أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ وَخُدْعَةُ الْأَلْغَازِ
كَانَ "بَطُّوطُ" وَ"أَرْنُوبُ" عَائِدَيْنِ إِلَى الْمَنْزِلِ بَعْدَ يَوْمٍ طَوِيلٍ مِنَ اللَّعِبِ. كَانَ بَطُّوطُ يَعْرُجُ وَيَتَأَلَّمُ مِنْ قَدَمِهِ. قَالَ أَرْنُوبُ بِلَوْمٍ لَطِيفٍ: "لَقَدْ نَصَحْتُكَ أَلَّا تَتَسَلَّقَ تِلْكَ الشَّجَرَةَ الْعَالِيَةَ." وَفَجْأَةً، ظَهَرَ الثَّعْلَبُ الْمَاكِرُ مِنْ بَيْنِ الْأَشْجَارِ وَسَدَّ عَلَيْهِمَا الطَّرِيقَ.
قَالَ الثَّعْلَبُ وَهُوَ يَلْعَقُ شَفَتَيْهِ: "يَا لَهُ مِنْ حَظٍّ سَعِيدٍ! بَطَّةٌ سَمِينَةٌ وَأَرْنَبٌ لَذِيذٌ." شَعَرَ الصَّدِيقَانِ بِالْخَوْفِ الشَّدِيدِ، لَكِنَّ أَرْنُوبَ خَطَرَتْ لَهُ فِكْرَةٌ ذَكِيَّةٌ. قَالَ بِشَجَاعَةٍ مُصْطَنَعَةٍ: "لَا يُمْكِنُكَ أَكْلُنَا أَيُّهَا الثَّعْلَبُ! يَجِبُ أَوَّلًا أَنْ تَفُوزَ عَلَيْنَا فِي لُعْبَةِ الْأَلْغَازِ."
أُعْجِبَ الثَّعْلَبُ بِالْفِكْرَةِ وَوَافَقَ. "مَنْ يُخْطِئُ فِي الْإِجَابَةِ يَتَعَرَّضُ لِعِقَابٍ يَخْتَارُهُ الْفَائِزُ." قَالَ أَرْنُوبُ. بَدَأَ بَطُّوطُ وَسَأَلَ: "مَا هُوَ صَوْتُ الضِّفْدَعِ؟" أَجَابَ أَرْنُوبُ مُتَظَاهِرًا بِالْخَطَأِ: "نَقْنَقَةٌ!" قَالَ بَطُّوطُ: "خَطَأٌ! إِنَّهُ نَقِيقٌ. عِقَابُكَ أَنْ تَقْفِزَ عَلَى قَدَمٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى تِلْكَ الشَّجَرَةِ وَتَعُودَ." فَعَلَ أَرْنُوبُ ذَلِكَ بِسُرْعَةٍ.
جَاءَ دَوْرُ أَرْنُوبَ فَسَأَلَ الثَّعْلَبَ: "مَا اسْمُ ابْنِ الدُّبِّ؟" فَكَّرَ الثَّعْلَبُ وَفَكَّرَ لَكِنَّهُ لَمْ يَعْرِفِ الْجَوَابَ. صَاحَ أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ: "لَقَدْ أَخْطَأْتَ! اسْمُهُ دَيْسَمٌ."
قَالَ أَرْنُوبُ بِجِدِّيَّةٍ: "وَالْآنَ وَقْتُ الْعِقَابِ. عِقَابُكَ هُوَ أَنْ نَدْفِنَكَ فِي حُفْرَةٍ فِي الرِّمَالِ لِمُدَّةِ عَشْرِ دَقَائِقَ!" فَرِحَ الثَّعْلَبُ لِأَنَّهُ عِقَابٌ سَهْلٌ وَاسْتَلْقَى فِي الْحُفْرَةِ.
عَمِلَ الصَّدِيقَانِ مَعًا بِسُرْعَةٍ وَدَفَنَا الثَّعْلَبَ حَتَّى لَمْ يَظْهَرْ مِنْهُ سِوَى رَأْسِهِ. ثُمَّ نَظَرَا إِلَى بَعْضِهِمَا وَضَحِكَا، وَهَرَبَا بِسُرْعَةٍ تَارِكِينَ الثَّعْلَبَ عَالِقًا. صَاحَ أَرْنُوبُ مِنْ بَعِيدٍ: "هَذَا أَفْضَلُ عِقَابٍ لَكَ عَلَى مُحَاوَلَتِكَ أَكْلَنَا!" وَاصَلَ الصَّدِيقَانِ طَرِيقَهُمَا بِأَمَانٍ، بَيْنَمَا بَقِيَ الثَّعْلَبُ عَالِقًا فِي الْحُفْرَةِ، وَقَدْ تَعَلَّمَ دَرْسًا عَنْ أَنَّ الذَّكَاءَ يَتَفَوَّقُ عَلَى الْقُوَّةِ دَائِمًا.
القيم والدروس الأخلاقية
- الذَّكَاءُ وَسُرْعَةُ الْبَدِيهَةِ: اسْتِخْدَامُ الْعَقْلِ فِي الْمَوَاقِفِ الصَّعْبَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى مِنْ أَيِّ سِلَاحٍ آخَرَ.
- الْعَمَلُ الْجَمَاعِيُّ: تَعَاوَنَ أَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ مَعًا لِتَنْفِيذِ الْخُطَّةِ وَهَزِيمَةِ الثَّعْلَبِ.
- الِاسْتِمَاعُ لِلنَّصِيحَةِ: تُظْهِرُ الْقِصَّةُ فِي بِدَايَتِهَا عَوَاقِبَ عَدَمِ الِاسْتِمَاعِ لِنَصِيحَةِ الْأَصْدِقَاءِ.
- الْجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ: كَمَا أَرَادَ الثَّعْلَبُ أَنْ يُوقِعَ بِهِمْ فِي فَخٍّ، وَقَعَ هُوَ نَفْسُهُ فِي فَخِّهِمْ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- لِمَاذَا كَانَ بَطُّوطُ يَتَأَلَّمُ مِنْ قَدَمِهِ؟
- مَنِ الَّذِي ظَهَرَ أَمَامَ الْأَصْدِقَاءِ فِي الطَّرِيقِ؟
- مَا هِيَ اللُّعْبَةُ الَّتِي اقْتَرَحَهَا أَرْنُوبُ لِخِدَاعِ الثَّعْلَبِ؟
- مَا هُوَ سُؤَالُ الْأَرْنَبِ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْهُ الثَّعْلَبُ؟
- مَاذَا كَانَ عِقَابُ الثَّعْلَبِ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا تَظَاهَرَ أَرْنُوبُ بِأَنَّهُ أَخْطَأَ فِي الْإِجَابَةِ عَلَى سُؤَالِ بَطُّوطَ؟
- هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّ عِقَابَ الثَّعْلَبِ كَانَ عَادِلًا؟ لِمَاذَا؟
- كَيْفَ تُظْهِرُ هَذِهِ الْقِصَّةُ أَنَّ التَّفْكِيرَ السَّرِيعَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقِذَنَا مِنَ الْخَطَرِ؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- اذْكُرْ مَوْقِفًا تَجَاهَلْتَ فِيهِ نَصِيحَةَ صَدِيقٍ ثُمَّ نَدِمْتَ.
- مَا هُوَ أَذْكَى شَيْءٍ فَعَلْتَهُ لِتَخْرُجَ مِنْ مَأْزِقٍ؟
- لَوْ كُنْتَ مَكَانَ أَرْنُوبَ، مَا هُوَ الْعِقَابُ الْمُضْحِكُ الَّذِي كُنْتَ سَتَخْتَارُهُ لِلثَّعْلَبِ؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- ارْسُمِ الْعِقَابَ: ارْسُمْ صُورَةً مُضْحِكَةً لِلثَّعْلَبِ وَهُوَ مَدْفُونٌ فِي الرِّمَالِ وَرَأْسُهُ فَقَطْ هُوَ الظَّاهِرُ، وَأَرْنُوبُ وَبَطُّوطُ يَهْرُبَانِ وَهُمَا يَضْحَكَانِ.
- مُسَابَقَةُ الْأَلْغَازِ: تَنَافَسْ مَعَ أَصْدِقَائِكَ فِي مُسَابَقَةِ أَلْغَازٍ. مَنْ يُخْطِئُ عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِتَحَدٍّ مُضْحِكٍ (مِثْلَ: الْقَفْزِ مِثْلَ الضِّفْدَعِ).
- تَمْثِيلُ الْمَشْهَدِ: قُمْ أَنْتَ وَأَصْدِقَاؤُكَ بِتَمْثِيلِ مَشْهَدِ لُعْبَةِ الْأَلْغَازِ مَعَ الثَّعْلَبِ.