أَرْنُوبُ الْكَرِيمُ وَجَزَاءُ الْإِحْسَانِ
القصة
فِي يَوْمٍ مُمْطِرٍ وَبَارِدٍ، كَانَ الْأَرْنَبُ الصَّغِيرُ "أَرْنُوبُ" يَجْلِسُ فِي بَيْتِهِ الدَّافِئِ مَعَ أُمِّهِ. قَرَقَرَتْ بَطْنُهُمَا مِنَ الْجُوعِ، لَكِنَّ خِزَانَةَ الطَّعَامِ كَانَتْ فَارِغَةً. قَالَ أَرْنُوبُ بِشَجَاعَةٍ: "لَا تَقْلَقِي يَا أُمِّي، سَأَخْرُجُ لِأَبْحَثَ لَنَا عَنْ طَعَامٍ."
ارْتَدَى أَرْنُوبُ مِعْطَفَهُ وَانْطَلَقَ تَحْتَ الْمَطَرِ. بَحَثَ تَحْتَ الصُّخُورِ وَبَيْنَ الْأَعْشَابِ الْمُبْتَلَّةِ حَتَّى لَمَحَ وَرَقَةً خَضْرَاءَ صَغِيرَةً. عِنْدَمَا سَحَبَهَا، اكْتَشَفَ أَنَّهَا جُزْءٌ مِنْ حَبَّةِ جَزَرٍ! وَاصَلَ الْحَفْرَ فَوَجَدَ أَرْبَعَ حَبَّاتِ جَزَرٍ كَبِيرَةٍ وَبُرْتُقَالِيَّةٍ.
فِي طَرِيقِ عَوْدَتِهِ، سَمِعَ صَوْتَ بُكَاءٍ خَافِتٍ. كَانَ صَدِيقُهُ "قُنْفُذُ" يَرْتَجِفُ مِنَ الْبَرْدِ وَالْجُوعِ. لَمْ يُفَكِّرْ أَرْنُوبُ مَرَّتَيْنِ، بَلْ أَعْطَاهُ جَزَرَتَيْنِ وَقَالَ: "تَفَضَّلْ يَا صَدِيقِي." بَعْدَ ذَلِكَ، الْتَقَى بِصَدِيقِهِ "بَطُّوطَ" الَّذِي كَانَ يَتَأَلَّمُ مِنَ الْجُوعِ لِأَنَّهُ لَمْ يَأْكُلْ مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَأَعْطَاهُ الْجَزَرَةَ الثَّالِثَةَ.
وَقَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَجَدَ صَدِيقَهُ الرَّاكُونَ مُمَدَّدًا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ. نَظَرَ أَرْنُوبُ إِلَى الْجَزَرَةِ الْأَخِيرَةِ فِي يَدِهِ، ثُمَّ إِلَى أُمِّهِ الْجَائِعَةِ الَّتِي تَنْتَظِرُهُ، وَإِلَى صَدِيقِهِ الْمُحْتَاجِ. أَخَذَ نَفَسًا عَمِيقًا وَقَدَّمَ الْجَزَرَةَ الْأَخِيرَةَ لِلرَّاكُونِ.
عَادَ أَرْنُوبُ إِلَى الْمَنْزِلِ وَهُوَ خَالِي الْيَدَيْنِ. شَعَرَ بِالْخَجَلِ وَقَالَ لِأُمِّهِ: "أَنَا آسِفٌ يَا أُمِّي، لَمْ أُحْضِرْ لَكِ طَعَامًا." وَأَخْبَرَهَا بِمَا حَدَثَ. عَانَقَتْهُ أُمُّهُ بِقُوَّةٍ وَقَالَتْ وَالْفَخْرُ يَمْلَأُ صَوْتَهَا: "أَنْتَ لَمْ تُخْطِئْ، بَلْ فَعَلْتَ الصَّوَابَ. أَنَا فَخُورَةٌ بِكَ يَا ابْنِي الْكَرِيمَ."
فَجْأَةً، طُرِقَ الْبَابُ. كَانَتْ أُمُّ قُنْفُذَ تَقِفُ وَهِيَ تَحْمِلُ كِيسًا كَبِيرًا مِنَ الْجَزَرِ. قَالَتْ: "شُكْرًا لَكَ يَا أَرْنُوبُ لِمُسَاعَدَةِ ابْنِي. لَقَدْ وَجَدْتُ هَذَا الْجَزَرَ تَحْتَ صَخْرَةٍ كَبِيرَةٍ وَأَرَدْتُ أَنْ أُكَافِئَكَ عَلَى كَرَمِكَ."
فِي ذَلِكَ الْمَسَاءِ، تَنَاوَلَ أَرْنُوبُ وَأُمُّهُ عَشَاءً لَذِيذًا مِنَ الْجَزَرِ، وَتَعَلَّمَ أَرْنُوبُ أَنَّ جَزَاءَ الْإِحْسَانِ هُوَ الْإِحْسَانُ، وَأَنَّ الْخَيْرَ الَّذِي نُقَدِّمُهُ يَعُودُ إِلَيْنَا دَائِمًا بِشَكْلٍ أَجْمَلَ.
القيم والدروس الأخلاقية
- الْكَرَمُ وَالْإِيثَارُ: أَعْطَى أَرْنُوبُ كُلَّ مَا يَمْلِكُ لِمُسَاعَدَةِ أَصْدِقَائِهِ، مُفَضِّلًا حَاجَتَهُمْ عَلَى حَاجَتِهِ.
- جَزَاءُ الْإِحْسَانِ: الْأَعْمَالُ الطَّيِّبَةُ لَا تَضِيعُ أَبَدًا، وَغَالِبًا مَا تُكَافَأُ بِأَكْثَرَ مِمَّا قَدَّمْنَا.
- التَّرْبِيَةُ عَلَى الْقِيَمِ: أَظْهَرَتِ الْأُمُّ أَنَّ الْفَخْرَ الْحَقِيقِيَّ يَكُونُ فِي الْأَخْلَاقِ الْحَسَنَةِ وَلَيْسَ فِي امْتِلَاكِ الْأَشْيَاءِ الْمَادِّيَّةِ.
- الصَّدَاقَةُ هِيَ الْعَوْنُ وَقْتَ الشِّدَّةِ: لَمْ يَتَرَدَّدْ أَرْنُوبُ فِي مُسَاعَدَةِ كُلِّ صَدِيقٍ مُحْتَاجٍ وَجَدَهُ فِي طَرِيقِهِ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَاذَا قَرَّرَ أَرْنُوبُ أَنْ يَفْعَلَ عِنْدَمَا شَعَرَ بِالْجُوعِ؟
- كَمْ حَبَّةَ جَزَرٍ وَجَدَ أَرْنُوبُ؟
- مَنْ هُمُ الْأَصْدِقَاءُ الثَّلَاثَةُ الَّذِينَ سَاعَدَهُمْ؟
- كَيْفَ شَعَرَ أَرْنُوبُ عِنْدَمَا عَادَ إِلَى أُمِّهِ بِأَيْدٍ فَارِغَةٍ؟
- مَنْ أَحْضَرَ الطَّعَامَ لِأَرْنُوبَ وَأُمِّهِ فِي النِّهَايَةِ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا أَعْطَى أَرْنُوبُ الْجَزَرَةَ الْأَخِيرَةَ لِلرَّاكُونِ بَدَلًا مِنْ أَنْ يَأْخُذَهَا لِأُمِّهِ؟
- هَلْ كَانَتْ أُمُّ أَرْنُوبَ سَتَكُونُ أَكْثَرَ سَعَادَةً لَوْ أَحْضَرَ لَهَا جَزَرَةً وَاحِدَةً وَتَرَكَ أَصْدِقَاءَهُ؟ لِمَاذَا؟
- كَيْفَ تُظْهِرُ هَذِهِ الْقِصَّةُ أَنَّ الْعَطَاءَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مُعْدِيًا (أَيْ أَنَّ فِعْلَ الْخَيْرِ يُشَجِّعُ الْآخَرِينَ عَلَى فِعْلِ الْخَيْرِ)؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- اذْكُرْ مَرَّةً شَارَكْتَ فِيهَا شَيْئًا تَحِبُّهُ مَعَ شَخْصٍ آخَرَ. كَيْفَ كَانَ شُعُورُكَ؟
- مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا كَانَ لَدَيْكَ شَيْءٌ قَلِيلٌ وَرَأَيْتَ صَدِيقَكَ يَحْتَاجُهُ؟
- هَلْ حَدَثَ مَعَكَ أَنْ قُمْتَ بِعَمَلٍ جَيِّدٍ ثُمَّ حَصَلْتَ عَلَى مُكَافَأَةٍ لَمْ تَتَوَقَّعْهَا؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- ارْسُمِ "سِلْسِلَةَ الْعَطَاءِ": ارْسُمْ أَرْنُوبَ وَهُوَ يُعْطِي الْجَزَرَ لِقُنْفُذَ، ثُمَّ لِبَطُّوطَ، ثُمَّ لِلرَّاكُونِ. وَفِي النِّهَايَةِ، ارْسُمْ أُمَّ قُنْفُذَ وَهِيَ تُعْطِي الْجَزَرَ لِأَرْنُوبَ.
- صُنْدُوقُ الْمُشَارَكَةِ: خَصِّصُوا صُنْدُوقًا فِي الْمَنْزِلِ. يُمْكِنُ لِكُلِّ فَرْدٍ أَنْ يَضَعَ فِيهِ شَيْئًا يُرِيدُ مُشَارَكَتَهُ (لُعْبَةٌ، كِتَابٌ) لِيَسْتَخْدِمَهُ الْآخَرُونَ.
- تَمْثِيلُ مَشْهَدِ الْقَرَارِ الصَّعْبِ: قُمْ بِتَمْثِيلِ الْمَشْهَدِ الَّذِي يَجِدُ فِيهِ أَرْنُوبُ الرَّاكُونَ الْجَائِعَ وَمَعَهُ آخِرُ جَزَرَةٍ. أَظْهِرْ تَرَدُّدَهُ ثُمَّ قَرَارَهُ الْكَرِيمَ.