أَرْنُوبُ الْمُهْمِلُ وَالسُّلَحْفَاةُ الْحَكِيمَةُ
كَانَ يَا مَا كَانَ، أَرْنَبٌ اسْمُهُ "أَرْنُوبُ" كَانَ مُهْمِلًا فِي صِحَّتِهِ وَنَظَافَتِهِ. فِي أَحَدِ الْأَيَّامِ، اقْتَرَبَ مِنْ أَصْدِقَائِهِ الْحَيَوَانَاتِ وَهُمْ يَأْكُلُونَ. وَبِدُونِ اسْتِئْذَانٍ، أَخَذَ الطَّعَامَ مِنْ صَدِيقِهِ الْغَزَالِ. غَضِبَ الْغَزَالُ وَقَالَ: "لَنْ أُشَارِكَكَ طَعَامِي مَرَّةً أُخْرَى!"
لَمْ يَكُنْ هَذَا فَحَسْبُ، بَلْ كَانَتْ رَائِحَتُهُ كَرِيهَةً جِدًّا لِدَرَجَةِ أَنَّ أَصْدِقَاءَهُ هَرَبُوا مِنْهُ وَهُمْ يُغَطُّونَ أُنُوفَهُمْ. بَعْدَ أَنْ هَجَرَهُ الْجَمِيعُ، جَلَسَ أَرْنُوبُ وَحِيدًا وَحَزِينًا وَتَمَنَّى لَوْ أَنَّهُ جَمِيلٌ وَقَوِيٌّ وَمَحْبُوبٌ مِثْلَ بَاقِي الْحَيَوَانَاتِ.
سَمِعَتْهُ سُلَحْفَاةٌ عَجُوزٌ حَكِيمَةٌ كَانَتْ نَائِمَةً بِالْقُرْبِ. أَيْقَظَتْهُ وَأَخَذَتْهُ إِلَى بُحَيْرَةٍ صَافِيَةٍ وَقَالَتْ: "انْظُرْ إِلَى انْعِكَاسِكَ فِي الْمَاءِ. أَنْتَ تَمْتَلِكُ وَجْهًا جَمِيلًا، لَكِنَّ إِهْمَالَكَ لِلنَّظَافَةِ أَفْسَدَ مَظْهَرَكَ."
ثُمَّ أَضَافَتْ: "الْقُوَّةُ لَا تَأْتِي مِنْ كَثْرَةِ الْأَكْلِ، بَلْ مِنَ الْحَرَكَةِ وَالنَّشَاطِ. وَالْمَحَبَّةُ تَأْتِي مِنْ عِزَّةِ النَّفْسِ وَاحْتِرَامِ الْآخَرِينَ، لَا مِنَ التَّطَفُّلِ عَلَيْهِمْ."
قَرَّرَ أَرْنُوبُ أَنْ يَتَّبِعَ نَصَائِحَ السُّلَحْفَاةِ. قَفَزَ فِي الْمَاءِ وَبَدَأَ يُنَظِّفُ نَفْسَهُ بِجِدٍّ. بَعْدَ ذَلِكَ، وَضَعَ لِنَفْسِهِ بَرْنَامَجًا رِيَاضِيًّا، فَأَصْبَحَ يَجْرِي حَوْلَ الْغَابَةِ كُلَّ صَبَاحٍ. وَبِفَضْلِ إِصْرَارِهِ، أَصْبَحَ جِسْمُهُ رَشِيقًا وَقَوِيًّا.
عَادَ أَرْنُوبُ إِلَى أَصْدِقَائِهِ، فَلَاحَظُوا التَّغْيِيرَ الْكَبِيرَ. أَثْنَوْا عَلَى نَظَافَتِهِ وَجِسْمِهِ الْمُتَنَاسِقِ. وَعِنْدَمَا عَرَضَ عَلَيْهِ الْغَزَالُ الطَّعَامَ، رَفَضَ أَرْنُوبُ بِأَدَبٍ وَقَالَ: "شُكْرًا، لَقَدْ أَكَلْتُ بِالْفِعْلِ." أُعْجِبَ أَصْدِقَاؤُهُ بِتَصَرُّفَاتِهِ الْجَدِيدَةِ وَأَحَبُّوهُ لِإِصْرَارِهِ وَعَزِيمَتِهِ.
تَعَلَّمَ أَرْنُوبُ أَنَّ الْأُمْنِيَّاتِ لَا تَتَحَقَّقُ بِالْجُلُوسِ وَالْحُزْنِ، بَلْ بِالْعَمَلِ الْجَادِّ وَالنُّهُوضِ لِتَحْقِيقِ الْأَهْدَافِ.
القيم والدروس الأخلاقية
- النَّظَافَةُ مِنَ الْإِيمَانِ: الْعِنَايَةُ بِالنَّظَافَةِ الشَّخْصِيَّةِ أَسَاسِيَّةٌ لِصِحَّتِنَا وَلِكَيْ يَتَقَبَّلَنَا الْآخَرُونَ.
- احْتِرَامُ النَّفْسِ وَالْآخَرِينَ: عِزَّةُ النَّفْسِ تَمْنَعُنَا مِنَ التَّطَفُّلِ عَلَى الْآخَرِينَ، وَهَذَا يَجْعَلُهُمْ يَحْتَرِمُونَنَا وَيُحِبُّونَنَا.
- الْعَقْلُ السَّلِيمُ فِي الْجِسْمِ السَّلِيمِ: النَّشَاطُ الْبَدَنِيُّ وَالرِّيَاضَةُ يُحَسِّنَانِ مِنْ صِحَّتِنَا وَمَظْهَرِنَا.
- الْإِرَادَةُ تَصْنَعُ التَّغْيِيرَ: لَا شَيْءَ مُسْتَحِيلٌ. بِالْعَزِيمَةِ وَالْإِصْرَارِ، يُمْكِنُنَا تَغْيِيرُ عَادَاتِنَا السَّيِّئَةِ وَتَحْقِيقُ أَهْدَافِنَا.
أسئلة لفهم القصة
أسئلة بسيطة
- مَا هِيَ تَصَرُّفَاتُ أَرْنُوبَ السَّيِّئَةُ فِي بِدَايَةِ الْقِصَّةِ؟
- لِمَاذَا هَرَبَ أَصْدِقَاؤُهُ مِنْهُ؟
- مَنْ قَدَّمَ النَّصِيحَةَ لِأَرْنُوبَ؟
- اذْكُرْ نَصِيحَتَيْنِ قَدَّمَتْهُمَا السُّلَحْفَاةُ.
- كَيْفَ تَغَيَّرَ أَرْنُوبُ فِي النِّهَايَةِ؟
أسئلة للتفكير النقدي
- لِمَاذَا يُعْتَبَرُ أَخْذُ الطَّعَامِ مِنْ الْآخَرِينَ دُونَ اسْتِئْذَانٍ تَصَرُّفًا سَيِّئًا؟
- هَلْ كَانَتِ السُّلَحْفَاةُ قَاسِيَةً عِنْدَمَا أَخْبَرَتْ أَرْنُوبَ أَنَّهُ أَفْسَدَ مَظْهَرَهُ؟ لِمَاذَا؟
- مَا الْفَرْقُ بَيْنَ الْأُمْنِيَّاتِ وَالْأَهْدَافِ؟
أسئلة لربط القصة بحياتك
- مَا هِيَ الْعَادَاتُ الصِّحِّيَّةُ الَّتِي تَقُومُ بِهَا كُلَّ يَوْمٍ (مِثْلَ غَسْلِ الْيَدَيْنِ، تَنْظِيفِ الْأَسْنَانِ)؟
- هَلْ تُحِبُّ مُمَارَسَةَ الرِّيَاضَةِ؟ مَا هِيَ رِيَاضَتُكَ الْمُفَضَّلَةُ؟
- اذْكُرْ نَصِيحَةً قَيِّمَةً قَدَّمَهَا لَكَ شَخْصٌ أَكْبَرُ مِنْكَ.
أنشطة تفاعلية ممتعة
- جَدْوَلُ "عَادَاتِي الْجَدِيدَةُ": صَمِّمْ جَدْوَلًا أُسْبُوعِيًّا. اكْتُبْ فِيهِ عَادَاتٍ جَيِّدَةً تُرِيدُ اكْتِسَابَهَا (مِثْلَ: مُمَارَسَةُ الرِّيَاضَةِ، تَنَاوُلُ الْفَاكِهَةِ). ضَعْ عَلَامَةَ صَحٍّ كُلَّ يَوْمٍ تَلْتَزِمُ فِيهِ.
- ارْسُمِ "أَرْنُوبَ قَبْلَ وَبَعْدَ": ارْسُمْ صُورَتَيْنِ لِأَرْنُوبَ: الْأُولَى وَهُوَ مُهْمِلٌ وَحَزِينٌ، وَالثَّانِيَةَ وَهُوَ نَظِيفٌ وَنَشِيطٌ وَسَعِيدٌ مَعَ أَصْدِقَائِهِ.
- لُعْبَةُ "نَصِيحَةُ الْحُكَمَاءِ": يَجْلِسُ أَحَدُكُمْ فِي دَوْرِ "السُّلَحْفَاةِ الْحَكِيمَةِ"، وَيَأْتِي الْآخَرُونَ لِيَطْلُبُوا مِنْهُ نَصَائِحَ لِحَلِّ مَشَاكِلَ خَيَالِيَّةٍ.