أَرْنُوبُ وَغَيْرَتُهُ مِنَ الْمَرَضِ
كَانَ "أَرْنُوبُ" يَمْشِي مَعَ أُمِّهِ فِي الْغَابَةِ، وَفَجْأَةً رَأَيَا السَّيِّدَةَ قُنْفُذَ، وَالِدَةَ صَدِيقِهِ، وَكَانَتْ تَبْدُو قَلِقَةً جِدًّا. أَخْبَرَتْهُمْ بِحُزْنٍ أَنَّ ابْنَهَا "قُنْفُذَ" مَرِيضٌ جِدًّا وَحَرَارَتُهُ مُرْتَفِعَةٌ.
دَخَلَ أَرْنُوبُ وَأُمُّهُ إِلَى مَنْزِلِ قُنْفُذَ لِيَجِدَاهُ طَرِيحَ الْفِرَاشِ، يَرْتَجِفُ وَيَسْعُلُ. أَسْرَعَتْ أُمُّ أَرْنُوبَ لِمُسَاعَدَتِهِ، وَبَدَأَتِ الْأُمَّانِ تَتَنَاوَبَانِ عَلَى رِعَايَتِهِ بِاهْتِمَامٍ كَبِيرٍ.
لَاحَظَ أَرْنُوبُ أَنَّ الْجَمِيعَ يُدَلِّلُونَ قُنْفُذَ وَيُحْضِرُونَ لَهُ الْعَصِيرَ وَيُغَطُّونَهُ بِدِفْءٍ. شَعَرَ بِغَيْرَةٍ شَدِيدَةٍ. قَالَ لِقُنْفُذَ بِانْزِعَاجٍ: "هَيَّا انْهَضْ مِنَ الْفِرَاشِ لِنَلْعَبَ!" رَفَضَتْ أُمُّهُ طَلَبَهُ، فَازْدَادَتْ غَيْرَةُ أَرْنُوبَ وَقَرَّرَ الْعَوْدَةَ إِلَى الْمَنْزِلِ وَحْدَهُ غَاضِبًا.
فَكَّرَ أَرْنُوبُ فِي خُطَّةٍ غَرِيبَةٍ. قَالَ لِنَفْسِهِ: "سَأُصْبِحُ مَرِيضًا أَيْضًا لِأَحْصُلَ عَلَى نَفْسِ الاهْتِمَامِ!" وَبَدَأَ فِي مُحَاوَلَاتٍ طَائِشَةٍ لِيَمْرَضَ: أَكَلَ كَمِّيَّاتٍ كَبِيرَةً مِنَ الْمُثَلَّجَاتِ حَتَّى تَجَمَّدَتْ أَسْنَانُهُ، ثُمَّ رَكَضَ لِمَسَافَاتٍ طَوِيلَةٍ حَتَّى أَنْهَكَ نَفْسَهُ.
فِي اللَّيْلِ، بَدَأَتْ خُطَّتُهُ تَنْجَحُ بِطَرِيقَةٍ لَمْ يَتَوَقَّعْهَا. ارْتَفَعَتْ حَرَارَتُهُ وَبَدَأَ يَرْتَجِفُ وَيَشْعُرُ بِأَلَمٍ فِي كُلِّ جِسْمِهِ. اسْتَيْقَظَتْ أُمُّهُ عَلَى صَوْتِ أَنِينِهِ، وَوَجَدَتْهُ يُعَانِي مِنْ حُمَّى شَدِيدَةٍ. عَانى أَرْنُوبُ مِنْ لَيْلَةٍ صَعْبَةٍ جِدًّا وَأَدْرَكَ مَدَى صُعُوبَةِ وَأَلَمِ الْمَرَضِ.
فِي الصَّبَاحِ، حَضَرَ قُنْفُذُ، وَقَدْ تَحَسَّنَتْ صِحَّتُهُ، لِزِيَارَتِهِ مَعَ الْجَمِيعِ. اعْتَرَفَ أَرْنُوبُ بِخَجَلٍ أَنَّهُ تَعَمَّدَ فِعْلَ كُلِّ ذَلِكَ لِيَمْرَضَ. نَصَحَهُ قُنْفُذُ بِحُبٍّ: "لَا تَفْعَلْ ذَلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، الْمَرَضُ لَيْسَ أَمْرًا سَهْلًا أَوْ جَيِّدًا."
نَدِمَ أَرْنُوبُ عَلَى فِعْلَتِهِ، وَبَعْدَ يَوْمَيْنِ تَعَافَى تَمَامًا وَعَادَ إِلَى نَشَاطِهِ. لَقَدْ تَعَلَّمَ أَنَّ الصِّحَّةَ وَالْعَافِيَةَ هِيَ أَفْضَلُ نِعْمَةٍ، وَأَنَّ الاهْتِمَامَ بِالْأَصْدِقَاءِ الْمَرْضَى أَفْضَلُ مِنْ تَمَنِّي مَرَضِهِمْ.
القيم والدروس الأخلاقية
- قِيمَةُ الصِّحَّةِ: الصِّحَّةُ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ يَجِبُ أَنْ نُقَدِّرَهَا وَنَحْمَدَ اللهَ عَلَيْهَا، وَهِيَ أَفْضَلُ مِنْ أَيِّ اهْتِمَامٍ.
- خَطَرُ الْغَيْرَةِ: الْغَيْرَةُ يُمْكِنُ أَنْ تَدْفَعَنَا لِفِعْلِ أَشْيَاءَ طَائِشَةٍ وَمُؤْذِيَةٍ لِأَنْفُسِنَا وَلِلْآخَرِينَ.
- الْعِنَايَةُ بِالْمَرِيضِ: زِيَارَةُ الْمَرِيضِ وَالِاهْتِمَامُ بِهِ هُوَ سُلُوكٌ نَبِيلٌ يُظْهِرُ الْحُبَّ وَالتَّعَاطُفَ.
- الِاعْتِرَافُ بِالْخَطَأِ: الِاعْتِرَافُ بِأَخْطَائِنَا، حَتَّى لَوْ كَانَتْ مُحْرِجَةً، هُوَ دَلِيلٌ عَلَى الشَّجَاعَةِ وَالنُّضْجِ.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَنْ كَانَ مَرِيضًا فِي بِدَايَةِ الْقِصَّةِ؟
- مَا هُوَ الشُّعُورُ الَّذِي أَحَسَّ بِهِ أَرْنُوبُ تِجَاهَ قُنْفُذَ؟
- اذْكُرْ طَرِيقَتَيْنِ حَاوَلَ بِهِمَا أَرْنُوبُ أَنْ يَمْرَضَ.
- هَلْ نَجَحَ أَرْنُوبُ فِي أَنْ يَمْرَضَ؟
- مَاذَا أَدْرَكَ أَرْنُوبُ فِي النِّهَايَةِ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا يُعْتَبَرُ تَمَنِّي الْمَرَضِ لِلْحُصُولِ عَلَى الِاهْتِمَامِ فِكْرَةً سَيِّئَةً جِدًّا؟
- كَيْفَ أَظْهَرَ قُنْفُذُ أَنَّهُ صَدِيقٌ جَيِّدٌ حَتَّى بَعْدَمَا عَرَفَ بِمَا فَعَلَهُ أَرْنُوبُ؟
- مَا الْفَرْقُ بَيْنَ الاهْتِمَامِ الَّذِي تَوَقَّعَهُ أَرْنُوبُ وَحَقِيقَةِ الشُّعُورِ بِالْمَرَضِ؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- هَلْ شَعَرْتَ بِالْغَيْرَةِ مِنْ أَحَدِ إِخْوَتِكَ أَوْ أَصْدِقَائِكَ مِنْ قَبْلُ؟ كَيْفَ تَصَرَّفْتَ؟
- مَا هُوَ أَفْضَلُ شَيْءٍ تَفْعَلُهُ لِتُظْهِرَ اهْتِمَامَكَ بِشَخْصٍ مَرِيضٍ؟
- مَا هِيَ الْأَشْيَاءُ الَّتِي تَفْعَلُهَا لِتُحَافِظَ عَلَى صِحَّتِكَ؟
أنشطة تفاعلية ممتعة
- ارْسُمِ "صِحَّةٌ وَمَرَضٌ": ارْسُمْ صُورَتَيْنِ: الْأُولَى لِأَرْنُوبَ وَهُوَ نَشِيطٌ وَسَعِيدٌ يَلْعَبُ فِي الشَّمْسِ. وَالثَّانِيَةَ لَهُ وَهُوَ مُتْعَبٌ وَحَزِينٌ فِي الْفِرَاشِ.
- صُنْعُ بِطَاقَةِ "أَتَمَنَّى لَكَ الشِّفَاءَ": اصْنَعْ بِطَاقَةً جَمِيلَةً وَاكْتُبْ فِيهَا رِسَالَةً لَطِيفَةً لِتُقَدِّمَهَا لِصَدِيقٍ أَوْ قَرِيبٍ إِذَا مَرِضَ.
- تَمْثِيلُ دَوْرِ الطَّبِيبِ: بِاسْتِخْدَامِ أَلْعَابِكَ، قُمْ بِدَوْرِ الطَّبِيبِ أَوِ الْمُمَرِّضِ الَّذِي يَعْتَنِي بِدُمْيَةٍ "مَرِيضَةٍ"، يَقِيسُ حَرَارَتَهَا وَيُعْطِيهَا الدَّوَاءَ.