أرنوب وبطوط والطائرة المكسورة

أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ وَالطَّائِرَةُ الْمَكْسُورَةُ

القصة

كَانَ يَا مَا كَانَ، فِي غَابَةٍ جَمِيلَةٍ، يَعِيشُ ثَلَاثَةُ أَصْدِقَاءَ أَوْفِيَاءَ: "أَرْنُوبُ" الْأَرْنَبُ، وَ"بَطُّوطُ" الْبَطَّةُ، وَ"قُنْفُذُ". فِي أَحَدِ الْأَيَّامِ، اقْتَرَحَ قُنْفُذُ بِحَمَاسٍ: "يَا بَطُّوطُ، لِمَاذَا لَا تُحْضِرُ طَائِرَتَكَ الْجَدِيدَةَ لِنَلْعَبَ بِهَا؟" تَرَدَّدَ بَطُّوطُ قَلِيلًا وَقَالَ بِقَلَقٍ: "لَكِنَّ أَبِي أَهْدَانِي إِيَّاهَا الْيَوْمَ، أَخَافُ أَنْ تَنْكَسِرَ." لَكِنَّ أَرْنُوبَ وَقُنْفُذَ وَعَدَاهُ بِأَنْ يَكُونَا حَذِرَيْنِ، فَوَافَقَ بَطُّوطُ.

ذَهَبَ بَطُّوطُ إِلَى الْمَنْزِلِ وَعَادَ بِالطَّائِرَةِ ذَاتِ الْأَلْوَانِ الزَّاهِيَةِ. بَدَأَ الثَّلَاثَةُ يَلْعَبُونَ بِهَا بِسَعَادَةٍ، يَتَنَاوَبُونَ عَلَى رَمْيِهَا وَرُؤْيَتِهَا وَهِيَ تُحَلِّقُ فِي الْهَوَاءِ. وَبَيْنَمَا كَانَ الدَّوْرُ عَلَى قُنْفُذَ، هَبَّتْ رِيحٌ قَوِيَّةٌ فَجْأَةً فَأَفْقَدَتْهُ السَّيْطَرَةَ عَلَيْهَا.

سَقَطَتِ الطَّائِرَةُ عَلَى الْأَرْضِ بِقُوَّةٍ وَتَحَطَّمَ أَحَدُ أَجْنِحَتِهَا. جَمَعَ بَطُّوطُ قِطَعَ طَائِرَتِهِ الْمَكْسُورَةِ وَالدُّمُوعُ تَمْلَأُ عَيْنَيْهِ. شَعَرَ أَرْنُوبُ وَقُنْفُذُ بِالذَّنْبِ الشَّدِيدِ لِأَنَّهُمَا أَصَرَّا عَلَى اللَّعِبِ بِهَا.

قَالَ أَرْنُوبُ بِحَزْمٍ: "لَا تَحْزَنْ يَا بَطُّوطُ، سَنُصْلِحُهَا!" جَمَعُوا الْقِطَعَ الْمُتَنَاثِرَةَ وَأَخَذُوهَا إِلَى مَنْزِلِ أَرْنُوبَ. عَمِلَا بِجِدٍّ وَصَبْرٍ، وَبِاسْتِخْدَامِ الصَّمْغِ وَبَعْضِ الْأَدَوَاتِ، تَمَكَّنَا مِنْ إِلْصَاقِ الْجَنَاحِ الْمَكْسُورِ وَإِعَادَةِ الطَّائِرَةِ كَمَا كَانَتْ.

أَسْرَعَا بِالطَّائِرَةِ إِلَى بَطُّوطَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ حَزِينًا. عِنْدَمَا رَأَى طَائِرَتَهُ سَلِيمَةً، لَمْ يُصَدِّقْ عَيْنَيْهِ وَقَفَزَ مِنْ فَرْطِ الْفَرَحِ. قَالَ قُنْفُذُ: "نَحْنُ آسِفَانِ، لَمْ نُرِدْ أَنْ نَرَاكَ حَزِينًا."

شَعَرَ بَطُّوطُ بِالْخَجَلِ لِأَنَّهُ غَضِبَ مِنْهُمَا فِي الْبِدَايَةِ، فَقَالَ: "وَأَنَا أَيْضًا آسِفٌ لِأَنَّنِي غَضِبْتُ. الْحَوَادِثُ تَحْصُلُ." تَعَانَقَ الْأَصْدِقَاءُ الثَّلَاثَةُ وَعَادُوا لِلَّعِبِ مَعًا، وَقَدْ تَعَلَّمُوا أَنَّ الصَّدَاقَةَ الْحَقِيقِيَّةَ وَتَحَمُّلَ الْمَسْؤُولِيَّةِ هُمَا أَثْمَنُ مِنْ أَيِّ لُعْبَةٍ.

القيم والدروس الأخلاقية

  • تَحَمُّلُ الْمَسْؤُولِيَّةِ: عِنْدَمَا نُرْتَكِبُ خَطَأً، حَتَّى لَوْ كَانَ غَيْرَ مَقْصُودٍ، مِنَ الْمُهِمِّ أَنْ نُحَاوِلَ إِصْلَاحَهُ.
  • قِيمَةُ الصَّدَاقَةِ: سَعَادَةُ الصَّدِيقِ أَهَمُّ مِنَ الْغَضَبِ أَوِ الْحُزْنِ عَلَى الْأَشْيَاءِ الْمَادِّيَّةِ.
  • التَّسَامُحُ وَالِاعْتِذَارُ: الِاعْتِذَارُ الصَّادِقُ وَقُبُولُهُ هُمَا أَسَاسُ الْحِفَاظِ عَلَى الصَّدَاقَاتِ قَوِيَّةً.
  • الْعَمَلُ الْجَمَاعِيُّ: بِالتَّعَاوُنِ مَعًا، اسْتَطَاعَ أَرْنُوبُ وَقُنْفُذُ إِصْلَاحَ مَا كَانَ يَبْدُو مُسْتَحِيلًا.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. مَنْ هُمُ الْأَصْدِقَاءُ الثَّلَاثَةُ فِي الْقِصَّةِ؟
  2. مَا هِيَ اللُّعْبَةُ الْجَدِيدَةُ الَّتِي أَحْضَرَهَا بَطُّوطُ؟
  3. مَا الَّذِي تَسَبَّبَ فِي سُقُوطِ الطَّائِرَةِ؟
  4. مَاذَا قَرَّرَ أَرْنُوبُ وَقُنْفُذُ أَنْ يَفْعَلَا بَعْدَ أَنْ حَزِنَ بَطُّوطُ؟
  5. كَيْفَ كَانَ شُعُورُ بَطُّوطَ عِنْدَمَا رَأَى طَائِرَتَهُ وَقَدْ أُصْلِحَتْ؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. لِمَاذَا تَرَدَّدَ بَطُّوطُ فِي إِحْضَارِ لُعْبَتِهِ فِي الْبِدَايَةِ؟ هَلْ كَانَ لَدَيْهِ حَقٌّ؟
  2. هَلْ كَانَ قُنْفُذُ مُذْنِبًا حَقًّا فِي كَسْرِ الطَّائِرَةِ؟ لِمَاذَا شَعَرَ بِالذَّنْبِ؟
  3. لِمَاذَا اعْتَذَرَ بَطُّوطُ أَيْضًا فِي النِّهَايَةِ؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. هَلْ سَبَقَ لَكَ أَنْ كَسَرْتَ لُعْبَةً بِالْخَطَأِ؟ كَيْفَ تَصَرَّفْتَ؟
  2. صِفْ شُعُورَكَ عِنْدَمَا يُقَدِّمُ لَكَ صَدِيقٌ اعْتِذَارًا صَادِقًا.
  3. مَا هُوَ أَثْمَنُ شَيْءٍ تَمْلِكُهُ، وَهَلْ تُوَافِقُ عَلَى مُشَارَكَتِهِ مَعَ أَصْدِقَائِكَ الْمُقَرَّبِينَ؟

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • وَرْشَةُ الْإِصْلَاحِ: ابْحَثْ عَنْ لُعْبَةٍ مَكْسُورَةٍ قَدِيمَةٍ فِي الْمَنْزِلِ. بِمُسَاعَدَةِ أَحَدِ الْكِبَارِ، حَاوِلُوا إِصْلَاحَهَا مَعًا بِاسْتِخْدَامِ الصَّمْغِ أَوِ الشَّرِيطِ اللَّاصِقِ.
  • ارْسُمِ الطَّائِرَةَ: ارْسُمْ صُورَةً لِلطَّائِرَةِ الْجَمِيلَةِ قَبْلَ أَنْ تَنْكَسِرَ، ثُمَّ ارْسُمْ صُورَةً أُخْرَى لِلْأَصْدِقَاءِ الثَّلَاثَةِ وَهُمْ يُصْلِحُونَهَا بِسَعَادَةٍ.
  • تَمْثِيلُ مَشْهَدِ الصُّلْحِ: قُمْ أَنْتَ وَأَصْدِقَاؤُكَ بِتَمْثِيلِ الْمَشْهَدِ الْأَخِيرِ الَّذِي يَعْتَذِرُ فِيهِ الْأَصْدِقَاءُ لِبَعْضِهِمْ الْبَعْضِ وَيَتَعَانَقُونَ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم