِيَ مُشْكِلَةُ أَرْنُوبَ الرَّئِيسِيَّةُ فِي بِدَايَةِ الْقِصَّةِ؟
- مَاذَا حَدَثَ عِنْدَمَا لَعِبَ الشِّطْرَنْجَ مَعَ بَطُّوطَ؟
- بِمَاذَا نَصَحَتْهُ أُمُّهُ؟
- كَيْفَ اسْتَعَدَّ أَرْنُوبُ لِيَتَحَدَّى أَصْدِقَاءَهُ مَرَّةً أُخْرَى؟
- هَلْ فَازَ أَرْنُوبُ فِي النِّهَايَةِ؟ وَكَيْفَ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا كَانَ أَرْنُوبُ يَغْضَبُ عِنْدَمَا يَخْسَرُ؟
- مَا الْفَرْقُ بَيْنَ الْفَوْزِ الَّذِي كَانَ يَتَمَنَّاهُ أَرْنُوبُ فِي الْبِدَايَةِ وَالْفَوْزِ الَّذِي حَقَّقَهُ فِي النِّهَايَةِ؟
- هَلِ الْفَوْزُ هُوَ الشَّيْءُ الْوَحِيدُ الْمُهِمُّ فِي اللَّعِبِ؟ مَاذَا عَنِ الِاسْتِمْتَاعِ وَاحْتِرَامِ الْخَصْمِ؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- اذْكُرْ شَيْئًا تُرِيدُ أَنْ تُصْبِحَ أَفْضَلَ فِيهِ. مَا هِيَ خُطَّتُكَ لِلتَّدْرِيبِ؟
- كَيْفَ تَتَصَرَّفُ عِنْدَمَا تَخْسَرُ فِي لُعْبَةٍ مَعَ أَصْدِقَائِكَ؟
- مَنْ هُوَ الشَّخْصُ الَّذِي يُشَجِّعُكَ دَائِمًا عَلَى أَلَّا تَسْتَسْلِمَ؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- جَدْوَلُ التَّدْرِيبِ الْخَاصُّ بِي: اخْتَرْ مَهَارَةً تُرِيدُ تَطْوِيرَهَا (مِثْلَ: الْقِرَاءَةُ، الْقَفْزُ، الرَّسْمُ) وَصَمِّمْ جَدْوَلًا بَسِيطًا لِتَتَدَرَّبَ عَلَيْهَا لِمُدَّةِ 10 دَقَائِقَ كُلَّ يَوْمٍ.
- ارْسُمِ الْفَوْزَ: ارْسُمْ صُورَتَيْنِ لِأَرْنُوبَ: الْأُولَى وَهُوَ غَاضِبٌ وَمَهْزُومٌ. وَالثَّانِيَةَ وَهُوَ سَعِيدٌ وَمُنْتَصِرٌ وَيُصَافِحُ أَصْدِقَاءَهُ.
- لُعْبَةُ "حَاوِلْ مَرَّةً أُخْرَى": الْعَبُوا لُعْبَةً صَعْبَةً قَلِيلًا (مِثْلَ رَمْيِ الْكُرَةِ فِي سَلَّةٍ). كُلَّمَا أَخْطَأَ أَحَدُكُمْ، يُشَجِّعُهُ الْآخَرُونَ قَائِلِينَ: "لَا بَأْسَ، حَاوِلْ مَرَّةً أُخْرَى!"