الْفَارِسُ الْغَامِضُ وَحَارِسُ الْمَمْلَكَةِ
فِي مَمْلَكَةِ "أَنْ تْرُوب"، كَانَتْ تَحْكُمُ فَتَاةٌ نَبِيلَةٌ مَعَ أَخِيهَا الصَّغِيرِ "جُوتْفْرِيد" بَعْدَ وَفَاةِ وَالِدِهِمَا. كَانَا مَحْبُوبَيْنِ مِنْ شَعْبِهِمَا، لَكِنَّ بَعْضَ اللُّورْدَاتِ الْأَشْرَارِ كَانُوا يُخَطِّطُونَ لِلِاسْتِيلَاءِ عَلَى الْمَمْلَكَةِ.
فِي أَحَدِ الْأَيَّامِ، اتَّهَمَ أَحَدُ اللُّورْدَاتِ "جُوتْفْرِيد" بِقَتْلِ عُصْفُورِهِ، وَحُكِمَ عَلَى الطِّفْلِ الْبَرِيءِ بِالْقَتْلِ. قَبْلَ تَنْفِيذِ الْحُكْمِ، طَلَبَتِ الْفَتَاةُ إِقَامَةَ مُبَارَزَةٍ لِلدِّفَاعِ عَنْ شَرَفِ أَخِيهَا، لَكِنْ لَمْ يَتَقَدَّمْ أَحَدٌ لِمُسَاعَدَتِهَا خَوْفًا مِنَ اللُّورْدَاتِ.
وَفِي لَحْظَةِ الْيَأْسِ، ظَهَرَ فَارِسٌ غَامِضٌ يَرْتَدِي دِرْعًا لَامِعًا، قَادِمًا مِنْ جِهَةِ الْبُحَيْرَةِ. وَافَقَ عَلَى الْمُبَارَزَةِ بِشَرْطٍ وَاحِدٍ: أَنْ لَا تَسْأَلَهُ أَبَدًا عَنِ اسْمِهِ أَوْ مَسْقَطِ رَأْسِهِ.
انْتَصَرَ الْفَارِسُ فِي الْمُبَارَزَةِ وَأَنْقَذَ "جُوتْفْرِيد". وَكَشَفَ أَنَّ اللُّورْدَاتِ كَانُوا يُخَطِّطُونَ لِلِاسْتِيلَاءِ عَلَى الْمَمْلَكَةِ. وَبِنَاءً عَلَى طَلَبِ الْفَارِسِ، عَفَتْ عَنْهُمُ الْفَتَاةُ.
لَكِنَّ اللُّورْدَاتِ الْأَشْرَارَ بَدَأُوا يُخَطِّطُونَ لِلتَّخَلُّصِ مِنَ الْفَارِسِ. قَدَّمُوا لِلْفَتَاةِ شَرَابًا سِحْرِيًّا جَعَلَهَا تَنْسَى وَعْدَهَا. فَسَأَلَتِ الْفَارِسَ عَنِ اسْمِهِ.
عِنْدَمَا سَمِعَ السُّؤَالَ، ظَهَرَ الْحُزْنُ عَلَى وَجْهِهِ وَقَالَ: "الْآنَ وَقَدْ كُسِرَ الْوَعْدُ، يَجِبُ عَلَيَّ الرَّحِيلُ." رَحَلَ الْفَارِسُ حَزِينًا، وَاكْتَشَفَتِ الْفَتَاةُ خِدَاعَ اللُّورْدَاتِ، فَطَرَدَتْهُمْ مِنَ الْمَمْلَكَةِ إِلَى الْأَبَدِ.
عَادَتِ الْمَمْلَكَةُ آمِنَةً، لَكِنَّ ذِكْرَى الْفَارِسِ الشُّجَاعِ الَّذِي أَنْقَذَهُمْ وَضَحَّى بِسَعَادَتِهِ مِنْ أَجْلِ وَعْدٍ، بَقِيَتْ فِي قَلْبِ الْفَتَاةِ وَشَعْبِهَا إِلَى الْأَبَدِ.
القيم والدروس الأخلاقية
- أَهَمِّيَّةُ الْوَفَاءِ بِالْوَعْدِ: الْوُعُودُ لَهَا قُدْسِيَّتُهَا، وَكَسْرُهَا يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ إِلَى فُقْدَانِ أَشْيَاءَ ثَمِينَةٍ.
- الشَّجَاعَةُ فِي الدِّفَاعِ عَنِ الْحَقِّ: وَقَفَ الْفَارِسُ مَعَ الْحَقِّ وَالْعَدَالَةِ حَتَّى لَوْ كَانَ الثَّمَنُ غَالِيًا.
- خَطَرُ الْمَكْرِ وَالْخِيَانَةِ: اسْتَخْدَمَ اللُّورْدَاتُ الْخِدَاعَ لِتَحْقِيقِ أَهْدَافِهِمْ، لَكِنَّهُمْ خَسِرُوا كُلَّ شَيْءٍ فِي النِّهَايَةِ.
- التَّسَامُحُ وَالْعَفْوُ: عَلَى الرَّغْمِ مِنْ مُؤَامَرَتِهِمْ، طَلَبَ الْفَارِسُ الْعَفْوَ عَنِ اللُّورْدَاتِ، مِمَّا يَدُلُّ عَلَى نُبْلِ أَخْلَاقِهِ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَنْ كَانَ يَحْكُمُ مَمْلَكَةَ "أَنْ تْرُوب"؟
- مَا هِيَ التُّهْمَةُ الَّتِي وُجِّهَتْ لِـ "جُوتْفْرِيد"؟
- مَنْ ظَهَرَ لِيُدَافِعَ عَنْهُ؟ وَمَاذَا كَانَ شَرْطُهُ؟
- كَيْفَ خَدَعَ اللُّورْدَاتُ الْفَتَاةَ؟
- لِمَاذَا رَحَلَ الْفَارِسُ فِي النِّهَايَةِ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا كَانَ شَرْطُ الْفَارِسِ هُوَ عَدَمُ سُؤَالِهِ عَنِ اسْمِهِ؟ مَاذَا يُمَثِّلُ هَذَا الشَّرْطُ؟
- هَلْ كَانَ قَرَارُ الْعَفْوِ عَنِ اللُّورْدَاتِ قَرَارًا صَائِبًا؟ لِمَاذَا؟
- لَوْ كُنْتَ مَكَانَ الْفَتَاةِ، هَلْ كُنْتَ سَتَشْرَبُ الشَّرَابَ الَّذِي قَدَّمَهُ لَكَ اللُّورْدَاتُ؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- هَلْ سَبَقَ لَكَ أَنْ وَعَدْتَ شَخْصًا بِشَيْءٍ؟ هَلْ وَفَيْتَ بِوَعْدِكَ؟
- صِفْ مَوْقِفًا دَافَعْتَ فِيهِ عَنْ شَخْصٍ ضَعِيفٍ.
- مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا حَاوَلَ أَحَدُهُمْ أَنْ يَدْفَعَكَ لِفِعْلِ شَيْءٍ تَعْرِفُ أَنَّهُ خَاطِئٌ؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- صَمِّمْ دِرْعَ الْفَارِسِ: بِاسْتِخْدَامِ الْوَرَقِ الْمُقَوَّى وَوَرَقِ الْأَلُومِنْيُومِ، صَمِّمْ شِعَارًا وَدِرْعًا لِلْفَارِسِ الْغَامِضِ. مَا هُوَ الرَّمْزُ الَّذِي سَتَضَعُهُ عَلَيْهِ؟
- ارْسُمِ الْمَشْهَدَ الْحَاسِمَ: ارْسُمِ الْمُبَارَزَةَ بَيْنَ الْفَارِسِ الْغَامِضِ وَأَحَدِ اللُّورْدَاتِ، مُظْهِرًا الشَّجَاعَةَ وَالنَّصْرَ.
- تَمْثِيلُ مَشْهَدِ الْوَدَاعِ: قُمْ أَنْتَ وَأَصْدِقَاؤُكَ بِتَمْثِيلِ الْمَشْهَدِ الْحَزِينِ الَّذِي تَكْسِرُ فِيهِ الْفَتَاةُ وَعْدَهَا وَيَرْحَلُ الْفَارِسُ.