بَطُّوطُ وَأَرْنُوبُ: الصَّدِيقُ وَقْتَ الضِّيقِ
القصة
كَانَ "بَطُّوطُ" وَصَدِيقُهُ "أَرْنُوبُ" مُتَحَمِّسَيْنِ لِقَضَاءِ يَوْمٍ مُمْتِعٍ فِي السِّبَاحَةِ وَاللَّعِبِ فِي الْبُحَيْرَةِ. انْطَلَقَ أَرْنُوبُ بِسُرْعَتِهِ الْمُعْتَادَةِ وَهُوَ يَصِيحُ: "أَنَا سَأَصِلُ أَوَّلًا!" حَاوَلَ بَطُّوطُ أَنْ يَلْحَقَ بِصَدِيقِهِ، لَكِنَّهُ فِي عَجَلَتِهِ، لَمْ يَنْتَبِهْ لِحُفْرَةٍ عَمِيقَةٍ وَسَقَطَ فِيهَا.
وَصَلَ أَرْنُوبُ إِلَى الْبُحَيْرَةِ وَبَدَأَ بِاللَّعِبِ، لَكِنَّهُ بَعْدَ قَلِيلٍ لَاحَظَ أَنَّ بَطُّوطَ قَدْ تَأَخَّرَ كَثِيرًا. بَدَأَ شُعُورٌ غَرِيبٌ بِالْقَلَقِ يَنْمُو فِي قَلْبِهِ. قَالَ لِنَفْسِهِ: "بَطُّوطُ لَا يَتَأَخَّرُ هَكَذَا عَادَةً." قَرَّرَ أَنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ اللَّعِبَ بِسَعَادَةٍ وَصَدِيقُهُ لَيْسَ مَوْجُودًا، فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَبَدَأَ فِي الْبَحْثِ عَنْهُ.
فِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ، كَانَ بَطُّوطُ عَالِقًا فِي الْحُفْرَةِ. كَانَ خَائِفًا قَلِيلًا، لَكِنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِنَفْسِهِ: "أَنَا وَاثِقٌ أَنَّ أَرْنُوبَ سَيَشْعُرُ بِغِيَابِي وَسَيَأْتِي لِيُنْقِذَنِي. إِنَّهُ صَدِيقِي الْوَفِيُّ."
بَدَأَ أَرْنُوبُ يَبْحَثُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَيُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ: "بَطُّوطُ! أَيْنَ أَنْتَ؟" وَأَخِيرًا، سَمِعَ صَوْتًا ضَعِيفًا يَأْتِي مِنْ دَاخِلِ الْحُفْرَةِ. أَسْرَعَ نَحْوَ الصَّوْتِ وَوَجَدَ صَدِيقَهُ.
قَالَ أَرْنُوبُ بِحَزْمٍ: "لَا تَخَفْ، سَأُخْرِجُكَ!" لَمَحَ حَبْلًا قَدِيمًا بِالْقُرْبِ مِنَ الْمَكَانِ، فَرَبَطَهُ فِي جِذْعِ شَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ وَأَلْقَى الطَّرَفَ الْآخَرَ إِلَى بَطُّوطَ. بِقُوَّةٍ وَعَزِيمَةٍ، تَمَكَّنَ أَرْنُوبُ مِنْ سَحْبِ بَطُّوطَ خَارِجَ الْحُفْرَةِ.
تَعَانَقَ الصَّدِيقَانِ بِقُوَّةٍ. قَالَ بَطُّوطُ: "كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّكَ سَتَأْتِي." أَجَابَ أَرْنُوبُ: "لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَرْتَاحَ وَأَنَا أَشْعُرُ أَنَّكَ فِي خَطَرٍ." بَعْدَ ذَلِكَ، انْطَلَقَا مَعًا إِلَى الْبُحَيْرَةِ لِيَنْضَمَّا إِلَى بَاقِي الْأَصْدِقَاءِ، وَقَدْ أَصْبَحَتْ صَدَاقَتُهُمَا أَقْوَى مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى.
القيم والدروس الأخلاقية
- الصَّدَاقَةُ الْحَقِيقِيَّةُ: الصَّدِيقُ الْحَقِيقِيُّ هُوَ مَنْ يَشْعُرُ بِكَ وَيَقِفُ بِجَانِبِكَ فِي أَوْقَاتِ الشِّدَّةِ وَالْخَطَرِ.
- قُوَّةُ الْحَدْسِ: أَحْيَانًا، شُعُورُنَا الدَّاخِلِيُّ بِالْقَلَقِ تِجَاهَ مَنْ نُحِبُّ يَكُونُ صَحِيحًا وَيَجِبُ أَنْ نَسْتَمِعَ لَهُ.
- الثِّقَةُ بَيْنَ الْأَصْدِقَاءِ: كَانَ بَطُّوطُ وَاثِقًا أَنَّ صَدِيقَهُ لَنْ يَتَخَلَّى عَنْهُ، وَهَذِهِ الثِّقَةُ هِيَ أَسَاسُ الصَّدَاقَاتِ الْقَوِيَّةِ.
- الشَّجَاعَةُ مِنْ أَجْلِ الْآخَرِينَ: وَضَعَ أَرْنُوبُ مُتْعَتَهُ جَانِبًا وَبَحَثَ بِشَجَاعَةٍ عَنْ صَدِيقِهِ لِيُنْقِذَهُ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَنْ هُمَا الصَّدِيقَانِ فِي الْقِصَّةِ؟
- مَا هِيَ الْمُشْكِلَةُ الَّتِي حَدَثَتْ لِبَطُّوطَ؟
- مَاذَا فَعَلَ أَرْنُوبُ عِنْدَمَا شَعَرَ بِالْقَلَقِ؟
- كَيْفَ أَنْقَذَ أَرْنُوبُ صَدِيقَهُ مِنَ الْحُفْرَةِ؟
- إِلَى أَيْنَ ذَهَبَ الصَّدِيقَانِ بَعْدَ عَمَلِيَّةِ الْإِنْقَاذِ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا لَمْ يُكْمِلْ أَرْنُوبُ اللَّعِبَ وَيَنْتَظِرْ بَطُّوطَ فِي الْبُحَيْرَةِ؟
- لَوْ كُنْتَ مَكَانَ بَطُّوطَ، هَلْ كُنْتَ سَتَثِقُ أَنَّ صَدِيقَكَ سَيَأْتِي لِيُنْقِذَكَ؟ لِمَاذَا؟
- كَيْفَ تُظْهِرُ هَذِهِ الْقِصَّةُ أَنَّ "الصَّدِيقَ وَقْتَ الضِّيقِ"؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- اذْكُرْ مَوْقِفًا سَاعَدْتَ فِيهِ صَدِيقًا كَانَ فِي وَرْطَةٍ.
- مَنْ هُوَ أَوَّلُ شَخْصٍ تُفَكِّرُ فِيهِ إِذَا كُنْتَ بِحَاجَةٍ لِلْمُسَاعَدَةِ؟
- كَيْفَ تُظْهِرُ لِأَصْدِقَائِكَ أَنَّكَ صَدِيقٌ وَفِيٌّ يُمْكِنُهُمُ الِاعْتِمَادُ عَلَيْهِ؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- ارْسُمِ مَشْهَدَ الْإِنْقَاذِ: ارْسُمْ صُورَةً لِأَرْنُوبَ وَهُوَ يَسْحَبُ بَطُّوطَ مِنَ الْحُفْرَةِ بِاسْتِخْدَامِ الْحَبْلِ، وَعَلَى وَجْهِهِمَا تَعَابِيرُ السَّعَادَةِ وَالرَّاحَةِ.
- سِلْسِلَةُ الصَّدَاقَةِ: بِاسْتِخْدَامِ الْوَرَقِ الْمُلَوَّنِ، قُصُّوا شَرَائِطَ وَاكْتُبُوا عَلَى كُلِّ شَرِيطٍ اسْمَ صَدِيقٍ وَصِفَةً جَمِيلَةً فِيهِ. ثُمَّ أَلْصِقُوهَا مَعًا لِتُشَكِّلَ سِلْسِلَةً قَوِيَّةً.
- تَمْثِيلُ "النِّدَاءِ وَالِاسْتِجَابَةِ": يَقُومُ أَحَدُكُمْ بِدَوْرِ بَطُّوطَ وَهُوَ يُنَادِي مِنْ "حُفْرَةٍ" خَيَالِيَّةٍ، وَيَقُومُ الْآخَرُ بِدَوْرِ أَرْنُوبَ وَهُوَ يَبْحَثُ عَنْهُ حَتَّى يَجِدَهُ وَيُعَانِقَهُ.