أَرْنُوبُ وَدَرْسُ الشُّكْرِ
كَانَ يَا مَا كَانَ، أَرْنَبٌ صَغِيرٌ اسْمُهُ "أَرْنُوبُ"، كَانَ دَائِمَ التَّذَمُّرِ وَالْجُحُودِ. كَانَ يَعْتَقِدُ أَنَّ حَيَاتَهُ مُمِلَّةٌ وَلَمْ يَكُنْ يَحْمَدُ اللهَ عَلَى نِعَمِهِ. ذَهَبَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الْغَابَةِ، وَسَمِعَ صَوْتَ فَحِيحِ ثُعْبَانٍ، مِمَّا أَثَارَ الذُّعْرَ فِي قَلْبِهِ.
اخْتَبَأَ أَرْنُوبُ وَرَأَى أَنَّ الثُّعْبَانَ كَانَ عَلَى وَشْكِ افْتِرَاسِ سِنْجَابٍ صَغِيرٍ. عَلَى الرَّغْمِ مِنْ خَوْفِهِ، قَرَّرَ أَنْ يُنْقِذَهُ. قَطَفَ عُشْبَةً شَوْكِيَّةً وَقَامَ بِرَمْيِهَا فِي وَجْهِ الثُّعْبَانِ، الَّذِي تَأَلَّمَ وَهَرَبَ، فَأَنْقَذَ السِّنْجَابَ.
عِنْدَمَا اقْتَرَبَ أَرْنُوبُ مِنَ السِّنْجَابِ لِيُهَدِّئَهُ، اكْتَشَفَ أَنَّهُ كَانَ أَصَمَّ وَأَبْكَمَ. لَكِنْ بِالرَّغْمِ مِنْ ذَلِكَ، كَانَ السِّنْجَابُ يَبْتَسِمُ وَيُشِيرُ بِيَدَيْهِ لِيَشْكُرَهُ. أَدْرَكَ أَرْنُوبُ أَنَّ السِّنْجَابَ كَانَ مُمْتَنًّا لِلنِّعَمِ الْأُخْرَى الَّتِي يَمْتَلِكُهَا، بِالرَّغْمِ مِنْ حِرْمَانِهِ مِنَ السَّمْعِ وَالْكَلَامِ.
بَعْدَ ذَلِكَ، رَأَى أَرْنُوبُ سُلَحْفَاةً مُسِنَّةً عَلَى وَشْكِ السُّقُوطِ فِي حُفْرَةٍ. صَرَخَ بِقُوَّةٍ لِيُنَبِّهَهَا، فَتَوَقَّفَتْ. أَخْبَرَتْهُ السُّلَحْفَاةُ أَنَّهَا كَفِيفَةٌ وَلَا تَسْتَطِيعُ الرُّؤْيَةَ. قَالَتْ بِحُزْنٍ إِنَّهَا لَا تَعْرِفُ شَكْلَ الْأَشْجَارِ أَوِ الْأَلْوَانِ، لَكِنَّهَا تَشْكُرُ اللهَ عَلَى نِعَمِ الْمَشْيِ وَالسَّمْعِ وَالتَّذَوُّقِ وَالشَّمِّ.
شَعَرَ أَرْنُوبُ بِخَجَلٍ عَمِيقٍ مِنْ نَفْسِهِ. لَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّهُ كَانَ جَاحِدًا لِلنِّعَمِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي مَنَحَهَا اللهُ لَهُ، بَيْنَمَا كَانَ غَيْرُهُ أَقَلَّ حَظًّا وَلَكِنَّهُ أَكْثَرُ شُكْرًا.
عَادَ أَرْنُوبُ إِلَى وَالِدَتِهِ، وَقَصَّ عَلَيْهَا مَا حَدَثَ مَعَهُ. قَالَ لَهَا وَالدُّمُوعُ فِي عَيْنَيْهِ: "لَقَدْ تَعَلَّمْتُ الْيَوْمَ أَنْ أَحْمَدَ اللهَ عَلَى نِعَمِهِ الَّتِي لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى، وَأَنْ أَنْظُرَ دَائِمًا إِلَى الْجَانِبِ الْمُشْرِقِ مِنْ حَيَاتِي."
القيم والدروس الأخلاقية
- الشُّكْرُ وَالِامْتِنَانُ: يَجِبُ أَنْ نَكُونَ دَائِمًا شَاكِرِينَ لِلنِّعَمِ الَّتِي نَمْلِكُهَا، مَهْمَا بَدَتْ بَسِيطَةً.
- النَّظَرُ إِلَى الْجَانِبِ الْإِيجَابِيِّ: حَتَّى فِي أَصْعَبِ الظُّرُوفِ، هُنَاكَ دَائِمًا شَيْءٌ إِيجَابِيٌّ يُمْكِنُ أَنْ نَكُونَ مُمْتَنِّينَ لَهُ.
- الشَّجَاعَةُ وَفِعْلُ الْخَيْرِ: عَلَى الرَّغْمِ مِنْ خَوْفِهِ، اخْتَارَ أَرْنُوبُ مُسَاعَدَةَ الْآخَرِينَ، وَهَذَا الْفِعْلُ هُوَ مَا عَلَّمَهُ الدَّرْسَ.
- التَّوَاضُعُ وَالتَّعَلُّمُ مِنَ الْآخَرِينَ: تَعَلَّمَ أَرْنُوبُ أَهَمَّ دَرْسٍ فِي حَيَاتِهِ مِنْ خِلَالِ تَجَارِبِ الْآخَرِينَ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَا هُوَ شُعُورُ أَرْنُوبَ تِجَاهَ حَيَاتِهِ فِي بِدَايَةِ الْقِصَّةِ؟
- مَنْ أَنْقَذَ أَرْنُوبُ مِنَ الثُّعْبَانِ؟
- مَا هِيَ الْمُشْكِلَةُ الَّتِي كَانَ يُعَانِي مِنْهَا السِّنْجَابُ؟
- مَا هِيَ الْمُشْكِلَةُ الَّتِي كَانَتْ تُعَانِي مِنْهَا السُّلَحْفَاةُ؟
- مَا هُوَ الدَّرْسُ الَّذِي تَعَلَّمَهُ أَرْنُوبُ فِي النِّهَايَةِ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- كَيْفَ اسْتَطَاعَ السِّنْجَابُ أَنْ يَكُونَ سَعِيدًا وَمُمْتَنًّا عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ لَا يَسْمَعُ وَلَا يَتَكَلَّمُ؟
- لِمَاذَا شَعَرَ أَرْنُوبُ بِالْخَجَلِ بَعْدَ لِقَائِهِ بِالسُّلَحْفَاةِ؟
- هَلْ كَانَ أَرْنُوبُ سَيَتَعَلَّمُ الدَّرْسَ لَوْ أَنَّهُ لَمْ يُغَادِرْ مَنْزِلَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- اذْكُرْ ثَلَاثَ نِعَمٍ فِي حَيَاتِكَ تَشْعُرُ بِالِامْتِنَانِ لَهَا الْيَوْمَ.
- كَيْفَ يُمْكِنُكَ أَنْ تُسَاعِدَ شَخْصًا لَدَيْهِ صُعُوبَةٌ لَا تَمْلِكُهَا أَنْتَ؟
- عِنْدَمَا تَشْعُرُ بِالْحُزْنِ، مَا هُوَ الشَّيْءُ الْإِيجَابِيُّ الَّذِي يُمْكِنُكَ أَنْ تُفَكِّرَ فِيهِ لِتَشْعُرَ بِالتَّحَسُّنِ؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- جَرَّةُ الشُّكْرِ: زَيِّنْ جَرَّةً جَمِيلَةً. كُلَّ يَوْمٍ، اكْتُبْ عَلَى وَرَقَةٍ صَغِيرَةٍ شَيْئًا وَاحِدًا تَشْكُرُ اللهَ عَلَيْهِ وَضَعْهَا فِي الْجَرَّةِ.
- لُعْبَةُ "الْحَوَاسِّ الْخَمْسِ": أَغْمِضْ عَيْنَيْكَ وَحَاوِلْ أَنْ تَصِفَ ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ تَسْمَعُهَا، وَثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ تَشُمُّهَا، وَثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ تَلْمِسُهَا. هَذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى تَقْدِيرِ حَوَاسِّنَا.
- ارْسُمِ الْأَبْطَالَ الصَّامِتِينَ: ارْسُمِ السِّنْجَابَ السَّعِيدَ وَالسُّلَحْفَاةَ الْحَكِيمَةَ. أَظْهِرْ فِي رَسْمِكَ كَيْفَ كَانَا مُمْتَنَّيْنِ وَسَعِيدَيْنِ عَلَى الرَّغْمِ مِنَ الصُّعُوبَاتِ.