السُّلَحْفَاةُ الْحَكِيمَةُ وَدَرْسُ الْجَرَادِ

السُّلَحْفَاةُ الْحَكِيمَةُ وَدَرْسُ الْجَرَادِ

فِي غَابَةٍ غَنَّاءَ مَلِيئَةٍ بِالْخَيْرَاتِ، عَاشَتْ مَجْمُوعَةٌ مِنْ أَصْدِقَاءِ الْحَيَوَانَاتِ. كَانُوا يَقْضُونَ أَيَّامَهُمْ فِي جَمْعِ الثِّمَارِ اللَّذِيذَةِ وَاللَّعِبِ. لَكِنْ كَانَتْ لَدَيْهِمْ عَادَةٌ سَيِّئَةٌ، فَقَدْ كَانُوا يُسْرِفُونَ فِي الطَّعَامِ، يَأْكُلُونَ مَا يَكْفِيهِمْ وَيَتْرُكُونَ الْبَاقِيَ عَلَى الْأَرْضِ لِيَفْسُدَ.

كَانَتِ السُّلَحْفَاةُ الْحَكِيمَةُ تُرَاقِبُهُمْ كُلَّ يَوْمٍ بِحُزْنٍ. كَانَتْ تَقُومُ بِجَمْعِ بَقَايَا الطَّعَامِ الطَّيِّبَةِ وَتَضَعُهَا فِي حُفْرَةٍ كَبِيرَةٍ حَفَرَهَا لَهَا صَدِيقُهَا الْخُلْدُ. كَانَ الْأَصْدِقَاءُ يَسْخَرُونَ مِنْهَا قَائِلِينَ: "لِمَاذَا تَتْعَبِينَ يَا سُلَحْفَاةُ؟ الطَّعَامُ كَثِيرٌ!" فَكَانَتْ تَرُدُّ عَلَيْهِمْ بِهُدُوءٍ: "دَوَامُ الْحَالِ مِنَ الْمُحَالِ، يَجِبُ أَنْ نَسْتَعِدَّ لِلْأَيَّامِ الصَّعْبَةِ."

فِي أَحَدِ الْأَيَّامِ، حَدَثَ مَا لَمْ يَكُنْ فِي الْحُسْبَانِ. هَجَمَتْ أَسْرَابٌ كَبِيرَةٌ مِنَ الْجَرَادِ عَلَى الْغَابَةِ. أَكَلَ الْجَرَادُ الْأَخْضَرَ وَالْيَابِسَ، وَحَوَّلَ الْغَابَةَ الْجَمِيلَةَ إِلَى أَرْضٍ جَرْدَاءَ فِي سَاعَاتٍ قَلِيلَةٍ.

هَرَعَتِ الْحَيَوَانَاتُ لِتَبْحَثَ عَنْ طَعَامٍ، لَكِنَّهَا لَمْ تَجِدْ شَيْئًا. أَصَابَهُمُ الْيَأْسُ وَالْجُوعُ، وَهُنَا فَقَطْ، تَذَكَّرُوا كَلِمَاتِ السُّلَحْفَاةِ الْحَكِيمَةِ وَالْحُفْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ.

ذَهَبُوا إِلَى الْحُفْرَةِ وَوَجَدُوا السُّلَحْفَاةَ تَأْكُلُ مِنَ الطَّعَامِ الَّذِي خَزَّنَتْهُ. شَعَرُوا بِخَجَلٍ عَمِيقٍ وَاعْتَذَرُوا مِنْهَا عَلَى سُخْرِيَتِهِمْ. سَامَحَتْهُمُ السُّلَحْفَاةُ بِقَلْبِهَا الطَّيِّبِ وَدَعَتْهُمْ لِمُشَارَكَتِهَا الطَّعَامَ.

وَعَدُوهَا بِأَنَّهُمْ سَيُقَدِّرُونَ النِّعْمَةَ وَيُحَافِظُونَ عَلَيْهَا مِنْ الْآنَ فَصَاعِدًا. وَهَكَذَا، تَعَلَّمَ الْجَمِيعُ دَرْسًا مُهِمًّا عَنْ أَهَمِّيَّةِ عَدَمِ الْإِسْرَافِ وَالِاسْتِعْدَادِ لِلْمُسْتَقْبَلِ.

القيم والدروس الأخلاقية

  • عَدَمُ الْإِسْرَافِ: يَجِبُ الْحِفَاظُ عَلَى النِّعَمِ وَعَدَمُ إِهْدَارِهَا، فَهِيَ لَيْسَتْ دَائِمَةً.
  • الْحِكْمَةُ وَالتَّخْطِيطُ لِلْمُسْتَقْبَلِ: التَّفْكِيرُ فِي الْغَدِ وَالِاسْتِعْدَادُ لِلظُّرُوفِ الصَّعْبَةِ هُوَ صِفَةُ الْحُكَمَاءِ.
  • الِاسْتِمَاعُ لِنَصِيحَةِ الْكِبَارِ: تَجَارِبُ الْأَكْبَرِ سِنًّا تَحْمِلُ دُرُوسًا قَيِّمَةً يَجِبُ احْتِرَامُهَا.
  • التَّسَامُحُ وَالْعَفْوُ: عَلَى الرَّغْمِ مِنْ سُخْرِيَتِهِمْ، سَامَحَتْهُمُ السُّلَحْفَاةُ وَشَارَكَتْهُمْ مَا تَمْلِكُ.

أسئلة لفهم القصة

أسئلة بسيطة

  1. مَا هِيَ الْعَادَةُ السَّيِّئَةُ الَّتِي كَانَتْ لَدَى حَيَوَانَاتِ الْغَابَةِ؟
  2. مَاذَا كَانَتْ تَفْعَلُ السُّلَحْفَاةُ بِبَقَايَا الطَّعَامِ؟
  3. بِمَاذَا كَانَتْ تَنْصَحُ السُّلَحْفَاةُ أَصْدِقَاءَهَا؟
  4. مَا هِيَ الْكَارِثَةُ الَّتِي حَلَّتْ بِالْغَابَةِ؟
  5. كَيْفَ نَجَتِ الْحَيَوَانَاتُ مِنَ الْجُوعِ فِي النِّهَايَةِ؟

أسئلة للتفكير النقدي

  1. لِمَاذَا سَخِرَتِ الْحَيَوَانَاتُ مِنَ السُّلَحْفَاةِ فِي الْبِدَايَةِ؟
  2. هَلْ كَانَ مِنْ حَقِّ السُّلَحْفَاةِ أَنْ تَرْفُضَ مُشَارَكَةَ طَعَامِهَا مَعَهُمْ؟ لِمَاذَا اخْتَارَتْ أَنْ تُسَامِحَهُمْ؟
  3. كَيْفَ تُغَيِّرُ الْأَزَمَاتُ مِنْ طَرِيقَةِ تَفْكِيرِنَا وَسُلُوكِنَا؟

أسئلة لربط القصة بحياتك

  1. اذْكُرْ طَرِيقَةً يُمْكِنُكَ بِهَا تَقْلِيلُ إِهْدَارِ الطَّعَامِ فِي مَنْزِلِكُمْ.
  2. هَلْ سَبَقَ لَكَ أَنْ قُمْتَ بِتَوْفِيرِ شَيْءٍ (مِثْلَ الْمَالِ أَوِ الْأَلْعَابِ) لِوَقْتٍ لَاحِقٍ؟
  3. كَيْفَ تَشْعُرُ عِنْدَمَا يُسَامِحُكَ شَخْصٌ بَعْدَ أَنْ أَخْطَأْتَ فِي حَقِّهِ؟

أنشطة تفاعلية ممتعة

  • ارْسُمِ الْغَابَةَ قَبْلَ وَبَعْدَ: ارْسُمْ صُورَتَيْنِ: الْأُولَى لِلْغَابَةِ وَهِيَ خَضْرَاءُ وَمَلِيئَةٌ بِالثِّمَارِ. وَالثَّانِيَةَ لَهَا بَعْدَ هُجُومِ الْجَرَادِ وَهِيَ جَرْدَاءُ.
  • صُنْدُوقُ "مُؤُونَةِ الشِّتَاءِ": جَهِّزُوا صُنْدُوقًا أَوْ بُرْطُمَانًا فِي الْمَنْزِلِ. كُلَّ أُسْبُوعٍ، ضَعُوا فِيهِ شَيْئًا صَغِيرًا لَا تَحْتَاجُونَهُ عَلَى الْفَوْرِ (مِثْلَ عُلْبَةِ طَعَامٍ مُعَلَّبٍ) لِلتَّبَرُّعِ بِهِ لِمُحْتَاجٍ.
  • تَمْثِيلُ مَشْهَدِ الِاعْتِذَارِ: قُمْ أَنْتَ وَأَصْدِقَاؤُكَ بِتَمْثِيلِ الْمَشْهَدِ الَّذِي تَذْهَبُ فِيهِ الْحَيَوَانَاتُ الْجَائِعَةُ لِتَعْتَذِرَ لِلسُّلَحْفَاةِ الْحَكِيمَةِ.

إرسال تعليق

أحدث أقدم